کتاب: الیاقوت الثمین فی اصطلاح حدیث النبی الامین

الیاقوت الثمین فی اصطلاح حدیث النبی الامین
تألیف: عبدالرحمن آخوند تنگلی
زبان: عربی
موضوع: علوم حدیث
قطع: رقعی
ناشر: تنعیم
محشی: عبدالخالق آخوند توکلی
پیرامون کتاب: شناخت احادیث رسول اکرم صلی الله علیه و سلم و تفکیک صحیح آنها از سقیمشان کاری بس دشوار بوده و مهارتهایی را می طلبد. از این رو کتب بسیاری در این باره نگاشته شده اما بعضا بسیاری از آنها مطول بوده و باعث نپرداختن آنچنانی به این علم مهم شده است. استاد تنگلی حفظه الله نیز از این مهم مطلع بوده و کتابی در این مضمون نگاشته و مباحث کلی این علم را هرچه خلاصه تر، بیان نمودند. اتمام تألیف این اثر، بیستم دی ماه 1366 هجری شمسی بوده و از آن تاریخ نسخ های کپی شده از نسخه دست نوشته، بین طلاب و علاقمندان این فن، دست به دست میگشت که به کوشش استاد بزرگوار جناب عبدالخالق آخوند توکلی در سال 1398 هجری شمسی، حاشیه ای در تشریح این تألیف ارزشمند نگاشته شد. در سال 1400 هجری شمسی کار تصحیح و ویرایش این آثار به اتمام رسید و بلافاصله به زیر چاپ رفت. نسخه پی دی اف این اثر که مطابق با نسخه چاپی است را میتوانید با حجم 956 کیلوبایت در زیر دانلود کنید.
دانلود کتاب: الیاقوت الثمین فی اصطلاح حدیثالنبیالامین
متن کامل این کتاب
الیاقـوت الثمیــــن في اصطلاح حدیث النبي الأمین
تألیف: الحاج عبدالرحمن آخوند تنگلي أطال الله عمره أستاذ الکلیة الشرعیة بجامعة عرفان آباد
مع حاشیته المفیدة المسماة بـ الإرشاد المتین إلی الیاقوت الثمین
تألیف: عبدالخالق توکلي حفظه الله
فهرست
الْمَرْتَبَةُ الأُوْلَى، الْحَدِيْثُ الصَّحِيْحُ.. 25
الْمَرْتَبَةُ الثَّانِيَةُ: الْحَدِيْثُ الْحَسَنُ.. 31
الْمَرْتَبَةُ الثَّالِثَةُ الْحَدِيْثُ الضَّعِيْفُ…. 34
وَ مِنْهَا الْمُتَّفِقُ وَ الْمُفْتَرِقُ.. 90
وَ مِنْهَا الْمُؤْتَلِفُ وَ الْمُخْتَلِفُ…. 102
وَ مِنْهَا الْمَتْرُوْكُ.. 104
وَ مِنْهَا الْمُتَوَاتِرُ. 108
وَ مِنْهَا الْمَنْسُوْخُ.. 114
فهرس مراجع و مصادر إرشاد المتين… 126
مقدمة الشارح
بسم الله الرحمن الرحیم
الحمد لله العالي شأنه عن مرتبة النزول و الصلاة و السلام علی نبیه المرسل الذي قطع بصحیح عزمه و حسن طویّته سبیل المنکر و العلل و علی آله و أصحابه المتفقین علی الهدی سواء الأکابر و الأصاغر أما بعد: فیقول العبد الفقیر عبدالخالق بن هوجان غفر الله له و لوالدیه و مشایخه و محبیهم و المسلمین آمین، إنّ مرتبة السنة النبویة في الحجیة تلي مرتبة الکتاب الکریم إذ هي مفسرة لنصوصه و مبیّنة لمعناه بتخصیص عامّه و تقیید مطلقه و توضیح مشکله و تعیین مبهمه و تعلیل محکمه و اتّباعها واجب کالکتاب بنَصّ الکتاب «و ما آتاکم الرسول فخذوه و ما نهاکم عنه فانتهوا» و قد حرص المسلمون في عصر النبوّة علی حفظها في صدورهم و نشرها في مجتمعاتهم و روایتها عند الحکم علی نوازلهم و أحداثهم.
و کذالک کانوا في عصر الخلفاء الراشدین و کبار التابعین یرویها الفقهاء و القضاة و المعلمون، و لم تدوّن في کتاب لعدم انتشار الکتابة حینئذ و لعدم الدواعي للتدوین، بل کانت محفوظة في صدور العدول الأمناء لایعرف مکانها دس أو تغییر. و مضت المائة الأولی و کل رواة السنة، إما صحابي عدل ضابط و إما تابعي کبیر ثقة، یتحری الصدق و یتشدّد في الروایة و مع ذلک فقد تکلّم في الرواة جماعة من الصحابة کابن عباس و عبادة بن الصامت و غیرهما و تکلم من کبار التابعین: الشعبيّ و ابن المسیّب و غیرهما.
و کان القول منهم في الرجل الواحد بعد الرجل لقلّة الضعفاء في ذلک العصر. و إنما هم یتحرون الصدق فیما یأخذه في الروایة لأنهم قصدوا امتثال أمر الله تعالی في قوله الکریم «یا ایها الذین آمنوا إن جاءکم فاسق بنبأ فتبینوا»، ففي هذه الآیة الکریمة و أیضا في الحدیث الشریف «نضّر الله امرأ سمع منا شیئا فبلّغه کما سمع فرب مبلغ أوعی من سامع». مبدأ التثبّت في أخذ الأخبار وکیفیة ضبطها بالانتباه لها و وعیها و التدقیق في نقلها للآخرین.
و لما کان بعد الخمسین و المائة ظهرت الفرق السیاسیة و انتشرت النحل و العصبیة و ظهر من یتعمد الکذب، اضطرّ العلماء الجهابذة من علماء الجرح و التعدیل إلی الاجتهاد في التفتیش عن الرواة و نقد الأسانید، فتکلّم شعبة و مالک و معمر و غیرهم إلی آخر عصر الروایة آخر المائة الثالثة.
و علوم الحدیث قد دوّنت في عصر التدوین و دوّن کذلک متن الحدیث في أوائل المائة الثانیة، بأمرالخلیفة العادل عمر بن عبدالعزیز و ألفت من أنواع علوم الحدیث مؤلفات کثیرة، فألفت في أحوال الإسناد في الرجال کتب التاریخ و الطبقات و الوفیات … و في أحوال الخبر کتب العلل و ألفاظ مراتب القبول و الرد …
و تعددت أنواع علوم الحدیث، و هي خمس و ستون تقریباً علی ما ذکره النوويّ في التقریب و نقل عن ابن الملقن: أن أنواعه تزید علی المأتین و بلغ أبو حاتم في تقسیم الضعیف منه خمسین قسما إلّا واحدا. فلمّا کانت المائة الرابعة و فیها نضجت العلوم و استقرّ الاصطلاح ألف القاضي أبو محمد الحسن بن عبدالرحمن بن الخلاد الرامهرمزي (المتوفی 360هـ) کتاب «المحدث الفاصل بین الراوي و الواعي» و لکنه لم یستوعب الفنون بأجمعها، و کان قبل ذلک ممزوجا بکتب الروایة و کتب الجرح و التعدیل ثم جاء بعد الرامهرمزي الحاکم أبو عبدالله النیسابوري (المتوفی 405هـ) فألف کتابه «معرفة علوم الحدیث» لکنه لم یهذب الأبحاث و لم یرتبها الترتیب الفنّي المناسب.
قال عبدالستار حسین بر ذکر فیه الحاکم خمسین نوعاً من علوم الحدیث و أظهر فیه براعة تامة و ابتدع فیه محاسن لم یسبق إلیها. ثم جاء أبو نعیم أحمد بن عبدالله الإصبهاني (المتوفی430هـ) فعمل علی کتاب الحاکم مستخرجا استدرک فیه علی الحاکم ما فاته في کتابه «معرفة علوم الحدیث» من قواعد هذا الفن لکنه ترک أشیاء یمکن للمتعقب أن یستدرکها علیه أیضا ثم جاء الخطیب البغدادي (المتوفی 463هـ) فصنف کتاب «الکفایة في علم الروایة» و هوکتاب حافل بتحریر مسائل هذا العلم و بیان قواعد الروایة و یعدّ من أجلّ مصادر هذا العلم وکتاب «الجامع لآداب الشیخ و السامع في آداب الروایة» وکتبا مفردة في أکثر فنون الحدیث و کان کل من جاء بعده عیالا علی کتبه في ذلک ثم جاء القاضي عیاض بن موسی الیحصبي (المتوفی 544هـ) فجمع في کتابه «الإلماع في ضبط الروایة و تقیید السماع» و هو کتاب غیر شامل لجمیع أبحاث المصطلح بل هو مقصور علی ما یتعلق بکیفیة التحمل و الأداء و ما یتفرّع عنهما لکنه جید في بابه حسن التنسیق و الترتیب ثمّ أبوحفص المیانجي (المتوفی580هـ) فجمع في ذلک جزءا سمّاه «ما لایسع المحدث جهله» ذکره العلامة ابن حجر، و قال الشیخ عبدالفتاح ابو غدة: هو جزء جمل اسمه و ضعف مضمونه و الحقّ إنه لولا ذکر الحافظ ابن حجر له في مقدمة شرح النخبة لما کان له ذکر و لا شأن. فهو ضعیف المادّة مختلّ العیار تکثر فیه الأخطاء العلمیّة و یبدو جلیّاً قصور مؤلّفه رحمه الله تعالی في هذا الفن و الله یغفر للحافظ ابن حجر إذ ذکره في عداد أولئک الحذّاق الأئمة الأفذاذ و لولا ذکره له لما کان له و لا لکتابه ذکر و حقیق أن یقال فیه: ما یسع المحدث جهله. انتهی
و بعد کلّ هؤلاء جاء أبو عمرو عثمان بن عبدالرحمن الشهرزوري (المتوفی 643هـ) فصنّف کتابه «علوم الحدیث» المشتهر بمقدمة ابن الصلاح و هو من أجود الکتب في المصطلح جمع فیه مؤلفه ما تفرق في غیره من کتب الخطیب و مَن تقدّمه فکان کتابا حافلا بالفوائد لکنه لم یرتّبه علی الوضع المناسب لأنه أملاه شیئا فشیئا و هو مع هذا عمدة من جاء بعده من العلماء فکم من مختصر له و ناظم و معارض له و منتصر ثم صنّف العلماء بعد ذلک تصنیفات کثیرة نذکر عدّة منها.
منهم محیي الدین یحیی بن شرف النووي (المتوفی 676ھـ) صنف کتابه «التقریب و التیسیر لمعرفة سنن البشیر النذیر» و کتابه هذا اختصار لکتاب «علوم الحدیث» لابن الصلاح و هو کتاب جیّد لکنه مغلق العبارة أحیانا.
و منهم زین الدین عبدالرحیم بن الحسین العراقي (المتوفی806 هـ) صنف کتابه «ألفیة العراقي» نظم فیها «علوم الحدیث» لابن الصلاح و زاد علیه و هي جیدة غزیرة الفوائد و علیها شروح متعددة. و منهم الحافظ ابن حجر العسقلاني (المتوفی 852 هـ) صنف «نخبة الفکر في مصطلح أهل الأثر» و هو جزء صغیر مختصر جدّا لکنّه من أنفع المختصرات و أجودها ترتیبا، ابتکر فیه مؤلفه طریقة في الترتیب و التقسیم لم یسبق إلیها.
و منهم محمد بن عبدالرحمن السخاوي (المتوفی 902 هـ) صنف کتاب «فتح المغیث في شرح ألفیة الحدیث» و منهم جلال الدین عبدالرحمن بن أبی بکر السیوطي (المتوفی 911 هـ) صنف «تدریب الراوي في شرح تقریب النواوي» جمع فیه من الفوائد الشيء الکثیر.
و منهم عمر بن محمد البیقوني (المتوفی 1080 هـ) صنف منظومة و هي من المنظومات المفیدة المختصرة و علیها شروح کثیرة. و منهم محمد جمال الدین القاسمي (المتوفی 1332هـ) صنف کتاب «قواعد التحدیث».
و منهم أستاذنا العلامة المحقق الحاج عبدالرحمن آخوند تنگلي أطال الله بقاءه و نفع بعلمه صنف کتابه «الیاقوت الثمین في اصطلاح حدیث النبي الأمین» و هو کتاب صغیر الحجم و فیه فوائد کثیرة فأردت أن أضع علیه تعلیقا لیتمّ فائدته و سمیته «الإرشاد المتین إلی الیاقوت الثمین» أسأل الله المنان أن یجعل هذا التحریر لوجهه الکریم و ینفع بهما الطالبین و من قرأهما بقلب سلیم.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
مُقَدِّمَةٌ
الْحَمْدُ[1] لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ، وَالصَّلاَةُ[2] وَالسَّلاَمُ[3] عَلَی أَشْرَفِ الْمُرْسَلِيْنَ، مُحَمَّدٍ وَ عَلَی آلِهِ[4] و أَصْحَابِهِ أَجْمَعِيْنَ، وَ عَلَی أَتْبَاعِهِ إِلَی يَوْمِ الدِّيْنِ آمِيْنَ. أَمَّا بَعْدُ:
فَلَمَّا كَانَ النَّبِيُّ r مَعْدِنَ[5] الْبَرَاهِيْنِ السَّاطِعَةِ[6] لِلشَّرِيْعَةِ الْحَنِيْفَةِ[7] الْبَيْضَاءِ وَ أَحَادِيْثُهُ حُجَجَ الطَّرِيْقَةِ السَّمْحَةِ[8] الْغَرَّاءِ،[9] وَ سِيَرُهُ[10] دَالَّةً إِلَی الْحَقِيْقَةِ السَّعَادَةِ الْعُظْمَى، فَلاَ بُدَّ لِمَنْ تَعَلَّمَهَا وَ اسْتَرْشَدَ بِهَا أَنْ يَعْرِفَ اصْطِلاَحَاتِهَا وَ يَعْلَمَ الْقَوَاعِدَ[11] الَّتِي يَتَمَيَّزُ بِهَا صَحِيْحُهَا مِنْ سَقِيْمِهَا وَ قَوِيُّهَا مِنْ ضَعِيْفِهَا[12]، فَلِذَا كَتَبْتُ رِسَالَةً مُوْجَزَةً مَوْسُوْمَةً بِـ «الْيَاقُوْتِ الثَمِيْنِ[13] فِي اصْطِلاَحِ حَدِيْثِ النَّبِيِّ الأَمِيْنِ»، مُقْتَبِساً مِنْ نُقُوْلِ الْعُلَمَاءِ الْعِظَامِ كَابْنِ الصَّلاَحِ[14]
وَ الصَّنْعَانِيِّ[15] وَ الْبَرْكَوِيِّ[16] وَ الدِّهْلَوِيِّ[17]
وَ الصُّبْحِيِّ[18]. لِأَنَّهُمْ فِيْ هَذَا الْفَنِّ قُوَّادٌ[19] كِرَامٌ[20]، وَ لِلأَرْضِ[21] مِنْ كَأْسِ[22]
الْكِرَامِ نَصِيْبٌ[23] تَامٌّ. وَ مُرْدِفاً[24] عَلَى كُلِّ حَدٍّ مِنْ أَصْنَافِ الأَحَادِيْثِ بَيْتاً مِنْ أَبْيَاتِ الْبَيْقُوْنِيِّ[25] لِيَكُوْنَ تَنَوُّعاً لِلتَّعْرِيْفِ وَ تَقَرُّباً مِنَ الْحِفْظِ. وَ مِنَ اللَّهِ التَّوْفِيْقُ وَ عَلَيْهِ التُّكْلاَنُ[26].
تَعْرِيْفُ الْحَدِيْثِ
اعْلَمْ[27] أَنَّ الْحَدِيْثَ
فِي اصْطِلاَحِ جُمْهُوْرِ الْمُحَدِّثِيْنَ[28] يُطْلَقُ عَلَى قَوْلِ النَّبِيِّr[29] وَ فَعْلِهِ[30] وَ تَقْرِيْرِهِ.[31] وَ مَعْنَى التَّقْرِيْرِ أَنَّ شَخْصاً قَالَ قَوْلاً أَوْ فَعَلَ فَعْلاً فِيْ حَضْرَتِهِ r وَاطَّلَعَ عَلَيْهِ وَ لَمْيُنْكِرْهُ وَ سَكَتَ وَ قَرَّرَ وَ عَلَى قَوْلِ[32] الصَّحَابِيِّ وَ فَعْلِهِ وَ تَقْرِيْرِهِ وَ عَلَى قَوْلِ التَّابِعِيِّ وَ فَعْلِهِ وَ تَقْرِيْرِهِ . فَأَقْسَامُ الْحَدِيْثِ تِسْعٌ.
وَ الصَّحَابِيُّ مَنْ لَقِيَ النَّبِيَّ r وَ هُوَ مُسْلِمٌ[33] وَ مَاتَ عَلَيْهِ. وَ التَّابِعِيُّ كُلُّ مُسْلِمٍ لَقِيَ الصَّحَابَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
دَرَجَاتُ الْحَدِيْثِ
اعْلَمْ أَنَّ لِلأَحَادِيْثِ ثَلثَةَ مَرَاتِبَ.[34]
الْمَرْتَبَةُ الأُوْلَى، الْحَدِيْثُ الصَّحِيْحُ[35] وَ هُوَ مَا ثَبَتَ بِنَقْلِ عَدْلٍ ضَابِطٍ[36] مُتَّصِلاً سَنَدَهُ[37] إِلَى مُنْتَهَاهُ
وَ هُوَ النَّبِيُّ r [38] وَ لا يَكُوْنُ شَاذّاً وَ لا مُعَلَّلاً.[39] وَ الْعَدَالَةُ[40]
مَلَكَةٌ[41] فِي الشَّخْصِ تَحْمِلُهُ[42] عَلَى مُلاَزَمَةِ التَّقْوَى وَالْمُرُوْءَةِ. وَ مَعْنَى التَّقْوَى الاحْتِرَازُ عَمَّا يُذَمُّ شَرْعاً.[43] و الْمُرُوْءَةِ الاحْتِرَازُ عَمَّا يُذَمُّ عُرْفاً[44]. وَ مَعْنَى الضَّبْطِ أَنْ يَحْفَظَ الرَّاوِيْ حَدِيْثَهُ عَنِ الْفَوَاتِ وَ الإِخْلاَلِ بِحَيْثُ يَتَمَكَّنُ مِنْ اسْتِحْضَارِهِ حَيْثُ شَآءَ.
ثُمَّ الضَّبْطُ[45] إِمَّا ضَبْطُ الصَّدْرِ[46] فَهُوَ بِالتَّذَكُّرِ وَ التَّكَرُّرِ وَ حِفْظُ الْقَلْبِ بِهِمَا عَنِ النِّسْيَانِ. وَ إِمَّا ضَبْطُ الْكِتَابِ فَهُوَ بِحِفْظِهِ وَ صِيَانَتِهِ عِنْدَ نَفْسِهِ إِلَى وَقْتِ الأَداءِ. وَ مَعْنَى الاتِّصَالِ[47] أَنْ لَايَسْقُطَ مِنَ الْبَيْنِ أَحَدٌ مِنَ الرُّوَاةِ. وَ مَعْنَى الشُّذُوْذِ أَنْ يَكُوْنَ الرِّوَايَةُ[48] مُخَالِفَةً لِمَا رَوَاهُ الثِقَاتُ.
وَ مَعْنَى التَّعْلِيْلِ أَنْ يُوْجَدَ فِي الإِسْنَادِ[49] عِلَلٌ[50] وَ أَسْبَابٌ غَامِضَةٌخَفِيَّةٌ قَادِحَةٌ فِي صِحَّةِ الحَدِيثِ يَعْرِفُهَا أَهْلُ الْمَهَارَةِ فِي هَذَا الْفَنِّ.
فَالصَّحِيْحُ قِسْمَانِ. الأَوَّلُ الصَّحِيْحُ لِذَاتِهِ وَ هُوَ مَا كَانَ عَلَى هَذِهِ الصِّفَاتِ الْخَمْسِ عَلَى وَجْهِ الْكَمَالِ وَ التَّمَامِ.[51]
و الثَّانِي الصَّحِيْحُ لِغَيْرِهِ وَ هُوَ مَا كَانَ فِيْهِ نَوْعُ قُصُوْرٍ وَ نُقْصَانٍ مِنْ هَذِهِ الصِّفَاتِ[52] وَ لَكِنْ يَنْجَبِرُ ذَلِكَ النُّقْصَانُ بِكَثْرَةِ الطُّرُقِ. وَ تَعْرِيْفُ الْبَيْقُوْنِيِّ فِيْ مَنْظُوْمَتِهِ بِهَذَا النَّمَطِ:
أَوَّلُهَا الصَّحِيْحُ[53] وَ هْوَ مَا اتَّصَلْ
إِسْنَــادُهُ وَ لَمْ يَشُذَّ[54] اَوْ يُعَـلْ
يَرْوِيْهِ عَدْلٌ ضَابِطٌ عَنْ مِثْلِـه
مُعْتَمَدٌ فِيْ ضَبْطِهِ وَ نَقْلِــــه[55]
الْمَرْتَبَةُ الثَّانِيَةُ: الْحَدِيْثُ الْحَسَنُ[56]
وَ هُوَ[57] مَا ثَبَتَ عَلَى الصِّفَاتِ الْمَذْكُوْرَةِ فِي الصَّحِيْحِ
وَ لَكِنْ وُجِدَ فِيْهَا قُصُوْرٌ مِنْ حَيْثُ الضَّبْطُ فَقَطْ[58] وَ لَمْ يَنْجَبِرْ نُقْصَانُهُ بِكَثْرَةِ الطُّرُقِ[59]
وَ يُسَمَّی هَذَا الْحَسَنَ لِذَاتِهِ.[60] وَ عَرَّفَ الْبَيْقُوْنِيُّ بِهَذَا النَّحْوِ:
وَ الْحَسَنُ الْمَعْرُوْفُ طُرقاً[61] وَ غَدَتْ[62]
رِجَالُهُ لا كَالصَّحِيْحِ اشْتَهَرَتْ[63]
الْمَرْتَبَةُ الثَّالِثَةُ الْحَدِيْثُ الضَّعِيْفُ[64] وَ هُوَ مَا لَمْ يَكُنْ فِيْهِ الشُّرُوْطُ الْمَذْكُوْرَةُ فِي الصَّحِيْحِ وَ الْحَسَنِ.[65]
وَ عَرَّفَ السَّيِّدُ الشَّرِيْفُ[66] بِهَذَا الضَّعِيْفِ مِنَ الْحَدِيْثِ مَا كَانَ أَدْنَي مَرْتَبَةً مِنَ الْحَسَنِ وَ ضَعْفُهُ يَكُوْنُ تَارَةً لِضَعْفِ بَعْضِ الرُّوَاةِ[67] مِنْ عَدَمِ العَدَالَةِ أَوْ سُوْءِ الْحِفْظِ أَوْ تُهْمَةٍ فِي الْعَقِيْدَةِ وَ تَارَةً بِعِلَلٍ أُخْرَى مِثْلُ الإِرْسَالِ وَ الانْقِطَاعِ وَ التَّدْلِيْسِ. و قَالَ الْبَيْقُوْنِيُّ فِيْ هَذَا:
وَ كُلُّ مَا عَنْ رُتْبَةِ الْحُسْــنِ قَصُرْ
فَهْوَ الضَّعِيْفُ وَهْوَ أَقْسَاماً[68] كَثُــرْ[69]
وَمِنْهَا الْمَوْضُوْعُ وَ الشَّاذُّ وَ الْمُنْكَرُ وَ الْمُعَلَّلُ وَ الْمُضْطَرِبُ وَ غَيْرُ ذَلِكَ وَ سَيَأتِيْ تَعْرِيْفَاتُهَا فِيْ أَلْقَابِ الأَحَادِيْثِ.
وَ قَالَ الإِمَامُ الْعَلاَّمَةُ الشَّيْخُ مُحَمَّدٌ أَفَنْدِي الْبَرْكَوِيُّ: «وَ إِنْ كَانَ الْحَدِيْثُ الضَّعِيْفُ[70] قَد انْجَبَرَ ضَعْفُهُ بِكَثْرَةِ الطُّرُقِ فَهُوَ الْحَسَنُ لِغَيْرِهِ[71]».
أَلْقَابُ الأَحَادِيْثِ
اعْلَمْ أَنَّ لِلأَحَادِيْثِ أَسْمَآءً وَ أَلْقَاباً نَذْكُرُهَا وَ نُتَرْجِمُهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَي.
مِنْهَا الصَّحِيْحُ وَ الْحَسَنُ وَ الضَّعِيْفُ[72]، وَ عَلِمْتَهَا مَعَ شُرُوْحِهَا.
وَ مِنْهَا اَلْمَرْفُوْعُ وَ هُوَ مَا انْتَهَى[73] اِلَى النَّبِيِّ r. وَ قَالَ الدِّهْلَوِيُّ: «وَالرَّفْعُ قَدْ يَكُوْنُ صَرِيْحَاً وَ قَدْ يَكُوْنُ حُكْماً. أَمَّا صَرِيْحاً، فَفِي الْقَوْلِيِّ كَقَوْلِ الصَّحَابِيِّ سَمِعْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ r يَقُوْلُ كَذَا، أَوْ كَقَوْلِهِ أَوْ قَوْلِ غَيْرِهِ[74] قَالَ[75] رَسُوْلُ اللَّهِ r ، أَوْ عَنْ[76] رَسُوْلِ اللَّهِ r أَنَّهُ قَالَ كَذَا. وَ فِي الْفَعْلِيِّ كَقَوْلِ الصَّحَابِيِّ رَأيْتُ رَسُوْلَ اللَّهِ r فَعَلَ كَذَا[77]، أَوْ عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ r أَنَّهُ فَعَلَ كَذَا[78]،
أَوْ عَنِ الصَّحَابِيِّ أَوْ غَيْرِهِ مَرْفُوْعاً[79] أَوْ رَفَعَهُ أَنَّهُ فَعَلَ كَذَا.[80] وَ فِي التَّقْرِيْرِيِّ أَنْ يَقُوْلَ الصَّحَابِيُّ أَوْ غَيْرُهُ، فَعَلَ فُلاَنٌ أَوْ أَحَدٌ بِحَضْرَةِ النَّبِيِّr كَذَا وَلَايُذْكَرُ إِنْكَارُهُ.[81]
وَ أَمَّا حُكْماً فَكَإِخْبَارِ الصَّحَابِيِّ الَّذِيْ[82] لَمْ يُخْبِرْ عَنِ الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ[83] مَا[84] لامَجَالَ فِيْهِ لِلاجْتِهَادِ[85] عَنِ الأَحْوَالِ الْمَاضِيَةِ كَأَخْبَارِ الأَنْبِيَاءِ أَوِ الآتِيَةِ كَالْمَلاَحِمِ[86] وَ الْفِتَنِ[87] و أَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ عَنْ تَرَتُّبِ[88] ثَوَابٍ مَخْصُوْصٍ أَوْ عِقَابٍ مَخْصُوْصِ عَلَى فَعْلٍ[89]، فَإِنَّهُ لا سَبِيْلَ إِلَيْهِ إِلَّا السَّمَاعُ عَنِ النَّبِيِّ r. أَوْ يَفْعَلُ الصَّحَابِيُّ مَا لا مَجَالَ لِلاجْتِهَادِ فِيْهِ[90]، أَوْ يُخْبِرُ الصَّحَابِيُّ بِأَنَّهُمْ كَانُوْا يَفْعَلُوْنَ كَذَا فِيْ زَمَانِ النَّبِيِّ r .[91] لأَنَّ الظَّاهِرَ اطِّلاَعُهُ r عَلَي ذَلِكَ وَ نُزُوْلُ الْوَحْيِ بِهِ. أَوْ يَقُوْلُوْنَ وَ مِنَ السُّنَّةِ كَذَا. لأَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ السُّنَّةَ سُنَّةُ رَسُوْلِ اللَّهِr. وَ قَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّهُ يَحْتَمِلُ سُنَّةَ الصَّحَابَةِ وَ سُنَّةَ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِيْنَ. فَاِنَّ السُّنَّةَ يُطْلَقُ عَلَيْهِ[92]».
و مِنْهَا اَلْمَقْطُوْعُ[93] وَ هُوَ مَا رُوِيَ[94]
عَنِ التَابِعِيْنَ[95] مِنْ قَوْلٍ[96] أَوْ فَعْلٍ[97] أَوْ تَقْرِيْرٍ وَ هُوَ غَيْرُ الْمُنْقَطِعِ الَّذِيْ يَأتِيْ ذِكْرُهُ اِنْ شَآءَ اللَّهُ تَعَالَى.
وَ عَرَّفَهُمَا الْبَيْقُوْنِيُّ فِيْ مَنْظُوْمَتِهِ وَ قَالَ:
وَ مَا أُضِيْفَ لِلنَّبِيِّ الْمَرْفُوْعُ[98]
وَ مَا لِتَابِـعٍ هُـوَ الْمَقْطُـوْعُ
وَ مِنْهَا اَلْمُسْنَدُ[99] وَ هُوَ الَّذِيْ اتَّصَلَ إِسْنَادُهُ مِنْ رَاوِيْهِ[100] إِلَى مُنْتَهَاهُ.[101] اعْلَمْ أَنَّ السَّنَدَ فِيْ اِصْطِلاَحِهِمْ عِبَارَةٌ عَنْ رِجَالِ الْحَدِيْثِ الَّذِيْنَ رَوَوْهُ. وَالإِسْنَادُ أَيْضاً بِمَعْنَاهُ وَ قَدْ يَجِيءُ بِمَعْنَى ذِكْرِ السَّنَدِ.
قَالَ عَلِيٌّ الْقَارِيْ رَحِمَهُ اللَّهُ: «مَأخُوْذٌ مِنَ السَّنَدِ فِيْ قَوْلِهِمْ فُلاَنٌ سَنَدٌ أَيْ مُعْتَمَدٌ. لاِعْتِمَادِ الْحُفَّاظِ فِيْ صِحَّةِ الْحَدِيْثِ وَ ضَعْفِهِ عَلَيْهِ».
وَ الْبَيْقُوْنِيُّ يَقُوْلُ:
وَ الْمُسْنَدُ[102] المُتَّصِلُ الإِسْنَـادِ مِـنْ
رَاوِيْهِ حَتَّى الْمُصْطَفَى وَ لَمْ يَبِنْ[103]
وَ مِنْهَا الْمُتَّصِلُ[104] وَ هُوَ الَّذِيْ اتَّصَلَ إِسْنَادُهُ[105]. فَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ رُوَاتِهِ قَدْ سَمِعَهُ مِمَّنْ فَوْقَهُ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى مُنْتَهَاهُ. وَ يُقَالُ لَهُ أَيْضاً الْمَوْصُوْلُ.
وَمَا بِسَمْعِ كُـلِّ رَاوٍ يَتَّصِـلْ
إِسْنَادُهُ لِلْمُصْطَفَى فَالْمُتَّصِلْ[106]
وَ مِنْهَا اَلْمُسَلْسلُ[107] وَ هُوَ الَّذِيْ تَتَكَرَّرُ فِيْ وَصْفِ رِوَايَتِهِ عِبَارَاتٌ أَوْ أَفْعَالٌ مُتَمَاثِلَةٌ يَنْقُلُهَا كُلُّ رَاوٍ عَمَّنْ فَوْقَهُ فِيالسَّنَدِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ r.
مِثْلُ أَنْ يَقُوْلَ الرُّوَاةُ كُلُّهُمْ[108] قَالَ لِيْ فُلاَنٌ أَوْ يَقُوْلَ شَبَکَ بِيَدِيْ فُلاَنٌ[109].
مُسَلْسَلٌ قُلْ مَا عَلَى وَصْفٍ أَتَي
مِثْـلُ أَمَـا وَاللَّـهِ أَنْبَانِـي[110] الْفَتَـى[111]
کذاک قَــدْ حَدَّثَنِيْــهِ قَائِمـاً[112]
أَوْ بَعْــدَ أَنْ حَدَّثَنِـيْ تَبَسَّمَــا[113]
وَ مِنْهَا الْعَزِيْزُ[114] وَ هُوَ مَا كَانَ رَاوِيْهِ اثْنَيْنِ فِي جَمِيْعِ الْمَوَاضِعِ صَرِيْحاً بِأَنْ يَرْوِيَ اثْنَانِ عَن اثْنَيْنِ إِلَى الْمُنْتَهَى.[115] أَوْ ضِمْناً بِأَنْ يَرْوِيَ اثْنَانِ عَنْ ثَلَثَةٍ عَنْ أَرْبَعَةٍ عَنْ خَمْسَةٍ إِلَى الْمُنْتَهَى.[116]
وَ سُمِّيَ بِذَلِكَ إِمَّا لِقِلَّةِ وُجُوْدِهِ[117] وَ إِمَّا لِكَوْنِهِ عَزَّ[118] أَيْ قَوِيَ[119] بِمَجِيْئِهِ مِنْ طَرِيْقٍ اُخْرَى[120].
وَ مِنْهَا الْمَشْهُوْرُ[121] وَ هُوَ مَا كَانَ رَاوِيْهِ أَكْثَرَ مِن اثْنَيْنِ فِيْ كُلِّ مَوْضِعٍ بِشَرْطِ أَنْ لا يَكُوْنَ بِجَمِيْعِ شُرُوْطِ التَّوَاتُرِ[122] وَ إِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِوُضُوْحِهِ لِكَوْنِهِ رِوَايَةَ أَكْثَرَ مِن اثْنَيْنِ.[123] وَ يُسَمَّى لَهُ أَيْضاً مُسْتَفِيْضاً لاشْتِهَارِهِ بَيْنَ الرُّوَاةِ.
عَزِيْزُ مَرْوِي اثْنَيْنِ أَوْ ثَلاَثَـةْ[124]
مَشْهُوْرُ مَرْوِيْ فَوْقَ مَا ثَلاَثَةْ[125]
عِبَارَةُ السِّيُوْطِيِّ[126]
فِيالاَلْفِيَّةِ[127] هَذَا:
وَ يُطْلَقُ الْمَشْهُوْرُ لِلَّذِيْ اشْتَهَـرْ
فِيالنَّاسِ مِنْ غَيْرِ شُرُوْطٍ تُعْتَبَرْ
وَ مِنْهَا مُعَنْعَنٌ[128] وَ هُوَ مَا يُقَالُ فِيْ سَنَدِهِ فُلاَنٌ عَنْ فُلاَنٍ مِنْ غَيْرِ تَصْرِيْحٍ بِالتَّحْدِيْثِ وَ السَّمَاعِ.[129]
وَ مِنْهَا الْمُبْهَمُ[130] وَ هُوَ مَا ذَكَرَ رَاوِيْهِ شَيْخَهُ بِلَفْظٍ مُبْهَمٍ كَقَوْلِهِ عَنْ رَجُلٍ[131] أَوْ عَن امْرَأةٍ أَوْ عَن ابْنِ فُلاَنٍ[132] أَوْ عَنْ عَمِّ فُلاَنٍ[133] أَوْ عَنْ خَالِ فُلاَنٍ.[134]
مُعَنْعَنٌ كَعَنْ سَعِيْدٍ عَنْ كَرَمْ[135]
وَ مُبْهَمٌ مَا فِيْهِ رَاوٍ لَمْ يُسَمْ[136]
وَ مِنْهَا الْعَالِيْ وَ هُوَ الَّذِيْ قَلَّتِ الْوَسَائِطُ فِيْسَنَدِهِ. وَ قَدْ عَرَّفَهُ الْبَعْضُ بِقَوْلِهِ هُوَ مَا قَرُبَ رِجَالُ سَنَدِهِ مِنْ رَسُوْلِ اللَّهِ r بِسَبَبِ قِلَّةِ عَدَدِهِمْ إِذَا قِيْسُوْا بِسَنَدٍ آخَرَ يَرِدُ فِيْ ذَلِكَ الْحَدِيْثِ نَفْسِهِ بِعَدَدٍ كَثِيْرٍ.
اعْلَمْ أَنَّ الْعُلْوَ خَمْسَةُ أَقْسَامٍ. الْقِسْمُ الأَوَّلُ وَ هُوَ أَعْظَمُهَا وَ أَجَلُّهَا، الْعُلْوُ إِلَي الرَّسُوْلِ الأَكْرَمِ r
بِمَعْنَى قِلَّةِ عَدَدِ الرُّوَاةِ الَّتِيْ بَيْنَ الْمُحَدِّثِ[137] وَ بَيْنَهُ r .[138]
الْقِسْمُ الثَّانِيْ، الْعُلْوُ إِلَي إِمَامٍ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيْثِ كَابْنِ جَرِيْحٍ[139] وَ الزُّهْرِيِّ[140]
وَ الأَوْزَاعِيِّ[141] وَ مَنْ أَشْبَهَهُمْ وَ لَوْ كَثُرَ الْعَدَدُ بَعْدَ ذَلِكَ الإِمَامِ اِلَى النَّبِيِّ r بِشَرْطِ صِحَّةِ الإِسْنَادِ إِلَيْهِ. الْقِسْمُ الثَّالِثُ، الْعُلْوُ إِلَى كِتَابٍ مِنَ الْكُتُبِ الْمُعْتَمَدَةِ الْمَشْهُوْرَةِ كَالصِّحَاحِ السِّتِّ وَ نَحْوِهَا. وَ صُوْرَتُهُ أَنْ تَأتِيَ لِحَدِيْثٍ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ[142] مَثَلاً فَتَرْوِيْهِ بِإِسْنَادِكَ إِلَى شَيْخِ الْبُخَارِيِّ أَوْ شَيْخِ شَيْخِهِ فَيَكُوْنُ رِجَالُ إِسْنَادِكَ أَقَلَّ عَدَداً مِمَّا لَوْ رَوَيْتَهُ مِنْ طَرِيْقِ الْبُخَارِيِّ[143].
الْقِسْمُ الرَّابِعُ مِنْ أَقْسَامِ الْعُلْوِ، تَقَدُّمُ وَفَاتِ الشَّيْخِ الَّذِيْ تَرْوِيْ عَنْهُ عَنْ وَفَاتِ شَيْخٍ آخَرَ وَ إِنْ تَسَاوَيَا فِيالْعَدَدِ.[144]
الْقِسْمُ الخامِسُ مِنْ أَقْسَامِ الْعُلْوِ، تَقَدُّمُ السَّمَاعِ. فَمَنْ سَمِعَ مِنَالشَّيْخِ قَدِيْماً كَانَ أَعْلَى مِمَّنْ سَمِعَ مِنْهُ أَخِيْراً كَأنْ يَسْمَعَ شَخْصانِ مِنْ شَيْخٍ وَاحِدٍ أَحَدُهُمَا سَمِعَ مِنهُ مُنْذُ سِتِّيْنَ سَنَةً وَ الآخَرُ مُنْذُ أَرْبَعِيْنَ سَنَةً. فَالأَوَّلُ أَعْلَى مِنَ الثَّانِيْ.[145]
وَ مِنْهَا النَّازِلُ وَ هُوَ الَّذِيْ بَعُدَ رِجَالُ سَنَدِهِ مِنْ رَسُوْلِ اللَّهِ r بِسَبَبِ كَثْرَةِ عَدَدِهِمْ إِذَا قِيْسُوْا بِسَنَدٍ آخَرَ يَرِدُ فِيْ ذَلِكَ الْحَدِيْثِ نَفْسِهِ بِعَدَدٍ قَلِيْلٍ وَ هُوَ يُقَابِلُ الْعَالِيَ.[146] وَ مَا مِنْ قِسْمٍ مِنْ أَقْسَامِ الْعُلْوِ الْخَمْسَةِ إِلَّا وَ ضِدُّهُ قِسْمٌ مِنْ أَقْسَامِ النُّزُوْلِ. فَهُوَ أَيْضاً خَمْسَةُ أَقْسَامٍ تُدْرِكُهَا مِنَ التَّفْصِيْلِ الْمَذْكُوْرِ فِي الْعَالِيْ.[147]
وَكُلُّ مَا قَلَّتْ رِجَالُهُ عَـلاَ[148]
وَ ضِدُّهُ ذَاكَ الَّذِيْ قَد نَزَلاَ[149]
وَ مِنْهَا الْمَوْقُوْفُ[150] وَ هُوَ الَّـذِيْ رُوِيَ عَنِالصَّـحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُـمْ
مِنْ قَوْلٍ[151] أَوْ فَعْلٍ[152] أَوْ تَقْرِيْرٍ كَأنْ يَقُوْلَ الرَّاوِيْ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ[153] كَذَا
أَوْ فَعَلَ عَلِّيُّ بْنُ أَبِيْ[154] طَالِبٍ كَذَا
أَوْ فُعِلَ كَيْتَ وَ كَيْتَ أَمَامَ أَبِيْبَكْرٍ[155] فَأَقَرَّهُ وَ لَمْيُنْكِرْهُ.
وَ مَا أَضَفْتَهُ إِلَي الأَصْحَابِ[156] مِنْ
قَوْلٍ وَ فِعْلٍ[157] فَهْوَ مَوْقُوْفٌ[158] زُكِنْ[159]
وَ مِنْهَا الْمُرْسَلُ[160] وَ هُوَ الَّذِيْ سَقَطَ مِنْ رُوَاتِهِ الصَّحَابِيُّ كَقَوْلِ التَّابِعِيِّ قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ r كَذَا[161] أَوْ فَعَلَ كَذَا أَوْ فُعِلَ بِحَضْرَتِهِ كَذَا.
وَ مِنْهَا الْغَرِيْبُ[162] وَ هُوَ[163] الَّذِيْ كَانَ رَاوِيْهِ وَاحِداً.[164]
وَ مُرْسَلٌ مِنْـهُ الصَّحَابِيُّ سَقَـطْ
وَ قُلْ غَرِيْبٌ مَا رَوَى رَاوٍ فَقَطْ[165]
وَ مِنْهَا الْمُنْقَطِعُ[166] وَ هُوَ الَّذِيْ سَقَطَ مِنْ رُوَاتِهِ رَاوٍ وَاحِدٌ غَيْرُ الصَّحَابِيِّ أَوْ ذُكِرَ فِيْهِ رَجُلٌ مُبْهَمٌ[167] أَوْ كَانَ السَّاقِطُ أَكْثَرَ مِنْ مَوْضِعٍ وَاحِدٍ.[168]
وَكُلُّ مَا لَمْيَتَّصِلْ بِحَـالِ
إِسْنَادُهُ مُنْقَطِعُ الأَوْصَالِ[169]
وَ مِنْهَا الْمُعْضَلُ[170] وَ هُوَ الَّذِيْ سَقَطَ مِنْهُ رَاوِيَانِ فَأَكْثَرَ بِشَرْطِ التَّوَالِيْ[171]. وَ مِثَالُهُ مَا يَرْوِيْهِ تَابِعِيُّ التَّابِعِيِّ قَائِلاً فِيْهِ قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ r بِإِسْقَاطِ ذِكْرِ التَّابِعِيِّ وَ الصَّحَابِيِّ.[172]
وَ مِنْهَا الْمُدَلَّسُ[173] وَ هُوَ قِسْمَانِ. الأَوَّلُ مُدَلَّسُ الإِسْنَادِ وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِيْ يَرْوِيْهِ الرَّاوِيْ عَمَّنْ لَقِيَهُ مَا لَمْيَسْمَعْهُ مِنْهُ،
مُوْهِماً أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهُ[174] أَوْ عَمَّنْ عَاصَرَهُ[175] وَ لَمْ يَلْقَهُ مُوْهِماً أَنَّهُ قَدْ لَقِيَهُ وَ سَمِعَهُ مِنْهُ.
وَ الثَانِيْ مُدَلَّسُ الشُّيُوْخِ[176] وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِيْ يَرْوِيْهِ الرَّاوِيْ مُتَّصِفاً شَيْخَهُ الَّذِيْ سَمِعَ مِنْهُ
بِوَصْفٍ لايُعْرَفُ بِهِ[177] مِن اسْمٍ أَوْ كُنْيَةٍ أَوْ قَبِيْلَةٍ أَوْ بَلَدٍ أَوْ صُنْعَةٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ قَاصِداً إِلَى تَعْمِيَةِ أَمْرِهِ.[178]
وَ الْمُعْضَلُ السَّاقِطُ مِنْهُ اثْنَانِ[179]
وَ مَـا أَتَـى مُدَلَّسـاً[180] نَوْعَـانِ
الأَوَّلُ الاِسْقَاطُ لِلشَّيْخِ[181] وَ أَنْ
يَنْقُلَ مِمَّنْ فَوْقَهُ[182] بِعَـنْ وَ أَنْ[183]
وَ الثَّانِ[184] لايُسْقِطُهُ لَكِنْ يَصِفْ
أَوْصَافَهُ بِمَـا بِـهِ لَايَنْعَـرِفْ[185]
وَ مِنْهَا الشَّاذُّ[186] وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِيْ يَرْوِيْهِ ثِقَةٌ مُخَالِفاً لِمَا رَوَاهُ الرُّوَاةُ الثِّقَاةُ[187] وَ لَمْيَكُنْ رَاجِحاً بِمَزِيْدِ حِفْظٍ وَ ضَبْطٍ وَ غَيْرِهِمَا مِنْ طُرُقِ التَّرْجِيْحِ. وَ لَايُعْمَلُ بِهِ لِكَوْنِهِ مَرْجُوْحاً.
وَ مِنْهَا الْمَقْلُوْبُ[188] وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِيْ انْقَلَبَ فِيْهِ عَلَى أَحَدِ الرُّوَاةِ لَفْظٌ فِيالْمَتْنِ[189] أَو اسْمُ رَجُلٍ[190] أَوْ نِسْبَةٌ فِيالإِسْنَادِ. فَقَدَّمَ مَا حَقُّهُ التَّأخِيْرُ أَوْ أَخَّرَ مَا حَقُّهُ التَّقْدِيْمُ أَوْ وَضَعَ شَيْئاً مَكَانَ شَيْءٍ.
وَ مَا يُخَالـِفْ ثِقَـةٌ بِـهِ الْمَـلاَ
فَالشَّاذُّ[191] وَ الْمَقْلُوْبُ قِسْمَانِ تَلاَ[192]
إِبْـدَالُ رَاوٍ مَّـا بِـرَاوٍ قِسْـمٌ[193]
وَ قَلْبُ إِسْنـَادٍ لِمَتْـنٍ[194] قِسْـمُ[195]
وَ مِنْهَا الْفَرْدُ[196] وَهُوَ قِسْمَانِ. أَحَدُهُمَا الْفَرْدُ الْمُطْلَقُ الَّذِيْ لَمْيُقَيَّدْ بِقَيْدٍ مَّا وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِيْ انْفَرَدَ بِهِ رَاوٍ وَاحِدٌ، سَوَاءٌ تَعَدَّدَتِ الطُّرُقُ إِلَى ذَلِكَ الرَّاوِيْ الْمُتَفَرِّدِ بِهِ أَمْ لَمْتَتَعَدَّدْ. وَ الثَّانِيْ، الْفَرْدُ الْمُقَيَّدُ بِرَاوٍ أَوْ بِرِوَايَةٍ عَنْ رَاوٍ مُعَيَّنٍ أَوْ بِأَهْلِ بَلَدٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ. وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِيْ انْفَرَدَ بِرِوَايَتِهِ شَخْصٌ وَاحِدٌ فِيْ أَيِّ مَوْضِعٍ وَقَعَ التَّفَرُّدُ بِهِ مِنَ السَّنَدِ وَ يُسَمَّى فَرْداً نِسْبِيَّاً لِكَوْنِ التَّفَرُّدِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى هَذَا الْمَوْضِعِ مَعَ عَدَمِهِ فِيْ غَيْرِهِ.
وَ الْفَـرْدُ مَـا قَيَّـدْتَــهُ بِثِـقَــةٍ[197]
أَوْ جَمْعٍ[198] أَوْ قَصْرٍ عَلَى رِوَايَةٍ[199]
وَ مِنْهَا الْمُعَلَّلُ[200] وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِي اكْتُشِفَتْ فِيْهِ عِلَّهٌ تَقْدَحُ فِيصِحَّتِهِ وَ إِنْ كَانَ يَبْدُوْ فِيالظَاهِرِ سَلِيْماً مِنَ الْعِلَلِ[201]
وَ لا يَكْشِفُهَا إِلاَّ مَنْ لَهُ بَاعٌ طَوِيْلٌ[202] فِيْ هَذَا الْفَنِّ.
وَ مَا بِعِلَّةٍ غَمُوْضٍ أَوْ خَفَا[203]
مُعَلَّلٌ عِنْدَهُمُ[204] قَـدْ عُرِفَـا
وَ مِنْهَا الْمُضْطَرِبُ وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِيْ تَتَعَدَّدُ[205] رِوَايَاتُهُ مُتَسَاوِيَةً مُتَعَادِلَةً لايُمْكِنُ تَرْجِيْحُ إِحْدَىٰهُمَا[206]
بِشَيءٍ مِنْ وُجُوْهِ التَّرْجِيْحِ.[207]
وَ ذُوْ اخْتِلاَفِ سَنَدٍ[208] أَوْ مَتْنٍ
مُضْطَرِبٌ عِنْدَ أُهَيْلِ الْفَنِّ
وَ مِنْهَا الْمُدْرَجُ[209] وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِي اطُّلِعَ فِي مَتْنِهِ أَوْ إِسْنَادِهِ عَلَى زِيَادَةٍ لَيْسَتْ مِنْهُ.[210]
وَ الْمُدْرَجَاتُ[211] فِيالْحَدِيْثِ مَا أَتَتْ
مِنْ بَعْضِ أَلْفَاظِ الرُّوَاةِ اتَّصَلَـتْ[212]
وَ مِنْهَا الْمُدَبَّجُ[213] وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِيْ رَوَاهُ الْقَرِيْنَانِ[214]، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنِ الآخَرِ.
وَ مَا رَوَى كُلُّ قَرِيْنٍ عَنْ أَخِهْ
مُدَبَّجٌ فَاعْرِفْهُ حَقَّـاً وَانْتَخِـهْ[215]
قَالَ السِّيُوْطِيُّ فِيْ أَلْفِيَّتِهِ:
فَإِنْ رَوَى كُلٌّ مِنَ الْقَرِيْنَيْنِ عَنْ
صَاحِبـِهِ فَـهُوَ مُـدَبـَّجٌ حَسَـنْ
قَالَ ابْنُ الصَّلاَحِ: «مِثَالُهُ فِيالصَّحَابَةِ عَائِشَةُ[216]
وَ أَبُوْهُرَيْرَةَ[217]، رَوَى كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَنِ الآخَرِ.
وَ فِيالتَّابِعِيْنَ، رِوَايَةُ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِالْعَزِيْزِ[218]
وَ رِوَايَةُ عُمَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ[219]. وَ فِيْ أَتْبَاعِ التَّابِعِيْنَ، رِوَايَةُ مَالِكٍ[220] عَنِ الأَوْزَاعِيِّ وَ رِوَايَةُ الأَوْزَاعِيٍّ عَنْ مَالِكٍ.
وَ فِيْ أَتْبَاعِ الأَتْبَاعِ رِوَايَةُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ[221] عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِيْنِيْ[222] وَ رِوَايَةُ عَلِيٍ عَنْ أَحْمَدَ».
وَ مِنْهَا الْمُتَّفِقُ وَ الْمُفْتَرِقُ[223] وَ هُوَ مَا اتَّفَقَ لَفْظُهُ وَ خَطُّهُ وَ افْتَرَقَ فِيْ مَعْنَاهُ. وَ اعْلَمْ أَنَّ الْمُتَّفِقَ وَ الْمُفْتَرِقَ عَلَي أَنْوَاعٍ. كَأنْ يَتَّفِقَ اسْمُ الرُّوَاةِ وَ اسْمُ أَبِيْهِمْ مِثْلُ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ[224]. اشْتَرَكَ فِيْ هَذَا الاسْمِ خَمْسَةُ رِجَالٍ[225].
الأَوَّلُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ[226]، خَادِمُ رَسُوْلِ اللَّهِ r أَنْصَارِيٌّ نَجَّارِيٌّ،
وَ الثَّانِيْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الْكَعْبِيِّ الْقُشَيْرِيِّ[227]، وَ الثَّالِثُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الْفَقِيْهِ[228]، وَ الرَّابِعُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الْحِمْصِيِّ[229]، وَ الْخاَمِسُ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ الْكُوْفِيِّ.[230]
أَوْ أَنْ يَتَّفِقَ الرُّوَاةُ فِيالْكُنْيَةِ وَ النَّسَبِ مَعَ اخْتِلاَفٍ فِيالاسْمِ، مِثْلُ
أَبِيْعِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ[231]. اشْتَرَكَ فِيْهِ اثْنَانِ. الأَوَّلُ مُوْسَى بْنُ سَهْلِ الْبَصْرِيِّ[232]، وَ الثَّانِيْ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حَبِيْبٍ التَّابِعِيِّ.[233]
أَوْ أَنْ يَتَّفِقَ فِيالاسْمِ وَ اسْمِ الأَبِ وَ النِّسْبَةِ، مِثْلُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ الأَنْصَارِيِّ. اشْتَرَكَ فِيْهِ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ. أَوَّلُهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ مُثَنَّى[234]، وَ ثَانِيْهِمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ خِضْرٍ[235]، وَ ثَالِثُهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ زَيْدٍ[236]، وَ رَابِعُهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ زِيَادٍ.[237]
أَوْ أَنْيَتَّفِقَ الرُّوَاةُ فِيالْكُنْيَةِ وَ اسْمِالأَبِ، مِثْلُ أَبِيْبَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ، اشْتَرَكَ فِيْهِ ثَلاَثَةٌ.
أَوَّلُهُمْ أَبُوْبَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ الْقَارِيْ الْكُوْفِيِّ[238]، وَ ثَانِيْهِمْ أَبُوْبَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ الْحِمْصِيِّ[239]، وَ ثَالِثُهُمْ أَبُوْبَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ السُّلَمِيِّ.[240]
أَوْ أَنْيَتَّفِقَ الرُّوَاةُ فِيالاسْمِ وَ كُنْيَةِ الابِ، مِثْلُ صَالِحِ بْنِ أَبِيْ صَالِحٍ. اشْتَرَكَ فِيْهِ أَرْبَعَهٌ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُم اسْمُهُ صَالِحٌ وَ كُنْيَةُ أَبِيْهِ أَبُوْصَالِحٍ وَ كُلُّهُمْ مِنَ التَّابِعِيْنَ.
أَوَّلُهُمْ صَالِحُ بْنُ أَبِيْصَالِحٍ[241] مَوْلَى التَّوْأمَةِ[242]، وَثَانِيْهِمْ صَالِحُ بْنُ أَبِيْصَالِحِ السَّمَّانِ[243]، وَ ثَالِثُهُمْ صَالِحُ بْنُ أَبِيْصَالِحِ السَّدُوْسِيِّ[244]،
وَ رَابِعُهُمْ صَالِحُ بْنُ أَبِيْصَالِحٍ[245]، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ.
أَوْ أَنْيَتَّفِقَ الرُّوَاةُ فِيالاِسْمِ فَقَطْ، مِثْلُ حَمَّادٍ. فَإِنَّ فِيالرُّوَاةِ اثْنَيْنِ بِهَذَا الاِسْمِ، أَحَدُهُمَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدِ بْنِ دِرْهَمٍ[246]، وَ ثَانِيْهِمَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ دِيْنَارِ الْبَصْرِيِّ.[247]
أَوْ أَنْيَتَّفِقَ الرُّوَاةُ فِيالْكُنْيَةِ فَقَطْ، مِثْلُ أَبِيْحَمْزَةَ. اشْتَرَكَ فِيْهِ أَشْخَاصٌ مِنْ رُوَاةِ الْحَدِيْثِ.[248] أَوْ أَنْيَتَّفِقَ الرَّاوِيَانِ فِيْ لَفْظِ النِّسْبَةِ، مِثْلُ حَنَفِيٍّ. اشْتَرَكَ فِيْهِ اثْنَانِ، أَحَدُهُمَا الرَّجُلُ الَّذِيْ كَانَ مِنَ الْحَنَفِيَّةِ الَّتِيْ هِيَ قَبِيْلَةٌ مَشْهُوْرَةٌ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ[249]، وَ ثَانِيْهِمَا الشَّخْصُ الَّذِيْ كَانَ مِنْ أَتْبَاعِ الإِمَامِ الأَعْظَمِ أَبِيْحَنِيْفَةَ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ[250] رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى صَاحِبِ الْمَذْهَبِ الْمَشْهُوْرِ.
أَوْ أَنْيَتَّفِقَ الرَّجُلُ مَعَ الْمَرْأةِ فِيالاِسْمِ فَقَطْ، مِثْلُ أَسْمآءٍ. اشْتَرَكَ فِيْهِ كَثِيْرٌ مِنَ الرِّجَالِ وَ النِّسَاءِ، مِنْهُمْ أَسْمَآءُ بْنُ حَارِثَةَ[251] وَ أَسْمَآءُ بْنُ رِحَابٍ[252] الصَّحَابِيَّانِ.
وَ مِنْهُنَّ أَسْمَآءُ بِنْتُ أَبِيْبَكْرٍ الصِّدِّيْقِ[253]، وَ أَسْمَآءُ بِنْتُ عُمَيْسِ بْنِ مَالِكٍ.[254]
أَوْ أَنْيَتَّفِقَ الرَّجُلُ مَعَ الْمَرْأةِ فِيالاِسْمِ وَ اسْمِ الأَبِ، مِثْلُ هِنْدٍ بِنْتِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِيْصُفْرَةَ[255]، وَ هِنْدِ بْنِ الْمُهَلَّبِ[256] الَّذِيْ يَرْوِيْ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ[257] الأَهْوَازِيِّ.
مُتَّفِـقٌ لَفْظـاً وَ خَطَّـاً مُتَّفِـقْ
وَ ضِدُّهُ فِيْمَا ذَكَرْنَا الْمُفْتَرِقْ[258]
وَ مِنْهَا الْمُؤْتَلِفُ وَ الْمُخْتَلِفُ[259] مِنَ الأَسْمَآءِ وَالأَنْسَابِ وَ نَحْوِهَا. وَ هُوَ مَا يَأتَلِفُ فِيالْخَطِّ صُوْرَتُهُ وَ يَخْتَلِفُ فِياللَّفْظِ صِيْغَتُهُ. مِثْلُ سَلاَّمٍ بِتَشْدِيْدِ الْلاَّمِ وَ سَلاَمٍ بِالتَّخْفِيْفِ.
الأَوَّلُ اسْمٌ لاِبْنِ عَمْروٍ مُخْتَلَفٌ فِيْ صُحْبَتِهِ[260]، وَ الثَّانِيْ اسْمٌ لِوَالِدِ عَبْدِاللَّهِ بْنِ سَلاَمِ[261] الْحَبْرِ الصَّحَابِيِّ.
مُـؤْتَلِـفٌ مُتَّفِـقُ الْخَـطِّ فَقَـطْ
وَ ضِدُّهُ مُخْتَلِفٌ[262] فَاخْشَ الْغَلَطْ[263]
وَ مِنْهَا الْمُنْكَرُ وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِيْ يَرْوِيْهِ الضَّعِيْفُ مُخَالِفاً رِوَايَةَ الثِّقَةِ.[264]
وَ الْمُنْكَرُ الْفَرْدُ بِهِ رَاوٍ غَدَا[265]
تَعْدِيْلُهُ لاَيَحْمِـلُ التَّفَـرُّدَا[266]
وَ مِنْهَا الْمَتْرُوْكُ[267] وَ هُوَ الْحَدِيثُ الَّذِيْ رَوَاهُ رَاوٍ وَاحِدٌ مُتَّهَمٌ بِالْكِذْبِ فِيالْحَدِيْثِ[268] أَوْ ظَاهِرُ الْفِسْقِ بِفِعْلٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ كَثِيْرِالْغَفْلَةِ أَوْ كَثِيْرِالْوَهْمِ.
مَتْرُوْكُهُ مَا وَاحِدٌ بِهِ[269] انْفَرَدْ
وَأَجْمَعُوْا لِضَعْفِهِ فَهُوَ كَرَدّ[270]
و مِنْهَا الْمَوْضُوْعُ[271] وَ هُوَ الْخَبَرُ الَّذِيْ
يَخْتَلِقُهُ الْكَذَّابُوْنَ وَ يَنْسُبُوْنَهُ إِلَى رَسُوْلِ اللَّهِ r افْتِرَاءً عَلِيْهِ.[272]
وَ الْكَذِبُ الْمُخْتَلَقُ الْمَصْنُوْعُ
عَلَي النَّبِيِّ فَذَلِكَ الْمَوْضُوْعُ
و مِنْهَا الْمَحْفُوْظُ وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِيْ يَرْوِيْهِ ثِقَةٌ مُخَالِفاً لِمَا رَوَاهُ النَّاسِ و كان رَاجِحاً بِمَزِيْدِ حِفْظٍ أَوْ بِكَثْرَةِ الرُّوَاةِ أَوْ سَائِرِ وُجُوْهِ التَّرْجِيْحِ كَفَقْهِ الرَّاوِيْ وَ عُلُوِّ سَنَدِهِ وَ كَوْنِهِ فِيْكِتَابٍ تَلَقَّتْهُ الأُمَّةُ بَالْقَبُوْلِ كَالْبُخَاريِّ. وَ إِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ مَحْفُوْظَاً غَالِباً عَنِالْخَطَأِ.
وَ مِنْهَا الْمَرْدُوْدُ وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِيْ يَرْوِيْهِ غَيْرُ ثِقَةٍ وَ لاَيُعْمَلُ بِهِ أَصْلاً أَيْ فِيالْعَمَلِيَّاتِ وَالاِعْتِقَادِيَّاتِ.
وَ مِنْهَا الْمُتَوَاتِرُ وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِيْ بَلَغَتْ رُوَاتُهُ فِيالْكَثْرَةِ بِحَدٍّ لاَيُجَوِّزُ الْعَقْلُ تَوَافُقَهُمْ عَلَىالْكِذْبِ.[273] وَ هُوَ نَوْعَانِ.
أَحَدُهُمَا الْمُتَوَاتِرُ اللَّفْظِيُّ وَ هُوَ الَّذِيْ رَوَاهُ الْجَمْعُ الْمَذْكُوْرُ فِيْ أَوَّلِ السَّنَدِ وَ وَسَطِهِ وَ آخِرِهِ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ، كَحَدِيْثِ «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَالنَّارِ».[274]
وَ الثَّانِيْ الْمُتَوَاتِرُ الْمَعْنَوِيُّ وَ هُوَ الَّذِيْ رَوَاهُ الْجَمْعُ الْمَذْكُوْرُ وَ لَكِنْ لايُشْتَرَطُ فِيْرِوَايَتِهِ الْمُطَابَقَةُ اللَّفْظِيَّةُ و يُكْتَفَى فِيْهِ بِأَدَاءِ الْمَعْنَى،[275]
كَحَدِيْثِ رَفْعِ الْيَدَيْنِ فِيالدُّعَاءِ.[276]
وَ مِنْهَا الْمُصَحَّفُ وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِيْ كَانَ فِيْهِ تَغْيِيْرُ حَرْفٍ أَوْ حُرُوْفٍ بِتَغْيِيْرِ النُّقَطِ مَعَ بَقَاءِ صُوْرَةِ الْخَطِّ،[277] كَحَدِيْثِ «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَاتَّبَعَهُ سِتَّاً مِنْ شَوَّالٍ»، صَحَّفَهُ أَبُوْبَكْر الصُّوْلِيِّ[278] فَقَالَ شَيْئَاً بِالشِّيْنِ الْمُعْجَمَةِ وَ الْيَاءِ.
وَ مِنْهَا الْمُحَرَّفُ وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِيْ كَانَ فِيْهِ تَغْيِيْرُ الشَّكْلِ فَقَطْ[279] كَحَدِيْثِ جَابِرٍ[280] «رُمِيَ أُبَيٌّ يَوْمَ الأَحْزَابِ عَلَي أَكْحَلِهِ فَكَوَاهُ رَسُوْلُ اللَّهِ»، صَحَّفَهُ غُنْدُرٌ[281] وَ قَالَ فِيْهِ أَبِيْ، بِالإِضَافَةِ وَ إِنَّمَا هُوَ
أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ.[282] وَ أَبُوْجَابِرٍ كَانَ قَد اسْتُشْهِدَ قَبْلَ ذَلِكَ بِأُحُدٍ.
وَقَالَ السِّيُوْطِيُّ فِيْ أَلْفِيَّتِهِ:
فَمَـا يُغَيَّـرْ نُقْطُـهُ[283] مُصَحَّـفُ
أَوْ شَكْلُهُ لا أَحْرُفٌ مُحَرَّفُ[284]
وَ مِنْهَا النَّاسِخُ وَ هُوَ مَا يَرْفَعُ الشَّارِعُ حُكْماً مِنْهُ مُتَقَدِّمَاً، كَحَدِيْثِ «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُوْرِ فَزُوْرُوْهَا».
وَ مِنْهَا الْمَنْسُوْخُ وَ هُوَ مَا يَرْفَعُ الشَّارِعُ مِنْهُ اعْتِبَارَهُ السَّابِقَ بِحُكْمِهِ الْلاَحِقِ،[285] كَحَدِيْثِ «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَ الْمَحْجُوْمُ» يَنْسَخُهُ حَدِيْثُ «إِنَّ النَّبِيَّ r احْتَجَمَ وَ هُوَ صَائِمٌ». لأَنَّ الأَوَّلَ كَانَ زَمَنَ الْفَتْحِ فِيْ سَنَةِ ثَمَانٍ وَ الثَّانِيْ فِيْحَجَّةِ الْوَدَاعِ فِيْسَنَةِ عَشْرٍ.
وَ مِنْهَا الْمُخْتَلَطُ وَ هُوَ الْحَدِيْثُ الَّذِيْ طَرَأ لِرَاوِيْهِ عَارِضٌ مِنَ الْعَوَارِضِ يَجْعَلُهُ غَيْرَ ثِقَةٍ بِأَنْيُصِيْبَهُ الْكِبَرُ الشَّدِيْدُ[286] أَوْ يَذْهَبَ بَصَرُهُ[287] أَوْ يَفُوْتَ كُتُبُهُ.[288] فَمَا رَوَى قَبْلَ هَذِهِ الْعَوَارِضِ مُتَمَيِّزاً عَمَّا رَوَاهُ بَعْدَ هَذِهِ الْحَالِ، مَقْبُوْلٌ وَ إِنْ لَمْيُتَمَيَّزْ فَمَوْقُوْفٌ وَ إِن اشْتَبَهَ فَكَذَلِكَ.
فَوَائِدُ
تُعْرَفُ الصَّحَابَةُ بِالتَّوَاتُرِ[289] أَوْ بِأَخْبَارٍ مُسْتَفِيْضَةٍ[290] أَوْ بِشَهَادَةِ غَيْرِهِ مِنَ الصَّحَابَةِ لَهُ[291] أَوْ بِرِوَايَتِهِ عَنِ النَّبِيِّ r سَمَاعاً أَوْ مُشَاهَدَةٍ مَعَالْمُعَاصَرَةِ.
مَنْ نَقَلَ الحَدِيْثَ بِالإِسْنَادِ يُسَمَّى رَاوِيَاً وَ مَنْ نَقَلَهُ بِدُوْنِهِ يُسَمَّى مُخَرِّجَاً وَ قَدْ يُسْتَعْمَلُ كُلٌّ مَوْضِعَ الآخَرِ.
الصِّحَاحُ السِّتُّ الْمَشْهُوْرَةُ هِيَ صَحِيْحُ الْبُخَارِيِّ وَ صَحِيْحُ مُسْلِمٍ[292]
وَ جَامِعُ التِّرْمِذِيِّ[293]
وَ سُنَنُ أَبِيْدَاوُدَ[294]
وَ الْمُجْتَبَي لِلنَسَائِيِّ[295]
وَ سُنَنُ ابْنِ مَاجَةٍ.[296]
وَ صحِيْحُ الْبُخَارِيِّ مُقَدَّمٌ عَلَى سَائِرِالْكُتُبِ عِنْدَ جُمْهُوْرِ الْمُحَدِّثِيْنَ[297] حَتَّى قَالُوْا: «أَصَحُّ الْكُتُبِ بَعْدَ كِتَابِ اللَّهِ صَحِيْحُ الْبُخَارِيِّ». وَ بَعْضُ الْمَغَارِبَةِ[298] رَجَّحُوْا صَحِيْحَ مُسْلِمٍ عَلى صَحِيْحِ الْبُخَارِيِّ.
وَاعْلَمْ أَنَّ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْبُخَارِيُّ وَ مُسْلِمٌ مُقَدَّمٌ عَلَى غَيْرِهِ[299] ثُمَّ مَا تَفَرَّدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ[300] ثُمَّ مَا تَفَرَّدَ بِهِ مُسْلِمٌ. قَالَ الدِّهْلَوِيُّ: «الاِحْتِجَاجُ فِيالأَحْكَامِ بِالْخَبَرِ الصَّحِيْحِ مُجْمَعٌ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ بِالْحَسَنِ لِذَاتِهِ عِنْدَ عَامَّةِ الْعُلَمَآءِ وَ هُوَ مُلْحَقٌ بِالصَّحِيْحِ فِيْبَابِ الاِحْتِجَاجِ وَإِنْ كَانَ دُوْنَهُ فِيالْمَرْتَبَةِ.
و الْحَدِيْثُ الضَّعِيْفُ الَّذِيْ بَلَغَ بِتَعَدُّدِ الطُّرُقِ مَرْتَبَةَ الْحَسَنِ لِغَيْرِهِ أَيْضَاً مُجْمَعٌ. وَ مَا اشْتَهَرَ أَنَّ الْحَدِيْثَ الضَّعِيْفَ مُعْتَبَرٌ فِيْ فَضَائِلِ الأَعْمَالِ لاَ فِيْغَيْرِهَا، الْمُرَادُ مُفْرَدَاتُهُ لاَ مَجْمُوْعُهَا لأَنَّهُ دَاخِلٌ فِيالْحَسَنِ لا فِيالضَّعِيْفِ صَرَّحَ بِهِ الأَئِمَّةُ».
قَالَ أَبُوْمَنْصُوْرٍ[301] الْبَغْدَادِيُّ التَّمِيْمِيُّ: «أَصْحَابُنَا مُجْمَعُوْنَ عَلَى أَنَّ أَفْضَلَ الصَّحَابَةِ الْخُلَفَاءُ الأَرْبَعَةُ
ثُمَّ السِّتَّةُ الْبَاقُوْنَ مِنَالْعَشَرَةِ[302] ثُمَّ الْبَدْرِيُّوْنَ[303] ثُمَّ أَصْحَابُ أُحُدٍ[304] ثُمَّ أَهْلُ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ بِالْحُدَيْبِیَّةِ».[305]
وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ إِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ.
وَ صَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ r وَ عَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْنَ.
عبدالرحمن آخوند تنگلي
20/10/1366 هـ ش
فهرس مراجع و مصادر إرشاد المتين
1ـ الاستيعاب في أسماء الأصحاب ـ أبي عمر يوسف بن عبدالبر النمري القرطبي ـ دار الفكر 1427 هـ
2ـ الإصابة فی تمییز الصحابة ـ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ـ دار الفكر 1421 هـ
3ـ أصول الحديث علومه و مصطلحه ـ محمد عجاج الخطيب ـ دار الفكر 1409 هـ
4ـ اعتلال القلوب للخرائطي ـ أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد الخرائطي ـ مكة المكرمة-الرياض 1421هـ2000م
5ـ إعلاء السنن ـ ظفر أحمد العثماني التهانوي ـ دار الفكر 1421 هـ
6ـ الأعلام ـ خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي ـ دار العلم للملايين 2002
7ـ إكمال تهذيب الكمال في أسماء الرجال ـ مغلطاي بن قليج بن البكجري ـ الفاروق الحديثة للطباعة و النشر 1422هـ
8ـ ألفیة السیوطی ـ عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي ـ المكتبة العلمية
9ـ الباعث الحثیث إلی اختصار علوم الحدیث ـ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير ـ دار الكتب العلمية بيروت
10ـ البدایة و النهایة ـ أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي ـ دار هجر للطباعة و النشر و التوزيع و الإعلان 1424 هـ
11ـ بغية الوعاة ـ عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي ـ المكتبة العصرية
12ـ التاريخ الكبير المعروف بتاريخ ابن أبي خيثمة ـ أبو بكرأحمد بن أبي خيثمة ـ الفاروق الحديثة للطباعة والنشر 1427 هـ
13ـ تاريخ مدينة دمشق ـ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر ـ دار الفكر 1415 هـ
14ـ تاريخ الإسلام وَ وَفيات المشاهير وَ الأعلام ـ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي ـ دار الغرب الإسلامي 2003
15ـ تدریب الراوی ـ عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي ـ دار إحياء التراث 1435هـ
16ـ تذكرة الحفاظ ـ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي ـ دار الكتب العلمية 1419هـ
17ـ تعليق مصطفى البغا على صحيح البخاري ـ محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي ـ دار طوق النجاة
18ـ التعلیقات المرضیة علی الهدیة العلائیة ـ محمد سعید البرهانی ـ مؤسسة الرازی للطباعة 1416هـ
19ـ التعليق الممجد على موطأ محمد ـ محمد عبدالحي اللكنوي ـ قديمي كتب خانه
20ـ التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير ـ أبو زكريا يحيى بن شرف النووي ـ دار الكتاب العربي، بيروت 1405 هـ
21ـ تلخيص المتشابه في الرسم ـ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي ـ طلاس للدراسات والترجمة والنشر، دمشق
22ـ توجيه النظر إلى أصول الأثر ـ طاهر بن صالح ابن أحمد، السمعوني الجزائري ـ مكتبة المطبوعات الإسلامية 1416 هـ
23ـ توضیح الأفکار لمعانی تنقیح الأنظار ـ محمد بن إسماعيل بن صلاح الحسني، الكحلاني ـ دار الكتب العلمية 1417 هـ
24ـ تیسیر مصطلح الحدیث ـ مع تحقيق عبدالستار حسين بر الدكتور محمود الطحان ـ اولو الالباب 1397هـ
25ـ الثقات ابن حبان ـ محمد بن حبان بن أحمد، التميمي ـ دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند 1393 هـ
26ـ حاشية الأجهوري ـ عطية الأجهوري ـ دار الكتب العلمية بيروت 1425 هـ
27ـ الحدیث و المحدثون ـ محمد محمد أبو زهو ـ دار الفكر العربي 1378 هـ
28ـ درج المعالي شرح بدء الأمالي ـ محمد بن أبي بكر بن جماعة ـ مؤسسة الكتب الثقافية 1432 هـ
29ـ السنة قبل التدوین ـ محمد عجاج بن محمد تميم بن صالح بن عبد الله الخطيب ـ دار الفكر 1400 هـ
30ـ السنَّة النبويَّة مكانتها و أثرها في حياة مسلمي البوسنة و الهرسك ـ أحمد بن عبد الكريم نجيب
31ـ شذرات الذهب في أخبار من ذهب ـ عبد الحي بن أحمد بن محمد العَكري ـ دار ابن كثير، دمشق ـ بيروت 1406 هـ
32ـ شرح الأثیوبی علی ألفیة السیوطی ـ محمد بن علي بن آدم بن موسى الأثيوبي ـ مكتبة الغرباء 1414 هـ
33ـ شرح ألفیة العراقی ـ مخطوط
34ـ شرح البیقونی لمحمد بن عبدالباقی الزرقانی و حاشیة عطیه الآجهوری ـ دارالکتب العلمیة 1425 هـ
35ـ شرح (التبصرة والتذكرة = ألفية العراقي) زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي ـ دارالكتب العلمية 1423 هـ
36ـ شرح الفقه الأکبر ـ الملا علي القاري ـ دار الكتب العلمية
37ـ شرح شرح نخبة الفکر ـ علي بن (سلطان) محمد، أبو الحسن نور الدين الملا الهروي القاري ـ دار الارقم
38ـ صحيح مسلم ـ مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري ـ دار إحياء التراث العربي، بيروت
39ـ صحيح البخاري ـ امام بخاري مع الكتاب: شرح وتعليق د. مصطفى ديب البغا ـ دار طوق النجاة 1422 هـ
40ـ طبقات النسابين ـ بكر بن عبد الله أبو زيد بن محمد بن عبد الله ـ دار الرشد، الرياض 1407 هـ
41ـ ظفر الأماني في مختصر الجرجاني ـ محمد عبدالحي اللكنوي ـ مؤسسة الريان 1430 هـ
42ـ عبدالباري تقرير على صحيح البخاري ـ مفتي عبدالرزاق ـ مكتبه حقانية
43ـ علوم حدیث و اصطلاحات آن ـ دکتر صبحی صالح ـ ترجمه عادل نادر علی ـ انتشارات اسوه 1387
44ـ غایة المأمول ـ الشيخ منصور علي ناصف ـ دار الفکر البیروت 1986 هـ
45ـ فتح الباري شرح صحيح البخاري ـ أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني ـ دارالمعرفة، بيروت، 1379 هـ
46ـ فتح القدير ـ الشيخ كمال الدين محمد بن عبدالواحد المعروف بابن الهمام ـ دار احياء التراث
47ـ فتح المغيث بشرح الفية الحديث للعراقي ـ شمس الدين محمدبن عبد الرحمن السخاوي ـ مكتبة السنة، مصر 1424 هـ
48ـ فهرس الفهارس و الأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات ـ محمد عَبْدالحَيّ الكتاني ـ دارالغرب الإسلامي
49ـ الفلاح فی شرح المراح ـ شمس الدین احمد بن لسلیمان المشهور بابن کمال پاشا ـ مکتبة القدس کویته
50ـ قواعد فی علوم الحدیث ـ ظفر أحمد العثمانی التهانوی ـ دار السلام 1392 هـ
51ـ القواعد الأساسیة ـ السید محمد بن علوی بن عباس المالکی المکی الحسنی
52ـ الكواكب الدرّية على المنظومة البيقونية ـ سليمان بن خالد الحربي
53ـ مختار الصحاح ـ الامام محمد بن ابي بكر بن عبدالقادر الرازي ـ دار الفكر 1429 هـ
54ـ مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر ـ محمد بن مكرم بن على ابن منظور ـ دار النشر: دار الفكر للطباعة و التوزيع والنشر، دمشق – سوريا 1402 هـ – 1984م
55ـ مدرسة الحديث في مصر ـ محمد رشاد خليفة ـ الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية بالقاهرة
56ـ المصطلح النافع ـ دکتر نظام الدین نافع ـ شیخ الاسلام احمد جام 1397
57ـ معجم الشعراء العرب
58ـ معجم المؤلفين تراجم مصنفي الكتب العربية ـ عمر رضا كحالة دار إحياء التراث العربي 1408 هـ
59ـ المعجم الوسيط ـ مجمع اللغة العربية ـ إبراهيم مصطفى،أحمد الزيات،حامد عبدالقادر،محمد النجار ـ دار الدعوة
60ـ مقدمة ابن الصلاح ـ أبی عمرو عثمان بن عبدالرحمن الشهرزوری ـ دارالفکر 1423 هـ
61ـ المنجد في اللغة ـ لويس معلوف ـ المطبعة الكاثوليكية 1956 م
62ـ المنظومة البيقونية و منثوراتها
63ـ منهج ذوي النظر شرح منظومة علم الأثر ـ محمد محفوظ بن عبدالله الترمسي ـ دار الكتب العلمية 1424 هـ
64ـ منهج النقد فی علوم الحدیث ـ نور الدين محمد عتر الحلبي ـ دار الفكر دمشق،سورية 1418 هـ
65ـ المنهل اللطیف فی أصول الحدیث ـ السید محمد بن علوی بن عباس المالکی المکی الحسنی ـ المکتبة العصریة 1428 هـ
66ـ موطأ الامام مالك ـ الامام مالك بن انس ـ مكتبه رحمانيه
67ـ ميزان الاعتدال في نقد الرجال ـ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز ـ دارالمعرفة 1382 هـ
68ـ نخبة اللآلي لشرح بدء الأمالي ـ محمد بن سليمان الحلبي الريحاوي ـ مكتبة الحقيقة 1405 هـ
69ـ نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر ـ تحقيق نور الدين عتر ـ نشر أولو الألباب 1398 هـ ش
70ـ النفحات المدنية شرح المنظومة البيقونية ـ هشام الكامل حامد موسى ـ دار المنار 1436 هـ
71ـ النكت علي مقدمة ابن الصلاح ـ أبو عبدالله بدرالدين محمد بن عبدالله الزركشي ـ أضواء السلف، الرياض 1419 هـ
72ـ الوافي بالوفيات ـ صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي ـ دار إحياء التراث، بيروت 1420هـ- 2000م
73ـ الوسيط في علوم و مصطلح الحديث ـ محمد بن محمد بن سويلم أبو شُهبة ـ دار الفکر العربی
74ـ وفیات الأعیان ـ أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان ـ دارصادر
[1]ـ هو الوصف بالجمیل على الجميل الاختياري علی جهة التعظیم و التبجیل و إنما أتی بالبسملة و الحمدلة تأسیا بأحسن الکلام و امتثالا لحدیث خیر الأنام علیه و علی آله الصلاة و السلام إلی یوم القیامة و اتباعا لما علیه الجمهور من السلف الصالحین رضي الله تعالی عنهم.
[2]ـ هي من الله تعالی رحمة مقرونة بتعظیم و من الملائکة استغفار و من المؤمنین تضرع و دعاء.
[3]ـ بمعنی التسلیم أي التحیة بالسلام و أردف الصلاة به امتثالا لقوله تعالی «صلوا علیه و سلموا تسلیما» و خروجا عن قول من قال بکراهة إفراد أحدهما عن الآخر.
[4]ـ أي أقاربه و أتباعه، فالأول من جهة النسب: ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «هم أولاد عليّ و جعفر و عقیل و العباس» و من جهة الدین ما روي عنه صلی الله علیه و سلم: «آلي کل مؤمن تقيّ».
[5]ـ بفتح المیم و کسر الدال: مکان یخرج منه شيء. التعلیق الممجد ص 297 و قال في لسان العرب ص 679 ج13: عَدَنَ فلان بالمكان يَعْدِنُ و يَعْدُنُ عَدْناً و عُدُوناً أَقام و عَدَنْتُ البلدَ تَوَطَّنْتُه و مرْكَزُ كل شيء مَعْدِنُه و جنّاتُ عَدْنٍ منه أَي جنات إِقامة لمكان الخُلْد.
[6]ـ من سطع کمنع ارتفع أو انتشر قیل أصل السطوع إنما هو في النور ثم إنهم استعملوه في مطلق الظهور.
[7]ـ أي الشریعة المائلة عن السبل الزائغة إلی طریق التوحید و سبیل الاستقامة.
[8]ـ أي السهلة لیس فیها حرج و مشقة زائدة.
[9]ـ تأنیث الأغرّ بمعنی الأبیض الأنور.
[10]ـ جمع السیرة: و هي الطریقة في الأمور و في الشرع تختصّ بسیر النبيّ صلی الله علیه و سلم في مغازیه و المراد هنا الأول، قال في الجواهر المنیرة هي الوصف الشامل و الدقیق لحیاة النبي قبل البعثة و بعدها.
[11]ـ کقولک «کل حدیث صحیح مقبول أو یستدلّ به» و «کل حسن کذلک» و «کل ضعیف لایستدلّ به».
[12]ـ هذا الکلام إشارة إلی تعریف علم الحدیث درایة. قال الزرقاني: علم الحدیث علمٌ بقوانین یعرف بها أحوال السند و المتن من صحة و حسن و ضعف و علو و نزول و کیفیة التحمّل و الأداء و صفات الرجال و غیره. شرح المنظومة البیقونیة ص 28.
[13]ـ أي مرتفع الثمن کما في المختار ص 46 من ثَمُنَ یثمُن أي کثیر الثمن. المنجد ص75
[14]ـ هو الإمام الحافظ المفتي شيخ الإسلام تقي الدين أبو عمرو عثمان بن المفتي عبدالرحمن صلاح الدين بن عثمان بن موسى الكردي الشهرزوري الشافعي أحد أئمة المسلمين علما و دينا. ولد سنة (557) في شرخان قرية قريبة من شهرزور التابع لإربل شمالي العراق فنسب إليها لكن اشتهرت نسبته إلى شهرزور. وكان والده عبدالرحمن يلقب صلاح الدين فنسب إليه وعرف بابن الصلاح. توفي رحمه الله في الخامس و العشرين من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث و أربعين و ستمائة بدمشق وكثر التأسف لفقده وحمل نعشه على الرؤوس و كان على جنازته هيبة و خشوع و دفن بمقابر الصوفية رحمه الله و غفر له. باختلاط تذکرة الحفاظ ص 150 جلد 4 و الأعلام للزرکلي ص 207 ج 4
[15]ـ و هو محمد بن إسماعيل بن صلاح بن محمد الحسني الکحلاني ثم الصنعاني أبو إبراهیم عز الدین صاحب «سبل السلام» ولد لیلة الجمعة في نصف جمادي الآخرة سنة 1099هـ في الکحلان له نحو مائة مؤلف ولد بمدینة کحلان و نشأ و توفي بصنعاء في 3 شعبان عام 1182 من الهجرة و من کتبه «توضیح الأفکار شرح تنقیح الأنظار في مصطلح الحدیث».
[16]ـ محمد بن بير علي بن اسكندر البركلي الرومي، محيي الدين: عالم بالعربية نحوا و صرفا، له اشتغال بالفرائض و معرفة بالتجويد، تركي الأصل و المنشأ. من أهل قصبة «بالي كسرى» كان مدرسا في قصبة «بركي» فنسب إليها. من كتبه «إظهار الاسرار» في النحو و «امتحان الأذكياء» في النحو و «إمعان الأنظار» و هو شرح المقصود في الصرف و «الدرة اليتيمة» في التجويد و «دامغة المبتدعین» في الرد على الملحدين و «الطريقة المحمدية» في الموعظة و «متن العوامل» في النحو و «كفاية المبتدي» في الصرف و «شرح لب اللباب للبيضاوي» في الإعراب و «شرح مختصر الكافية» فی النحو و متن في «الفرائض» و «جلاء القلوب» في المواعظ و «راحة الصالحين» و «رسالة في أصول الحديث» ولد سنة 929 هـ و توفي سنة 981هـ ق. الاعلام للزركلي ص 61 ج 6
[17]ـ أي عبدالحق الدهلوي هو عبدالحق بن سيف الدين الدهلوي. فقيه حنفي، من أهل دهلي (بالهند) كان محدّث الهند في عصره جاور في الحرمين الشريفين أربع سنوات، و أخذ عن علمائهما. قيل: بلغت مصنفاته مأة مجلد، بالعربية و الفارسية. منها «مقدمة في مصطلح » بالعربية، و «ثبت» في مشايخه و أسانيده عنهم، ولد سنة 959 و توفي سنة 1052 هـ ق = 1552 – 1642 م.
[18]ـ صبحي الصالح رحمه الله تعالى (1345-1407هـ) هو ابن إبراهيم الصالح، عالم، باحث، كاتب، داعية، ولد في طرابلس سنة 1345 هـ / 1926 م، سافر إلى فرنسا للدراسة و نال الدكتوراة في الآداب عام 1954 م و عمل أستاذاً للإسلاميات و فقه اللغة في الجامعة اللبنانية، تولى عدداً من المناصب آخرها نائب رئيس المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى و رئيس اللجنة العليا للقرن الخامس عشر الهجري في لبنان و الأمين العام لرابطة علماء لبنان و له العديد من المؤلفات، اغتيل سنة 1407 هـ / 1986م. السنة النبویة مکانتها و أثرها في حیاة مسلمي البوسنة و الهرسک ص183 ج4.
[19]ـ جمع القائد و القائد في اللغة: نقیض السائق و القود أن یکون الشخص أمام الدابة آخذا بقیادها أو مقودها و یقال قاد الجیش أي رأسه و دبّر أمره و القائد من یقود الجیش و جمعه قادة و قُوّاد یعنی هم أصحاب و الناس یتبعهم في هذا الفن.
[20]ـ جمع کریم.
[21]ـ أي لأهل الأرض.
[22]ـ القدح المملوّ فإن کان فارغا فهو قدح لا کأس.
[23]ـ أرید أن یبالغ بکثرة ما أراقوا من الشراب علی الأرض حتی یمکن اغترافه بالکأس فیکون له نصیب أیضا شبه المصنف کتب هؤلاء الأئمة بکأس الکرام و الذین أخذوا من کتبهم بالأرض.
[24]ـ أي متبعا.
[25]ـ اسمه الشیخ عمر (طه) بن محمد بن فتوح البیقوني الدمشقي الشافعي عالم باصطلاح الحدیث توفي سنة 1080 هـ ق و منظومته من بحر الرجز کما ذکره الحموی و عدد أبیات الکتاب 34. الأعلام ص 64 ج5 و المنظومة البیقونیة ص 3
[26]ـ بوزن السلطان، اسم من التوکل و هو إظهار العجز و الاعتماد علی الغیر و أصله وکلان فحذفت الواو و عوضت التاء في أوله لعدم التباسه بالمستقبل. الفلاح شرح المراح ص 116
[27]ـ قبل أن نبدأ في هذا العلم هناك عشرة مبادئ لكل علم لابدّ من معرفتها، عندما تريد أن تدخل في كل علم لابد أن تعرف مبادئ العلم لئلا یکون طلبه عبثا. جمعها الأخضري رحمه الله في قوله:
إن مبادي كل علم عشرة | الحدّ و الموضوع ثم الثمرة | |
و نسبةٌ و فضله و الواضع | والاسم الاستمداد حكم الشارع | |
مسائل و البعض بالبعض اكتفي | و من درى الجميع حاز الشرفا |
فكل علم نريد أن ندخل عليه لابد أن نذكر هذه الأبيات هذا موضوع العلم كأنه الفهرس لهذا العلم.
(الحد) أي تعريفه: هو علم بقوانين يعرف من خلالها حال الراوي و المروي، أو إن شئت قل حال السند و المتن من حیث القبول و الرد فمن دخل في هذا العلم سيعرف حال الراوي و المروي
(و الموضوع) هو السند و المتن من حیث التوصل إلی معرفة المقبول من المردود. منهج النقد ص 33
(ثم الثمرة) ثمرة هذا العلم تمييز كلام رسول الله و تمحيصه و قال في إعلاء السنن ص8859 ج18: و أما فائدته فهي الفوز بسعادة الدارین و معرفة الصحیح من غیره أو معرفة دلائل الأحکام الفقهیة فإنّ غالبها مستمدّ من علم الحدیث. قال الدکتور نورالدین عتر في کتابه منهج النقد في علوم الحدیث ص 35: «و قد أقیم بنیان هذا العلم لغایة عظیمة جلیلة هي حفظ الحدیث النبويّ من الخلط فیه أو الدس و الافتراء علیه، و تلک الوظیفة هي غایة في الأهمیة تشتمل علی فوائد لها خطرها الکبیر، منها: 1ـ أنه تم بذلک حفظ الدین الإسلاميّ من التحریف و التبدیل فقد نقلت الأمة الحدیث النبويّ بالأسانید و میزت به الصحیح عن السقیم و لولا هذا العلم لالتبس الحدیث الصحیح بالضعیف و الموضوع و لاختلط کلام الرسول بکلام غیره. 2ـ أن قواعد هذا العلم تجنب العالم خطر الوعید العظیم الذي یقع علی من یتساهل في روایة الحدیث و ذلک بقوله صلی الله علیه و سلم في الحدیث الصحیح المستفیض عنه «من حدث عنّي بحدیث یری أنه کذب فهو أحد الکاذبین» و قوله صلّی الله علیه و سلم في الحدیث المتواتر «من کذب عليّ فلیتبوأ مقعده من النار». 3ـ أن هذا العلم قد أجدی فائدة عظیمة في تنقیة الأذهان من الخرافات. و ذلک أنّ الإسرائیلیین و غیرهم حاولوا نشر ما لدیهم من الأقاصیص و الخرافات الکاذبة و الأباطیل و هذه الأمور داء وبیل یفت في عضد الشعوب و یمزق الأمم، إذ تجعلها أوزاعا متفرقة هائمة علی وجه البسیطة لاتمیّز الحق من الباطل و لاتفرّق بین الصواب و الخطأ، فیسهل مقادها و یسلس لکل ناعق یدعو إلی الهلاک و الردی. فالعالم الإسلامي حین یقوم بذبّ الکذب عن الحدیث یقوم بعمل ذي صبغة إنسانیة و أخلاقیة، فضلا عن أداء الواجب الدیني، لأنه یربّي بذلک عقولا صحیحة تعقل و تفکر في الحیاة بمنهج علميّ و عقليّ صحیح.
(و نسبة) ما هو نسبة علم الحديث إلى العلوم الأخرى؟ هو جزء منه، ما مقدار هذا الجزء؟ و العلاقة بينهما تباين من وجه و تضمن من وجه آخر. فتباين من حيث أنّ هذا علم له أبواب مختلفة عن علم الأصول و عن علم الفقه و تضمن من حيث أنّ الإنسان لايمكن أن يكون عالما حتى يعرف هذا العلم من العلوم قاله سلیمان الحربی و قال الهشام کامل: نسبته من العلوم الشرعیة و علاقته بالعلوم الأخری المغایرة. النفحات المدنیة ص 17.
(و فضله) لاشك أنه من أشرف العلوم لتعلقه بكلام رسول الله صلى الله عليه و سلم
(و الواضع) هم الأئمة الأعلام كالإمام الشافعي والإمام مالك رحمهم الله تعالى وغيرهم فهؤلاء كلّهم تكلّموا في هذا العلم
(والاسم) اسمه علم مصطلح الحديث أو علم الحديث أو علم الرواية هذه كلّها من الأسماء
(الاستمداد) يستمدّ من كلام الأئمة من كلام أهل العلم، و ليس من كلام اللغويين أو من كلام أهل الطب، و إنما يؤخذ من كلام أهل العلم قاله سلیمان الحربي و قال في إعلاء السنن ص8859 ج18 و أما استمداده فمن أقوال الرسول و أفعاله و قال هشام الکامل: استمداده من تتبّع أحوال الرواة
(حكم الشارع) حكم تعلّمه فرض كفاية، لأنه لايمكن أن يمحص كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى يعرف هذا العلم
(مسائل) فمسائله تتعلق بالإسناد من حيث الاتصال و الانقطاع و التدليس و ما شابه ذلك، و تتعلّق بالمتن من حيث القلب و الشذوذ و هكذا (و البعض بالبعض اكتفي) فبعض أهل العلم اكتفى عند تعريفه للعلم ببعض المسائل و قال بعضها يغني عن بعض (و من درى الجميع) أي من درى هذه الأشياء كلّها و ضبط المسائل (حاز الشرفا)، و الألف للإطلاق. الکواکب الدریة علی المنظومة البیقونیة ص8.
[28]ـ هو من یشتغل بعلم الحدیث روایة و درایة و یطلع علی کثیر من الروایات و أحوال رواتها. تیسیر مصطلح الحدیث ص 28.
[29]ـ کقول النبي صلی الله علیه و سلم: «إنما الأعمال بالنیات» و کقوله «من حسن إسلام المرء ترکه ما لایعنیه».
[30]ـ و هو التصرفات النبویّة العملیّة کصلاته علی الراحلة حیثما توجّهت به کما جاء في حدیث جابر رضي الله عنه قال: کان رسول الله صلی الله علیه و سلّم یصلي علی راحلته حیث توجهت فإذا أراد الفریضة نزل فاستقبل القبلة. أخرجه البخاري. حاشیة تیسیر مصطلح الحدیث ص 26.
[31]ـ کتقریره خالد بن ولید رضي الله عنه في أکله الضبّ عنده و کما في حدیث عایشة رضي الله عنها قالت: لقد رأیت رسول الله صلی الله علیه و سلم یوما علی باب حجرتي و الحبشة یلعبون في المسجد و رسول الله صلی الله علیه و سلم یسترني بردائه أنظر إلی لعبهم. أخرجه البخاري. حاشیة تیسیر مصطلح الحدیث ص 26.
[32]ـ معطوف علی قول النبي متعلق بقوله یطلق.
[33]ـ فقول الأستاذ الخال أطال الله بقاءه (و هو مسلم) یخرج به من حصل له اللقاء لکن في حال کونه کافرا و بقوله (و مات علیه) یخرج من ارتدّ بعد أن لقیه مؤمنا و مات علی الردّة کعبیدالله بن جحش بفتح الجیم و سکون مهملة و ابن خطل بفتح فمهملة قتل و هو متعلق بأستار الکعبة و کذا یخرج من روی عنه صلی الله علیه و سلّم ثمّ ارتدّ بعد وفاته کربیعة بن أمیة بن خلف فإنه لقي مؤمنا و روی عنه و استمرّ إلی خلافة عمر رضي الله عنه و ارتدّ و مات علی الردّة. کذا فی شرح نخبة الفکر و شرحه لعليّ القاری ص 582.
[34]ـ لأنه إما مقبول أو مردود و المقبول إما أن یشتمل من صفات القبول أعلاها أو لا و الأول الصحیح و الثاني الحسن، و المردود لا حاجة إلی تقسیمه لأنه لاترجیح بین أفراده. تدریب الراوي ص31.
[35]ـ لغة ضد السقیم أو المریض و اصطلاحا ما عرّفه الأستاذ العلّامة و حکمه وجوب العمل به بإجماع أهل الحدیث و من یعتدّ به من الأصولیین و الفقهاء فهو حجة من حجج الشرع (في العقائد و الأحکام و غیرها) لایسع المسلم ترک العمل به. المنظومة البیقونیّة و منثوراتها ص11و عبد الباري صفحه 67.
[36]ـ أي بروایة ثقة فخرج من عرف ضعفه أو جهل عینه أو حاله و الثقة هو الذي یجمع بین العدالة و الضبط.
[37]ـ و السند الطریق الموصلة إلی الشيء أي أسماء رواته مرتبة. إعلاء السنن. قال الفاضل أکرم السندي في شرح شرح النخبة: أخذ اتصال السند في تعریف الصحیح بناء علی أنه مذهب أکثر المحدثین، و إلّا فمرسل القرون الثلاثة عند فقهاء الحنفیّة حجة و کذا المرسل حجة عند مالک و الکوفیین، انتهی. قال عبدالحی: أقول فیه ما فیه، فإن الحجیّة أمر وراء الصحّة فلایلزم من کون المرسل حجة عندنا دخوله في حدّ الصحیح. ظفر الأماني في شرح مختصر الجرجاني ص 131.
[38]ـ و لو حذف المصنّف عمّ نفعه عبارة «و هو النبي» لکان شاملا إذ فسّر الحدیث بما روي عن النبي و الصحابة و التابعین فما روي عن الصحابة أو تابعیهم قد یکون صحیحا کما نذکره.
[39]ـ و في هذه الأوصاف احتراز عن المرسل و المنقطع و المعضل و الشاذّ و ما فیه علة قادحة و ما في روایته نوع جرح هذه أنواع یأتي ذکرها إن شاء الله تعالی.
اشتمل التعریف السابق علی أمور یجب توافرها حتی یکون الحدیث صحیحاً و هذه الأمور 1ـ اتصال السند 2ـ عدالة الرواة 3ـ ضبط الرواة 4ـ عدم الشذوذ 5ـ عدم العلة، فإذا اختلّ شرط واحد من هذه الشروط لایسمّی الحدیث حینئذ صحیحا.
[40]ـ و المراد بالعدل عدل الروایة لا عدل الشهادة کما قال علي القاري في شرح نخبة الفکر ص243 و هو المسلم العاقل البالغ السالم من الفسق. و لایخفاک أنّ الکلام في الروایة التي هي الأداء کما قال یرویه عدل إلخ فلایرد أنّ الصبي و الکافر إذا تحمّلا ثمّ أدیا بعد الکمال یقبلان. شرح البیقونیة و حاشیة الأجهوري ص45
[41]ـ أي قوة باطنة ناشئة عن معرفة الله تعالی و قیل هي الکیفیة الراسخة من الصفات النفسانیة فإن لم تکن راسخة فهي الحال و الظاهر أنها تقبل الشدة و الضعف ثم هل یجب حصول الملکة حالة الأداء فقط؟ أو حالة التحمّل إلی حالة الأداء أو حالة التحمّل و الأداء و الأظهر الأول. شرح علي القاري علی شرح نخبة الفکر ص 247
[42]ـ أي تحثّه و تبعثه تلک الملکة.
[43]ـ و هو کونه سالما من أسباب الفسق من ارتکاب الکبائر و الإصرار علی الصغائر أي حین الروایة فلاتقبل روایة فاسق معلنا کان أو غیر معلن بناء علی عدم حصول الأمان من أن یکذب في الروایة، و أما الفاسق الذي تاب من فسقه فتقبل روایته لزوال علّة ردّ روایته.
[44]ـ فلایمشي حافیا و لا مکشوف الرأس إن لم یلق بأمثاله و لایأکل غیر السوقي في السوق و لایبول قائما و هکذا صحبة الأرذال و اللعب بالحمام. حاشیة الأجهوري ص 45 و توجیه النظر ص 94 و شرح شرح نخبة الفکر ص 248.
[45]ـ و المراد بالضبط الضبط التامّ منه، فلاتقبل روایة سیئ الحفظ و لا المغفّل الذي یکثر غلطه کأن یرفع الموقوف و یصل المرسل و یصحف الرواة فإنّ حدیثه لایکون صحیحا. الوسیط ص228 و حاشیه ابن الصلاح.
[46]ـ أي القلب فهو من إطلاق المحل علی الحال و المراد بالقلب العقل. حاشیة الأجهوري ص 46.
[47]ـ أي اتصال السند و معنی هذا الاتصال أن یکون کلّ راو من الرواة قد سمع عمن فوقه حقیقة و من فوقه سمع من الذي فوقه و هکذا إلی آخر السند. القواعد الأساسیّة ص15.
[48]ـ أی روایة الثقة علی ما سیجيء.
[49]ـ أی إسناد ظاهره السلامة.
[50]ـ کإرسال موصول، أو وصل منقطع أو رفع موقوف و نحو هذا. أصول الحدیث ص 305.
[51]ـ مثاله ما أخرجه البخاريّ في صحیحه قال حدثنا عبدالله بن یوسف قال أخبرنا مالک عن ابن شهاب عن محمد بن جبیر بن مطعم عن أبیه قال سمعت رسول الله صلی الله علیه و سلم قرأ في المغرب بالطور فهذا الحدیث صحیح لأنّ سنده متصل: إذ أن کل راو من رواته سمعه من شیخه و أما عنعنة مالک و ابن شهاب و ابن جبیر فمحمولة علی الاتصال لأنهم غیر مدلسین و لأن رواته عدول ضابطون و هذه أوصافهم عند علماء الجرح و التعدیل 1ـ عبدالله بن یوسف ثقة متقن 2ـ مالک بن أنس إمام حافظ 3ـ ابن شهاب الزهري فقیه حافظ متفق علی جلالته و إتقانه 4ـ محمد بن جبیر ثقة 5ـ جبیر بن مطعم صحابي و لأنه غیر شاذ: إذ لم یعارضه ما هو أقوی منه و لأنه لیس فیه علة من العلل. عبدالباري تقریر علی صحیح البخاري صفحه 67. و مثال آخر للصحیح ما أخرجه البخاري قال: حدثنا أبوالیمان قال أخبرنا شعیب قال حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج عن أبي هریرة قال: قال رسول الله صلی الله علیه و سلم «من یقم لیلة القدر إیمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» فهذا الحدیث صحیح لأن سنده متصل إذ کل راو من رواته سمعه من شیخه بمعنی أنه لیس في السند انقطاع أما روایة أبي الزناد عن الأعرج بلفظ «عن» فیحمل علی السماع لأنه لیس من المدلسین و لأن رواته متصف بالعدل و الضبط و هذه أوصافهم عند علماء الجرح و التعدیل 1ـ أبو الیمان: حکم بن نافع الحمصی ثقه و ثبت 2ـ شعیب: بن أبی حمزة أبو بشر ثقة و عابد 3ـ أبو الزناد: عبدالله بن ذکوان ثقة و فقیه 4ـ الأعرج عبدالرحمن بن هرمز ثقة و ثبت 5ـ أبوهریرة: عبدالرحمن بن صخر صحابي و الصحابة کلّهم عدول و ثقات بشهادة القرآن الکریم. المصطلح النافع صفحه 81.
[52]ـ أي الصفات الخمس المذکورة. أقول: لیس المراد وجود القصور في کل من الخمس بل القصور في الضبط کما سیذکره المصنف العلامة في الحدیث الحسن.
[53]ـ المجمع علی صحته عند المحدثین. شرح البیقونیة ص43. و فیه إشارة إلی أن هناک صحیحا غیر مجمع علی صحته و ذلک کالمرسل فإنه صحیح عند مالک و بعض الفقهاء و کالمقلوب و الشاذة و المضطرب فقد قال الزرکشي في مختصره یدخل القلب و الشذوذ و الاضطراب في قسم الصحیح و الحسن لما کان قول المصنف الصحیح ظاهره العموم قیده الشارح بالمجمع علی صحته عند المحدثین إشارة إلی أنه لیس مرادا و إنما المراد فرد خاص. حاشیة الأجهوري ص 43.
[54]ـ بکسر الشین و ضمها و تشدید الذال هذا إن بني للفاعل لکن في شرح الدمیاطي هنا: أنه کـ«یعل» مبني للمفعول. حاشیة الأجهوري ص 43.
[55]ـ التنبیه: المراد بقولهم «هذا حدیث صحیح» أن الشروط الخمسة السابقة قد تحقّقت فیه لا أنه مقطوع بصحته في نفس الأمر لجواز الخطأ و النسیان علی الثقة و المراد بقولهم «هذا حدیث غیر صحیح» أنه لم تتحقق فیه شروط الصحة الخمسة السابقة کلها أو بعضها لا أنه کذب في نفس الأمر لجواز إصابة من هو کثیر الخطإ. عبدالباري صفحه 67.
[56]ـ حکمه هو کالصحیح في الاحتجاج به و إن کان دونه في القوة لذلک احتجّ به جمیع الفقهاء و عملوا به و علی الاحتجاج به معظم المحدثین و الأصولیین. باختلاط المنظومة البیقونیة و منثوراتها ص12 و إعلاء السنن ج 1 ص 49 و عبدالباري ص75.
[57]ـ أي الحسن لغة ما تشتهیه النفس و اصطلاحا ما ذکره المصنف العلامة.
[58]ـ قال في أصول الحدیث ص 332: الحسن هو ما توفرت فیه شروط الصحیح جمیعها، إلا أنّ رواته کلّهم أو بعضهم أقلّ ضبطا من رواة الصحیح و بعد هذا یمکن أن یکون تعریفنا المختار للحسن کما یلي: الحسن ما اتصل سنده بعدل خفّ ضبطه من غیر شذوذ و لا علّة و من هنا یتبین الفرق بین الصحیح و الحسن و هو إنه یشترط في الصحیح الضبط التامّ و أما الحسن فیشترط فیه أصل الضبط.
[59]ـ الانجبار و عدمه لیس بلازم في کون الحدیث حسنا فإذا لم ینجبر فهو حسن فقط أما إذا انجبر فهو صحیح لغیره. إذا کان راوي الحدیث متأخرا عن درجة أهل الحفظ و الإتقان غیر أنه من المشهورین بالصدق و الستر و روی مع ذلک حدیثه من غیر وجه فقد اجتمعت له القوة من الجهتین و ذلک یرقي حدیثه من درجة الحسن إلی درجة الصحیح مثاله: حدیث محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هریرة أن رسول الله صلی الله علیه و سلم قال: «لولا أن أشقّ علی أمتي لأمرتهم بالسواک عند کل صلاة» فمحمد بن عمرو بن علقمة من المشهورین بالصدق و الصیانة لکنه لم یکن من أهل الإتقان حتی ضعفه بعضهم من جهة سوء حفظه و وثقه بعضهم لصدقه و جلالته فحدیثه من هذه الجهة حسن فلما انضمّ إلی ذلک کونه روي من أوجه أخر زال بذلک ما کنّا نخشاه علیه من جهة سوء حفظه و انجبر به ذلک النقص الیسیر فصحّ هذا الإسناد و التحق بدرجة الصحیح. مقدمه ابن الصلاح ص 32
[60]ـ مثاله: ما أخرجه الترمذي قال حدثنا قتیبة حدثنا جعفر بن سلیمان الضبیعي عن أبي عمران الجوني عن أبي بکر بن أبي موسی الأشعري قال سمعت أبي بحضرة العدو یقول قال رسول الله صلی الله علیه و سلم «إن أبواب الجنة تحت ظلال السیوف» الحدیث فهذا الحدیث قال عنه الترمذي هذا حدیث حسن غریب و کان هذا الحدیث حسنا لأن رجال إسناده الأربعة ثقات إلا جعفر بن سلیمان الضبیعي فإنه صدوق، لذلک نزل الحدیث عن مرتبة الصحیح إلی الحسن. عبدالباري صفحه 76
[61]ـ بسکون الراء للوزن و المراد بالطرق رجال طرقه المعبر عنها عندهم بالمُخَرِّج. شرح البیقونية. و في حاشیته و المراد برجاله: رواته و لو نساءً أو عبر به نظرا للغالب. و لیس الجمع من قوله طرق مرادا إذ لیس تعدد الطرق شرطا بل یکفي أن یکون من طریق واحد لأن الکلام في الحسن لذاته و إنما یشترط التعدد في الحسن لغیره. حاشیة الأجهوري ص 60
[62]ـ أي صارت.
[63]ـ و المعنی و غدت رجاله مشتهرة اشتهارا دون اشتهار رجال الصحیح. شرح البیقونیة ص 63
[64]ـ اختلف العلماء في العمل بالحدیث الضعیف و الذي علیه جمهور العلماء أنه یستحب العمل به في فضائل الأعمال لکن بشروط ثلاثة أوضحها الحافظ ابن حجر و هي 1ـ أن یکون الضعف غیر شدید فیخرج من انفرد من الکذابین و المتهمین بالکذب و من فحش غلطه 2ـ أن یندرج الحدیث تحت أصل معمول به 3ـ أن لایعتقد عند العمل به ثبوته بل یعتقد الاحتیاط. تدریب الراوي ص152 و تیسیر المصطلح الحدیث ص96 و عبدالباري ص89 و المنظومة البیقونیة و منثوراتها ص13 و قال ابن الهمام في فتح القدیر ص 95 ج2: الاستحباب یثبت بالضعیف غیر الموضوع.
[65]ـ و تتفاوت درجاته بحسب بعده من شروط الصحة و الحسن فکلما أبعد من شروط الحسن کان أضعف و هو الذي یعبرونه بالضعیف جدّا. و یجوز عند العلماء التساهل في أسانید الضعیف دون الموضوع من غیر بیان ضعفه في المواعظ و القصص و في فضائل الأعمال لا فی صفات الله و أحکام الحلال و الحرام. التقریب ص 48 و قواعد فی علوم الحدیث ص 37
[66]ـ هو علي بن محمد بن علي الزین أبوالحسن الحسیني الجرجاني عالم الشرق المعروف بالسید الشریف عالم نحریر قد حاز قصبات السبق في التحریر فارس في البحث و الجدل ولد في جرجان لثمان بقین من شعبان سنة740هـ و قیل ولد بقریة طاغو من ولایة استرآباد بجرجان و یروی عنه أنه قرأ «شرح المطالع» ست عشره مرة و لم یکتف بذلک بل صمم أن یقرأ الشرح علی الشارح فذهب إلی مصر و قرأ «شرح المطالع» علی مبارک شاه و وضع حاشیة علی هذا الشرح و أخذ علم الصوفیة عن خواجه علاء الدین العطار البخاري تنقل في مراکز عدیدة طلبا للعلم و قد اشتغل بالتدریس و التصنیف و الإفتاء في شیراز حتی سنة789هـ و هي السنة التي دخل فیها تیمور لنگ مدینة شیراز فطلب منه أن یرحل إلی ماوراء النهر فأقام السید في سمرقند مشتغلا بالدرس و التألیف إلی أن مات تیمور سنة 807 هـ فعاد إلی شیراز و مات یوم الأربعاء في السادس من ربیع الثاني سنة 816 هـ عن ستة و سبعین عاما في شیراز. ظفر الأماني في مختصر الجرجاني ص21
[67]ـ مثاله حدیث: «أن النبي صلی الله علیه و سلم توضأ و مسح علی الجوربین» فهذا ضعیف، لأنه یروی عن أبي قیس الأودي و هو ضعیف کما فی القواعد الأساسیة ص19 و قال في المنهل اللطیف ص68 و هو متکلم فیه. تنبیه: إذا کان الحدیث مختلفا فیه، صححه أو حسنه بعضهم و ضعفه آخرون فهو حسن الحدیث. إعلاء السنن ج 1 ص 46
[68]ـ أي کثر أقساما أي من جهة الأقسام فهو تمییز قدم علی عامله و هو جائز إذا کان العامل متصرفا کما هنا و إن کان قلیلا اه. حموي. حاشیة الأجهوري ص81
[69]ـ جدّا فوق المائة و الخمسین. قال الأجهوری في حاشیته علی شرح البیقوني ص 82: فجملة الصور إفرادا و ترکیبا ثلاث مئة و إحدی و ثمانون صورة.
[70]ـ أي الضعیف الذي سبب ضعفه إما سوء حفظ الراوي و إما انقطاع في سنده أو جهالة في الراوي. تیسیر مصطلح الحدیث ص80
[71]ـ الحسن لغیره أدنی مرتبة من الحسن لذاته و ینبني علی ذلک أنه لو تعارض الحسن لذاته مع الحسن لغیره قدم الحسن لذاته و حکمه: هو من المقبول الذي یحتج به و مثاله ما رواه الترمذي و حسنه من طریق شعبة عن عاصم بن عبیدالله بن عبد الله بن عامر بن ربیعة عن أبیه أن امرأة من فزارة تزوجت علی نعلین فقال رسول الله صلی الله علیه أرَضِیْتِ من نفسک و مالک بنعلین قالت نعم فأجاز. قال الترمذي و في الباب عن عمر و أبي هریرة و عائشة و أبي حدرد فعاصم ضعیف لسوء حفظه و قد حسن له الترمذي هذا الحدیث لمجیئه من غیر وجه. عبدالباري ص 81 و تیسیر مصطلح الحدیث ص 81.
[72]ـ ذکر المصنف العلامة الحدیث الصحیح و الحسن و الضعیف فیما قبل بناء علی أنها أسماء للأحادیث و ذکر هنا أیضاً بناء علی أنها أوصاف، فلا اعتراض علیه بذکره مرتین. فالصحیح و الحسن و الضعیف أوصاف عامة یشمل جمیع الأحادیث و ما بقي أوصاف خاصة فالعامة یجتمع مع بعض الخاصة کما یفهم من تشریحنا في ما بعد.
[73]ـ أي نسب أو أسند.
[74]ـ و لو مِنَّا الآن سواء اتصل إسناده أم لا، فَعَلَیٰ هذا یدخل فیه المتصل و المرسل و المنقطع لعدم اشتراط الاتصال. کذا في شرح البیقوني و حاشیة الأجهوري ص94.
[75]ـ أي قال کذا أي بلفظ لایحتمل التدلیس. شرح شرح نخبة الفکر ص 547.
[76]ـ أي بلفظ یحتمل التدلیس. شرح شرح نخبة الفکر ص 547.
[77]ـ منه قول الصحابي «کان آخر الأمرین من رسول الله صلی الله علیه و سلم ترک الوضوء مما مسته النار» و مثله ما روي عن ابن عمر قال «رأیت رسول الله صلی الله علیه و سلم یصلي علی حمار و هو مُوَجِّهٌ الی خیبر». صحیح مسلم ص487.
[78]ـ أو ترک کذا.
[79]ـ مثاله ما رواه الإمام مالک عن إسماعیل بن محمد بن سعد بن أبي وقّاص عن مولاه لعمرو بن العاص أو لعبد الله بن عمرو، عن عبدالله بن عمرو مرفوعا «صلاة أحدکم و هو قاعد مثل نصف صلاته و هو قائم». الموطأ ص111.
[80]ـ مثاله ما روي عن أبي هریرة رفعه أي إلی النبي صلی الله علیه و سلم و لیس هو من کلام أبي هریرة، «من أفطر یوما من رمضان من غیر عذر و لا مرض لم یقضه صیام الدهر و إن صامه». کذا في تعلیق مصطفی البغا علی صحیح البخاری ص32 ج3.
[81]ـ و منه قول الصحابي: «اُکل الضبّ علی مائدة رسول الله صلی الله علیه و سلم». شرح علي القاري ص548. کقول ابن عمر: کنّا نقول و رسول الله صلی الله علیه و سلم حيّ: أفضل هذه الأمة بعد نبیها أبوبکر و عمر و عثمان و یسمع ذلک رسول الله صلی الله علیه و سلم فلاینکره. رواه الطبراني في المعجم الکبیر. النکت علی مقدمة ابن صلاح ص 423 ج1.
[82]ـ صفة للصحابي.
[83]ـ و هو احتراز عن الصحابي الذي عُرف بالنظر إلی الإسرائیلیات کعبدالله بن سلام، و کعبدالله بن عمرو بن عاص، فإنه کان حصل له في وقعة یرموک کتب کثیرة من کتب أهل الکتاب و کان یخبر بما فیها من الأمور المغیبة حتّی کان بعض أصحابه ربما قال: حَدِّثْنا عن النبيّ صلّی الله تعالی علیه و سلم و لاتحدثنا من الصحیفة. شرح شرح نخبة الفکر ص549 و فتح المغیث ص164
[84] ـ اسم موصول، مفعول به صریح لإخبار.
[85]ـ مثل حدیث «من أتی ساحرا أو عَرَّافاً فقد کفر بما أنزل علی محمد صلی الله علیه و سلم». رواه ابن مسعود و من أمثلة ذلک أیضا قول أبي هریرة رضي الله تعالی عنه «من لم یجب الدعوة فقد عصی الله و رسوله». و قول عمار بن یاسر رضي الله عنهما «من صام الیوم الذي یشکّ فیه فقد عصی أبا القاسم صلی الله علیه و سلم». شرح شرح نخبة الفکر ص549
[86]ـ قوله کالملاحم بالفتح جمع الملحم و هو المقتل و المراد بها الحروب. شرح شرح نخبة الفکر ص551
[87]ـ جمع الفتنة و هي أعم مما قبله من الأمور الواقعة في أحوال الدنیا. شرح شرح نخبة الفکر ص552
[88]ـ معطوف علی «عن الأحوال الماضیة» و متعلق بـ«إخبار الصحابي».
[89]ـ أما إذا لم یخبر عن ثواب مخصوص أو عقاب مخصوص بل أخبر عن فعل الخیر و القبیح و لهما ثواب أو عقاب فلم یکن في حکم المرفوع بل له حکم الموقوف.
[90]ـ کحدیث «أُمر بلال أن یشفع الأذان» فهو محمول علی الرفع قطعا. فتح المغیث ص142 ج1
[91]ـ أي بالإضافة إلی زمنه علیه الصلاة و السلام لا إلی حضرته علیه الصلاة و السلام کقوله «کنا نأکل لحوم الأضاحي علی عهد رسول الله صلی الله علیه و سلم» و کقول جابر رضي الله تعالی عنه «کنا نعزل و القرآن ینزل». شرح شرح نخبة الفکر ص555
[92]ـ کقول علي رضي الله عنه: من السنة وضع الکف علی الکفّ في الصلاة تحت السرّة رواه أبو داود. قال ابن الصلاح فالأصح أنه مسند مرفوع لأن الظاهر أنه لایرید به إلا سنة رسول الله صلی الله علیه و سلم و ما یجب اتباعه. قال ابن الصباغ في العدة: و حکي عن أبي بکر الصیرفي و أبي الحسن الکرخي و غیرهما أنهم قالوا یحتمل أن یرید به غیر سنة النبي صلی الله علیه و سلم فلایحمل علی سنته انتهی. شرح الفیة العراقي ص26.
[93]ـ حکم الاحتجاج به: المقطوع لایحتجّ به في شيء من الأحکام الشرعیة. أي و لو صحت نسبته لقائله لأنه کلام أو فعل أحد المسلمین، لکن إن کانت هناک قرینة تدل علی رفعه کقول بعض الرواة: عند ذکر التابعي «یرفعه» مثلا فیعتبر عندئذ له حکم المرفوع المرسل. تیسیر مصطلح الحدیث ص 185. فمن المقطوع الذي له حکم المرفوع أقوال التابعین في أسباب نزول القرآن الکریم و کذلک أقوالهم فیما لا مجال للرأي فیه مما لایمکن أخذه إلا عن النبي صلی الله علیه و سلم فجمیع ذلک في حکم المرفوع المرسل.
[94]ـ أي أضیف و نسب.
[95]ـ و لو واحدا منهم أي غیر مضاف إلی الصحابة و لا إلی النبي صلی الله علیه و سلم.
[96]ـ مثاله قول المجاهد من التابعین «لاینال العلمَ مستحيٍ و لا متکبرٌ» و قول الحسن البصري في الصلاة خلف المبتدع «صلِّ و علیه بدعتُهُ». تیسیر مصطلح الحدیث ص185.
[97]ـ مثاله: قول إبراهیم بن محمد بن المنتشر «کان مسروق یُرخِی السِتْرَ بینه و بین أهله، و یقبل علی صلاته و یخلِّیهم و دنیاهم». تیسیر مصطلح الحدیث ص185.
[98]ـ سواء اتصل إسناده أم لا.
[99]ـ حکمه قد یکون صحیحاً أو حسناً أو ضعیفاً باعتبار وجود صفات القبول و عدمها. المنهل اللطیف ص79 و النفحات المدنیة شرح المنظومة البیقونیة ص61
[100]ـ أي مُخَرِّجه کالبخاري. حاشیة الأجهوري ص98
[101]ـ کأحادیث مالک عن نافع عن ابن عمر عنه صلی الله علیه و سلم فهذا سند متصل. شرح البیقونیة ص97. و قال ابن الصلاح و قد یکون منقطعا مثل مالک عن الزهري عن ابن عباس عن رسول الله صلی الله علیه و سلم فهذا مسند لأنه قد أسند إلی رسول الله صلی الله علیه و سلم و هو منقطع لأن الزهري لم یسمع من ابن عباس رضي الله عنهم. مقدمة ابن صلاح ص37
[102]ـ مثاله ما أخرجه البخاري قال: حدثنا عبدالله بن یوسف عن مالک عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هریرة رضی الله تعالی عنه: أن رسول الله صلی الله علیه و سلم قال: «إذا شرب الکلب من إناء أحدکم فلیغسله سبعاً». فهذا حدیث اتصل سنده من أوله إلی منتهاه و هو مرفوع إلی النبي صلی الله علیه و سلم. تیسیر مصطلح الحدیث ص 188
[103]ـ أي لم ینقطع من بان إذا بعد و معنی بعد انقطع. أقول: «سناد التوجیه» (و هو من عیوب القافیة) واقع في هذا البیت إذا کان لم یُبَنْ علی صیغة المجهول أما إذا کان لم یَبِن علی صیغة المعلوم بکسر الباء لا «سناد» فیه و هو ظاهر من کلام شارح البیقوني. عندي العبارة الصحیحة بکسر الباء.
[104]ـ حکمه إما صحیح و إما حسن و إما ضعیف حسب توفّر صفات القبول أو عدمه. المنهل اللطیف ص81
[105]ـ إلی منتهاه سواء کان اتصاله للمصطفی أو لصحابي موقوفا علیه، مثال المرفوع المتصل کـ«مالک عن ابن شهاب عن سالم عن عبدالله عن أبیه عن رسول الله صلی الله علیه و سلم» و مثال الموقوف المتصل کـ «مالک عن نافع عن ابن عمر عن عمر». تیسیر مصطلح الحدیث ص189
[106]ـ و فی شرح البیقونی ص100 و أما أقوال التابعین إذا اتصلت الأسانید إلیهم فلایسمونها متصلة. قال العراقی: فی حالة الاطلاق اما مع التقیید فجائز کقولهم هذا متصل الی سعید بن المسیب او الی الزهری او الی مالک واقع فی کلامهم. النفحات المدنیة ص63
[107]ـ حکم المسلسل: المسلسلات قلّما تسلم من ضعف في التسلسل لا في أصل المتن، أما أصل المتن فقد یکون صحیحا لکن صفة تسلسل إسناده کثیرا ما یکون فیها مقال و من أصحّ المسلسلات الحدیث المسلسل بقراءة سورة الصف. المنهل اللطیف ص85. لأن متن بعضها جاء في الصحیح قال الحافظ ابن حجر: من أصحّ مسلسل یروی في الدنیا المسلسل بقراءة سورة الصف. قال الحافظ السیوطي و المسلسل بالحفاظ و الفقهاء، أیضا بل ذکر في شرح النخبة أن المسلسل بالحفاظ مما یفید العلم القطعي.
فمن الأحادیث المسلسلة الصحیح و الحسن و الضعیف و الباطل تبعا لحال رواتها، و قد بین العلماء کل ذلک، فالتسلسل وصف لبعض الأسانید و لایدل هذا الوصف علی الصحة أو الضعف لأن صحة الحدیث تتعلق باتصال سلسلة الرواة العدول الضابطین من حیث السند و بعدم الشذوذ من حیث المتن، کما تتعلق بخلو الحدیث من علة قادحة فیها أو في أحدهما.
و للمسلسل فوائد عدة، منها بعده عن التدلیس و الانقطاع، و اشتماله علی مزید الضبط من الرواة و حسن تأسیهم و اقتداءهم بالرسول صلی الله علیه و سلم في أفعاله و أقواله. أصول الحدیث علومه و مصطلحه ص 249. قال السخاوي کمسلسل المشابکة فمتنه صحیح في مسلم و الطریق بالتسلسل فیها مقال. و قد لایصح وصفا و متنا کحدیث «بالله العظیم لقد حدثني جبریل قال بالله العظیم لقد حدثني میکائیل قال بالله العظیم لقد حدثني إسرافیل و قال: قال الله تبارک و تعالی یا إسرافیل بعزتي و جلالي و جودي و کرمي من قرأ بسم الله الرحمن الرحیم متصلة بفاتحة الکتاب مرة واحدة اشهدوا عليّ أني قد غفرت له و قبلت منه الحسنات و تجاوزت عنه السیئات و لاأحرق لسانه في النار و أجیره من عذاب القبر و عذاب النار و عذاب القیامة و الفزع الأکبر و یلقاني قبل الأنبیاء و الأولیاء أجمعین» قال الحافظ السخاوي: هذا الحدیث باطل متنا و تسلسلا. قال الشیخ عقیلة: و أثبته أهل الکشف، و کذا أورده ابن عطاء في مفتاح الفلاح و الله أعلم. منهج ذوي النظر ص246
[108]ـ أو بعضهم یعني لایشترط التسلسل في جمیع الأسناد لأنه قد ینقطع التسلسل في وسطه أو آخره لکن یقولون في هذه الحالة «هذا مسلسل إلی فلان» کذا في تیسیر مصطلح الحدیث ص 249
[109]ـ کقول أبي هریرة رضي الله عنه «شبک بیدي أبو القاسم صلی الله علیه و سلم و قال: خلق الله الأرض یوم السبت …» الحدیث فإنه مسلسل بتشبیک کل منهم بید من رواه عنه. شرح الزرقاني ص104
[110]ـ بالدرج أی إسکان الهمزة الثانیة و إبدالها ألفا. حاشیة الأجهوري ص102
[111]ـ ثم یقول الآخر مثل ذلک و هو مقارب بل مماثل لحالهم القولي الممثل بقوله صلی الله علیه و سلم لمعاذ «إني أحبک، فقل دبر کل صلاة: اللهم أعني علی ذکرک و شکرک و حسن عبادتک» فإنه مسلسل بقول کل من الرواة و أنا أحبک فقل. و یسمی المسلسل بالمحبة. شرح الزرقاني ص102
[112]ـ ثم یفعل الآخر مثل ذلک و هو القیام. شرح البیقوني ص103
[113]ـ بألف الإطلاق أي الإشباع. شرح الزرقاني ص 103
[114]ـ و قد یکون العزیز صحیحا أو حسنا أو ضعیفا تبعا لأحوال رواته و لایشترط في الصحیح أن یکون عزیزا کما ظن بعضهم و لیس کل عزیز صحیحا و لا کل صحیح عزیزا. أصول الحدیث ص240
[115]ـ هذا التعریف هو الراجح کما حرره الحافظ ابن حجر و قال بعض العلماء و منهم البیقوني إن العزیز هو روایة اثنین أو ثلاثة فلم یفصلوه عن المشهور في بعض صوره. تیسیر مصطلح الحدیث ص46
[116]ـ مثاله ما رواه الشیخان من حدیث أنس و البخاري من حدیث أبي هریرة أن رسول الله صلی الله علیه وسلم قال: «لایؤمن أحدکم حتی أکون أحب إلیه من والده و ولده و الناس أجمعین» منظومة. رواه عن أنس قتادة و عبدالعزیز بن صهیب، و رواه عن قتادة شعبة و سعید و رواه عن عبدالعزیز إسماعیل بن عُلَیَّة و عبدالحارث و رواه عن کل جماعة. أصول الحدیث و تیسیر مصطلح الحدیث ص46
[117]ـ فإنه یقال عَزَّ الشیء یَعِّز بکسر العین فی المضارع عِزا و عزازة إذا قل بحیث لایکاد یوجد. شرح علي القاري علی نخبة الفکر ص198
[118]ـ من قولهم عَزَّ یَعَّز بفتح العین في المضارع عِزا و عزازة أیضا، إذا اشتد و قوي و منه قوله تعالی «فعززنا بثالث» أي قویناهما به. شرح علي القاري علی نخبة الفکر ص198
[119]ـ أي الحدیث.
[120]ـ بالتأنیث لأن الطریق کلمة یجوز فیه التذکیر و التأنیث. شرح علي القاري علی نخبة الفکر ص198
[121]ـ و المشهور في اصطلاح المحدثین من الآحاد و هو قسیم العزیز و الغریب و لذلک فإنه قد یکون صحیحا و قد یکون حسنا و قد یکون ضعیفا. مثاله صحیحا: «من أتی الجمعة فلیغتسل» و مثاله صحیحا أیضا «إن الله لایقبض العلم انتزاعا ینتزعه» و مثاله حسنا «طلب العلم فریضة علی کل مسلم» مثاله ضعیفا «الأذنان من الرأس». المنهل اللطیف ص93
[122]ـ أي لم یفد بمجرده العلم. إعلاء السنن.
[123]ـ مثاله: حدیث «إنّ الله لایقبض العلم انتزاعاً ینتزعه من صدور العلماء و لکن یقبض العلم بقبض العلماء، حتی إذا لم یبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغیر علم، فضلّوا و أضلّوا» أخرجه البخاري و مسلم و الطبراني و أحمد و الخطیب من طریق أربعة من الصحابة و هم عبدالله بن عمرو بن العاص و زیاد بن لبید و عائشة و أبي هریرة. تیسیر مصطلح الحدیث و تعلیقه ص41
[124]ـ و لو من طبقة واحدة، و قد ذکرنا في تعریف العزیز أنّ الراجح غیر ما ذکره البیقوني و الراجح ما قاله الأستاذ العلامة. ترکیب المصراع: «عزیزُ» بلا تنوین للضرورة مبتدأ و خبره «مرويْ» بسکون الیاء للوزن.
[125]ـ ترکیب المصراع: «مشهورُ» بلا تنوین للضرورة مبتدأ و «مروي» بسکون الیاء للوزن أو بإسقاطها مع التنوین، خبر مبتدأ و «ما» زائدة بین المضاف و المضاف إلیه، و الراجح في تعریف المشهور غیر ما ذکره البیقوني.
[126]ـ و هو جلال الدین أبو الفضل عبدالرحمن بن الکمال أبي بکر بن محمد السیوطي أو الأسیوطي الطولوني الشافعي ولد في مستهل رجب849هـ بالقاهرة و ابتدأ بحفظ القرآن و هو صغیر علی عادة التدریس في ذلک الوقت و أحضره والده مجلس الحافظ ابن حجر و هو ابن ثلاث سنین، حج والده و شرب ماء زمزم علی أن یکون في الحدیث کالحافظ ابن حجر و في الفقه کالسراج البلقیني ثم توفي والده و له من العمر خمس سنوات و سبعة أشهر و ختم القرآن العظیم و له من العمر دون ثماني سنین و کان قد شرع في التصنیف منذ سنة 866هـ و کان آیة کبری في سرعة التألیف حتی قال تلمیذه الداودي: «عاینت الشیخ و قد کتب في یوم واحد ثلاثة کراریس تألیفا و تحریرا و کان مع ذلک یملي الحدیث و یجیب عن المتعارض منه بأجوبة حسنة»، هو صاحب التصانیف السائرة التي تزید علی الألف، توفي لیلة الجمعة التاسع عشر من جمادي الأولی سنة911هـ بعد أن مرض سبعة أیام بورم شدید و کان سنه إحدی و ستین سنة و عشرة أشهر و ثمانیة عشر یوما. مدرسة الحدیث في مصر ص61 و فهرس فهارس ص1020 ج2 و حاشیة الأجهوري ص31
[127]ـ في علوم الحدیث عدد أبیاته 994 بیتا من البحر الرجز أتمّه في خمسة أیام کما قال في بیت 987 و 988 «هذا تمام نظمي الألفیة * نظمتها في خمسة الأیام * بقدرة المهیمن العلام». الألفیة ص145
[128]ـ و العنعنة هی روایة الحدیث عن فلان عن فلان من غیر تصریح بالسماع أو التحدیث أو الإخبار بشرط أن تأتي عن رواة مسمین معروفین فهو موصول عند الجمهور بشرط تعاصر المعنعنین بعضهم بعضا و سلامة المعنعنین من التدلیس و یشترط في قبول العنعنة، المعاصرة عند «مسلم» و اللقی عند «البخاري» و ابن المدیني و هو مقتضی کلام الشافعي و أما عنعنة المدلس فغیر مقبولة و لو کان ثقة حتی یصرح بالسماع. المنهل اللطیف ص112. و حکمه: قد یکون صحیحا و قد یکون حسنا و قد یکون ضعیفا. القواعد الأساسیة ص34
[129]ـ مثاله ما رواه ابن ماجه قال حدثنا عثمان بن أبي شیبة عن أسامة بن زید عن عثمان بن عروة عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلی الله علیه و سلم: «إن الله و ملائکته یصلون علی میامن الصفوف». المصطلح النافع ص157 و تیسیر مصطلح الحدیث ص122
[130]ـ حکمه: إذا کان الإبهام في السند و لم یعلم فإنه ضعیف، أما إذا کان في المتن فلایضر. القواعد الأساسیة ص34 و المنهل اللطیف ص114
[131]ـ مثاله في المتن ما جاء في کثیر من الأحادیث الصحیحة و غیرها من قولهم «إن رجلا سأل النبي صلی الله علیه و سلم». کما في شرح ألفیة العراقي
[132]ـ و من المبهم ابن فلان غیر مسمی، مثاله ما رواه أصحاب السنن الأربعة من حدیث یزید بن شیبان قال: أتانا ابن مِربَع الأنصاري و نحن نعرفه، فقال: إني رسول رسول الله إلیکم، یقول لکم: قفوا علی مساجدکم… الحدیث. و مربع بکسر المیم فراء ساکنة فموحدة مفتوحة فعین مهملة: قیل في اسمه «یزید» و قیل «زید» و قیل «عبدالله». شرح البیقوني ص127
[133]ـ مثاله ما رواه النسائی من روایة علي بن یحیی بن خلاد عن أبیه عن عم له بدريّ في حدیث المسيء صلاته، العم المبهم رفاعة بن نافع کما سمي في أبي داود. شرح البیقوني ص128
[134]ـ أو زوج أو زوجة أو خالة أو عمة أو ابن أم فلان.
[135]ـ فاستغنی بالمثال عن الحد. شرح البیقوني ص120
[136]ـ أي لم یسم في نفس الحدیث، أي لم یعین فیه کأن یقول فسأل رجل رسول الله صلی الله علیه و سلم فقوله رجل مبهم في الحدیث أو في الأسناد و فائدة معرفة المبهم زوال الجهالة لا سیما الجهالة التي یُرَدّ معها الحدیث حیث یکون الإبهام في الأسناد لا في المتن و خلاصته أن الإبهام إذا کان في السند الذي هو الرجال، فإن الحدیث یُرَدُّ و أما إذا کان في الحدیث فإنه لایرد، فإن قلت فأي الفائدة في زوال الجهالة التي في المتن أي الحدیث حتی یحتاج إلیها؟ قلت: العلم بالشيء أولی من الجهل به، علی أنه قد یتعلق بالشيء الواحد حکمان مختلفان و من تبیین المبهم یعلم تأخر أحدهما عن الآخر فیصار إلی النسخ فافهم. شرح البیقوني ص125
[137]ـ قال الشیخ ظفر العثماني: المسنِد: هو من یروي الحدیث بأسناده سواء کان عنده علم به أو لیس له إلا مجرد روایة. و أما المحدِث: فهو أرفع منه، و هو من علم طرق إثبات الحدیث، و علم عدالة رجاله و جرحهم، دون المقتصر علی السماع. و قال ابن سید الناس: و المحدث في عصرنا من اشتغل بالحدیث روایة و درایة و جمع رواة و اطلع علی کثیر من الرواة و الروایات في عصره و تمییز في ذلک حتی عرف فیه خطه و اشتهر فیه ضبطه فإن توسع في ذلک حتی عرف شیوخه و شیوخ شیوخه، طبقة بعد طبقة بحیث یکون ما یعرفه في کل طبقة أکثر مما یجهله منها فهذا هو الحافظ. و في کشاف اصطلاحات الفنون: فائدة: لأهل الحدیث مراتب أولها الطالب و هو المبتدي الراغب فیه ثم المحدث و هو الأستاذ الکامل و کذا الشیخ و الإمام بمعناه ثم الحافظ و هو الذي أحاط علمه بمأة ألف حدیث متنا و إسنادا و أحوال رواة جرحا و تعدیلا و تاریخا ثم الحجة و هو الذي أحاط علمه بثلاث مأة ألف حدیث کذلک قاله ابن المطري. قوائد في علوم الحدیث ص29
[138]ـ لکن إذا کان بإسناد صحيح نظيف بخلاف ما كان مع الضعف فلا التفات إلى هذا العلو لاسيما إن كان فيه بعضالكذابين المتأخرين ممن ادعى سماعا من الصحابة كابن هدبة و دينار و خراشة و نعيم بن سالم و يعلى بن الأشدق و أبي الدنيا الأشج. قال الحافظ الذهبي متى رأيت المحدث يفرح بعوالي هؤلاء فاعلم أنه عامي. منهج ذوي النظر ص 240
[139]ـ في بعض الکتب «ابن جریح» کما وقع فی طبقات النسابین ص33 ربما هو من خطأ النساخ و لکن في کثیر من الکتب ابن جُرَیْج بضم الجیم و فتح الراء و الجیم المعجمة في الآخر، عبدالملک بن عبدالعزیز بن جریج، أبوالولید و أبوخالد (80 ـ150هـ) فقیه الحرم المکي أحد الأعلام الثقات کان إمام أهل الحجاز في عصره روی عن مجاهد و ابن أبي ملیکة و عطاء و عنه جماعة و هو أول من صنف التصانیف في العلم. رومي الأصل، من موالي قریش، مکي المولد و الوفاة مات رحمه الله في أول عشر ذي الحجة سنة 150 هجري و هو ابن سبعین سنة، قال الذهبي: کان ثبتا لکنه یدلس. الأعلام ص160 ج4 و إکمال تهذیب الکمال ص320 ج8
[140]ـ الأئمة المشهورین بهذا الاسم کثیر و المراد هنا هو محمد بن مسلم بن عبدالله بن شهاب الزهري (58 ـ 124هـ) من بني زهرة بن کلاب من قریش، أبوبکر: أول من دون الحدیث و أحد أکابر الحفاظ و الفقهاء تابعي من أهل المدینة المشار إلیه في فنون علوم الشریعة سمع نفرا من الصحابة روی عنه خلق کثیر منهم قتادة و مالک بن أنس. قال عمر بن عبدالعزیز: لاأعلم أحدا أعلم بسنة ماضیة منه مات لیلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة أربع و عشرین و مائة في شغب آخر حد الحجاز و أول حد فلسطین. الأعلام ص97 ج7 و التاریخ الکبیر ص258 ج2
[141]ـ الأوزاعي (88 ـ 157 هـ = 707 ـ 774 م) عبدالرحمن بن عمرو بن يحمد الأوزاعي، من قبيلة الأوزاع، أبو عمرو. إمام الديار الشامية في الفقه و الزهد، ولد في بعلبك، و نشأ في البقاع، و سكن بيروت و توفي بها. و عرض عليه القضاء فامتنع. قال صالح بن يحيى في (تاريخ بيروت): (كان الأوزاعي عظيم الشأن بالشام، و كان أمره فيهم أعز من أمر السلطان، له كتاب السنن في الفقه، و المسائل و يقدر ما سئل عنه بسبعين ألف مسألة أجاب عليها كلها. وكانت الفتيا تدور بالأندلس على رأيه، إلى زمن الحكم ابن هشام. الأعلام ص320 ج3
[142]ـ أبو عبد الله، محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة البخاري (194ـ256 هـ = 810ـ870 م). حبر الإسلام و الحافظ لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم، صاحب الجامع الصحيح المعروف بصحيح البخاري، ولد یوم الجمعة الثالث عشر من شهر شوال في بخارا و نشأ يتيما و طلب العلم صغیرا سنة 205 و قد حفظ تصانیف بعض الأئمة و هو صغیر و سمع من شیوخ بلده ثم رحل مع أمه و أخیه إلی الحجاز حاجّا سنة 210 و أقام في مدینة المنورة فألف کتابه التاریخ الکبیر و هو مجاور قبر رسول الله صلی الله علیه و سلم و زاد علی هذا الکتاب مرتین في آخر حیاته رحل البخاري إلی شیوخ الحدیث و أئمته في مختلف البلاد فذهب إلی بغداد و البصرة و الکوفة و مکة و المدینة و الشام و حمص و عسقلان و مصر و سمع من نحو ألف شيخ و جمع نحو ست مئة ألف حديث اختار منها في صحيحه ما وثق برواته. و هو أول من وضع في الإسلام كتابا على هذا النحو. خرج إلى خرتنک (من قرى سمرقند) فمات فيها ثلاثین رمضان سنة 256 وكتابه في الحديث أوثق الكتب الستة المعول عليها و قد جمع فیه البخاري 9082 حدیثا بما فیه من مکرر اختارها من ستمأة ألف حدیث فبذل جهدا کبیرا و وقتا طویلا خلال ست عشرة سنة حتی تم تصنیفه و لم یضع فیه حدیثا إلا و صلی رکعتین. قال رحمه الله: جعلته حجة بیني و بین الله سبحانه و تعالی. أصول الحدیث ص205 و الأعلام ص34 ج6
[143]ـ مثاله: ما قال ابن حجر في شرح النخبة ص624: روی البخاری عن قتیبة عن مالک حدیثا فلو رویناه من طریقه أي من طریق البخاري کان بیننا و بین قتیبة ثمانیه، و لو روینا ذلک الحدیث بعینه من طریق أبي العباس السّراج (هو أحد شیوخ البخاري کان مستجاب الدعوة ولادته في سنة 218هـ و مات في سنه 313هـ کان تلمیذ البخاري و قد روی البخاري عنه و مسلم و عاش بعد البخاری 57 سنة) عن قتیبة مثلا لکان بیننا و بین قتیبه فیه سبعة فقد حصلت لنا الموافقة مع البخاري في شیخه بعینه مع علو الإسناد علی الإسناد إلیه.
[144]ـ فقد یوجد إسنادان متساویان في عدد رواتهما و لکنه یحکم بالعلو لأحدهما دون الآخر لتقدم وفیات رواته عن وفیات رواة الأخر و مثال هذا أن من سمع الحدیث من سماک بن الحرب (123هـ) عن عامر الشعبي (103هـ) عن علي بن أبي طالب (40 هـ) جمیعا أعلی نسبیا ممن سمعه من شعبة بن الحجاج (160هـ) عن الأعمش (148هـ) عن عبدالله بن أبي أوفی (87هـ) رضي الله عنهم أجمعین لتقدم ثلاثة الأولین علی الثلاثة الآخرین. أصول الحدیث ص243
[145]ـ و یتأکد ذلک فی حق من اختلط شیخه او خرف. تیسیر مصطلح الحدیث ص 244.
[146]ـ و قد یختار إسناد نازل علی إسناد عال لفائدة فیه کأن یکون فیه زیادة ثقة أو یکون رواته أحفظ أو أفقه أو نحو هذا أو یکون النازل متصلا بالسماع بینما العالی بالإجازة فیفضلون النازل علی العالی لأن السماع مقدم علی الإجازة و قد أکد کثیر من السلف أن جودة الحدیث لیست بقرب الإسناد بل بصحبة الرجال. أصول الحدیث ص243
[147]ـ ثم إن الحکم بالعلو أو بالنزول لایدل علی صحة الإسناد لذلک اهتم العلماء بمعرفة الرواة أکثر من اهتمامهم بعدد رجال السند و کانت غایة المتقدمین من علو الإسناد القرب من الرسول صلی الله علیه و سلم لیقلّ احتمال وقوع الخطأ فیما یروون و یتفاوت العالي و النازل صحة و ضعفا تبعا لحال رواته. أصول الحدیث ص244
[148]ـ أي کل حدیث قَلّتْ رجال إسناده عُرِف عندهم بأنه العالي. شرح الزرقاني ص130
[149]ـ أي ضد ما قَلّتْ رجاله و هو ما کثرت رجاله، فهو النازل عندهم. فالمثال للسند العالي و النازل ما خرجه البخاري في صحیحه بسنده حدّثنا أبو الیمان، أخبرنا شعیب عن الزهري، الحدیث. و حدّثنا إسماعیل، حدّثنا أخي، عن سلیمان، عن محمد ابن أبي عتیق عن ابن شهاب، عن عروة ابن زبیر، أن زینب بنت أبي سلمة، حدثته عن أم حبیبة بنت أبي سفیان، عن زینب بنت جحش «إن رسول الله صلی الله علیه و سلم دخل علیها یوما فزعا یقول «لا اله الّا الله، ویل للعرب من شر قد اقترب فتح الیوم من ردم یأجوج و مأجوج مثل هذه و حلّق بأصبعیه الإبهام و التي تلیها» قالت زینب بنت جحش: فقلت یا رسول الله أفنهلک و فینا الصالحون؟ قال: «نعم، إذا کثر الخبث». المصطلح النافع ص270
[150]ـ الموقوف قد یکون صحیحاً أو حسناً أو ضعیفاً لکن حتی لو ثبتت صحته فهل یجب العمل به؟ و الجواب عن ذلک، أنّ الأصل في الموقوف عدم وجوب العمل به لأنه أقوال و أفعال للصحابة لکنها إن ثبتت فإنها تقوّي بعض الأحادیث الضعیفة لأن حال الصحابة کان هو العمل بالسنة و هذا إذا لم یکن له حکم المرفوع أما إذا کان من الذي له حکم المرفوع فهو حجة یجب العمل به کالمرفوع. تیسیر مصطلح الحدیث ص182
[151]ـ مثال الموقوف القولي: قول الراوي، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «حدّثوا الناس بما یعرفون. أتریدون أن یُکَذَّبَ اللهُ و رسولُه». تیسیر مصطلح الحدیث ص179
[152]ـ مثال الموقوف الفعلي: قول البخاري «و أَمَّ ابن عباس و هو متیمِّمٌ». تیسیر مصطلح الحدیث ص179. محل تسمیته موقوفا حیث کان للرأي فیه مجال فإن لم یکن للرأي فیه مجال فمرفوع. المنهل اللطیف ص77
[153]ـ عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي، أبو حفص (40 ق هـ ،23 هـ = 584 ، 644 م) ثاني الخلفاء الراشدين، و أول من لقب بأمير المؤمنين الصحابي الجليل الشجاع الحازم صاحب الفتوحات يضرب بعدله المثل، كان في الجاهلية من أبطال قريش و أشرافهم و له السفارة فيهم ينافر عنهم و ينذر من أرادوا إنذاره و هو أحد العمرين اللذين كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعو ربه أن يعز الإسلام بأحدهما. أسلم قبل الهجرة بخمس سنين و شهد الوقائع. قال ابن مسعود: ما كنا نقدر أن نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر و قال عكرمة: لم يزل الإسلام في اختفاء حتى أسلم عمر. و بويع بالخلافة يوم وفاة أبي بكر سنة 13 هـ بعهد منه. و في أيامه تم فتح الشام و العراق و افتتحت القدس و المدائن و مصر و الجزيرة حتى قيل: انتصب في مدته اثنا عشر ألف منبر في الإسلام و هو أول من وضع للعرب التاريخ الهجري وكانوا يؤرخون بالوقائع و اتخذ بيت مال المسلمين و أمر ببناء البصرة و الكوفة فبنيتا. توفي شهیدا آخر سنة ثلاث و عشرین من الهجرة و هو ابن ثلاث و ستین سنة. و أما فضائله فحَدِّثْ و لا حرج و یکفی فیه أنه الفاروق لأنه فرّق بین الحق و الباطل و قد کان إسلامه عزّا و إمارته فتحا و عدلا و أمنا طعنه الخبیث أبو لؤلؤة المجوسي بخنجر مسموم و هو (أي سیدنا عمر) یکبر و قیل و هو یقول لهم (أقیموا صفوفکم) في المسجد فقتله. الأعلام ص 46ج5 و درج المعالي شرح بدء الأمالي ص117
[154]ـ علي بن أبي طالب سیف الله الغالب أول من یجثو للخصومة بین یدي الرحمن و هو رابع الخلفاء الراشدین و أحد العشرة المبشرین و ابن عم النبي صلی الله علیه و سلم و صهره ولد في السنة الثانیة و الثلاثین من میلاد رسول الله صلی الله علیه و سلم و أول من أسلم من الصبیان حدّث في کماله و لا حرج. ولّي الخلافة بعد مقتل عثمان رضي الله عنه سنة 35هـ و أقام بالکوفة إلی أن قتله عبدالرحمن بن ملجم المرادي صبیحة الجمعة لسبع عشرة خلت من شهر رمضان سنة أربعین و مات بعد ثلاث من ضربته، صلی علیه الحسن و دفن سحرا و له من العمر ثلاث و ستون سنة. درج المعالي ص116 و المنهل اللطیف ص183
[155]ـ أبوبکر الصدیق و هو عبدالله بن أبي قحافة أفضل الصحابة باتفاق المسلمین رفیق النبی صلی الله علیه و سلم في الغار و أنیسه، ولد بمکة بعد الفیل بسنتین و نحو أربعة أشهر و تولي الخلافة یوم الثلاثاء لثلاثة عشر خلت من ربیع الأول و هو ثاني یوم مات فیه النبی صلی الله علیه و سلم و کانت مدة خلافته سنتین و ثلاثة أشهر و تسع لیال و مات بالمدینة لیلة الثلاثاء بین المغرب و العشاء لثمان بقین من جمادي الآخرة و هو ابن ثلاث و ستین سنة. درج المعالي ص116 و نخبة اللآلي ص78
[156]ـ أي قصرته علیهم فلم تتجاوز به عنهم إلی النبي صلی الله علیه و سلم. شرح الزرقاني ص140 و المنهل اللطیف ص183
[157]ـ أي من فعل للأصحاب و نحو ذلک و خلا عن قرینة الرفع. شرح البیقوني ص140 و في حاشیته: أما لو وجدت فیه قرینة الرفع فهو في حکم المرفوع کما في روایة البخاري «کان ابن عمر و ابن عباس یفطران و یقصران في أربعة برد» فمثل هذا لایقال من قبل الرأي. حاشیة الأجهوري ص 140
[158]ـ سواء اتصل إسناده إلیه أو انقطع. شرح البیقوني ص140
[159]ـ أي عُلِمَ. تکملة للبیت. شرح البیقوني ص140
[160]ـ و اختلفوا في الاحتجاج بالمرسل فذهب مالک و أحمد في المشهور عنهما و أبوحنیفة و أتباعهم من الفقهاء و الأصولیین و المحدثین إلی الاحتجاج به في الأحکام و غیرها و احتج لهم بأن النبي صلی الله علیه و سلم أثنی علی عصر التابعین و شهد له بالخیریة ثم للقرنین بعد قرن الصحابة و بأن تعالیق البخاري المجزومة صحیحة. شرح البیقوني ص144
[161]ـ مثاله: ما أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب البيوع قال «حدثني محمد بن رافع ثنا حُجَيْن ثنا الليث عن عُقَيْل عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه و سلم نهى عن المُزَابَنَةِ» فسعيد بن المسيب تابعي كبير، روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه و سلم بدون أن يذكر الواسطة بينه و بين النبي صلى الله عليه و سلم فقد أسقط من إسناد هذا الحديث آخِرَهُ و هو مَنْ بعد التابعي، و أقل هذا السقط أن يكون قد سقط الصحابي و يحتمل أن يكون قد سقط معه غيره كتابعي مثلا. تیسیر مصطلح الحدیث ص103، مثال آخر: عن زید بن أسلم عن عطاء بن یسار أن رسول الله صلی الله علیه و سلم قال «إن شدة الحر من فیح جهنم» الحدیث. فعطاء و هو تابعي قد رفع الحدیث إلی رسول الله صلی الله علیه و سلم. المنهل اللطیف ص107
[162]ـ سمی بذلک لانفراد راویه عن غیره کالغریب الذی شأنه الانفراد عن وطنه. شرح الزرقانی ص150
[163]ـ إن الغرابة تجامع الصحة و الضعف فالغریب الصحیح کأفراد الصحیح و هي کثیرة منها حدیث مالک عن سمي عن أبي صالح عن أبي هریرة مرفوعا: «السفر قطعة من العذاب» و الغریب الذي لیس بصحیح هو الغالب علی الغریب و من ثم کره جمع من الأئمة تتبعها فقد قال مالک شر العلم الغریب. شرح الزرقاني ص150
[164]ـ فائدة: انفراد الصحابي بحدیث عن النبي صلی الله علیه و سلم لایخرجه عن الشهرة إلی الغربة، إذ الانفراد في الصحابة یعادل التعدد في غیرهم بل یکون أرجح. المنهل اللطیف ص 88. مثاله حدیث: إنما الأعمال بالنیات تفرد به عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا و قد یستمر التفرد إلی آخر السند و قد یرویه عن ذلک المتفرد عدد من الرواة. تیسیر مصطلح الحدیث ص50
[165]ـ منفردا بروایته عن کل أحد، إما بجمیع الحدیث کحدیث النهي عن بیع الولاء و هبته فإنه لم یصح إلا من حدیث عبدالله بن دینار عن ابن عمر أو ببعضه کحدیث زکاة الفطر حیث قیل: إن مالکا انفرد عن سائر رواته بقوله: «من المسلمین» أو ببعض السند. شرح الزرقاني ص150
[166]ـ و حکمه: المنقطع ضعیف بالاتفاق بین العلماء و ذلک للجهل بحال الراوي المحذوف. عبدالباري ص98، و قال في أصول الحدیث ص224: و المنقطع مردود لایحتج به للجهل بحال المحذوف منه فإذا جاء من وجه آخر متصلا و تبینت ثقة الراوي المحذوف أو المبهم قُبِل.
[167]ـ و مثاله ما رواه أبو العلاء بن الشخیر عن رجلین عن شداد بن أوس عن الرسول صلی الله تعالی علیه و سلم: «اللهم إني أسألک الثبات في الأمر».
[168]ـ مثاله ما رواه عبدالرزاق عن الثوري عن أبي إسحاق عن زید بن یثیع عن حذیفة مرفوعا «إن ولیتموها أبا بکر فَقَوِيٌّ أمین» في إسناده انقطاع في موضعین أحدهما: أن عبدالرزاق لم یسمعه من الثوري و إنما سمعه من النعمان بن أبي شیبة الجندي عن الثوري و الثاني: أن الثوري لم یسمعه من أبي إسحاق و إنما رواه عن شریک عنه. أصول الحدیث ص224 و تیسیر مصطلح الحدیث مع تعلیقه ص110
[169]ـ لفظ کل مبتدأ مضاف إلی «ما» أي کل حدیث و جملة «لم یتصل» صفة لما و الباء في «بحال» بمعنی «في» و لفظ «إسناده» فاعل «یتصل»، بمعنی سنده و «منقطع» خبر المبتدأ و الأوصال المفاصل کما في المختار قال الحموي و لفظة «الأوصال» حشو ذکره تتمیماً للبیت. شرح الزرقاني ص152
[170]ـ و المعضل حدیث ضعیف و هو أسوَأ حالا من المرسل و المنقطع، لکثرة المحذوفین من الإسناد و هذا الحکم علی المعضل باتفاق بین العلماء. عبدالباري ص96 و تیسیر مصطلح الحدیث ص108
[171]ـ فلو سقط واحد من موضع و آخر من موضع آخر من السند لم یکن معضلا بل منقطعاً. ظفر الأماني في مختصر الجرجاني ص362
[172]ـ مثاله ما رواه الإمام مالک في الموطأ أنه قال: بلغني عن أبي هریرة رضي الله عنه أن رسول الله صلی الله علیه و سلم قال: «للمملوک طعامه و کسوته بالمعروف و لایکلف من العمل إلّا ما یطیق» فإن مالکا وصله خارج الموطأ عن محمد بن عجلان عن أبیه عن أبي هریرة رضي الله تعالی عنه فعرفنا بذلک سقوط الاثنین فیکون لذلک معضلا.
و مثال آخر ما رواه الإمام الدارمي أخبرنا إبراهیم بن موسی، ثنا ابن مبارک عن سعید بن أبي أیوب عن عبیدالله بن أبي جعفر قال رسول الله صلی الله علیه و سلم «أجرؤکم علی الفتیا أجرؤکم علی النار»، هذا الحدیث معضل لأن عبیدالله بن أبي جعفر من أتباع التابعین توفي رحمه الله سنة 136 هـ ق و قد سقط بینه و بین النبي صلی الله علیه و سلم اثنان أعني، تابعیاً و صحابیاً. المصطلح النافع ص 144
[173]ـ لغة مأخوذ من الدلس و هو اختلاط الظلام بالنور. القواعد الأساسیة ص35، و ذا اسم مفعول من التدلیس و هو في اللغة: کتمان عیب السلعة عن المشتري و اصطلاحا: إخفاء عیب في الإسناد و تحسین لظاهره. تیسیر مصطلح الحدیث ص111
[174]ـ کأن یقول: قال فلان، و عن فلان، و إن فلانا فعل کذا و کذا و نحو هذا. أصول الحدیث. مثاله ما خرجه الحاکم بسنده الی علي بن خشرم قال: قال لنا ابن عیینه عن الزهري فقیل له سمعته من الزهري؟ فقال: لا و لا ممن سمعه من الزهري، حدثني عبدالرزاق عن معمر عن الزهري ففي هذا المثال أسقط ابن عیینه اثنین بینه و بین الزهري. تیسیر مصطلح الحدیث ص113
[175]ـ فإن لم یکن عاصره فلیس الروایة عنه بذلک تدلیسا علی المشهور. منهج ذوي النظر ص71
[176]ـ ذم التدلیس بقسمیه أکثر الفقهاء و هو مکروه جدا و الثاني أمره أخف من الأول و ممن بالغ في ذمه شعبة بن الحجاج فروی الشافعي عنه أنه قال: التدلیس أخو الکذب و قال لَأن أزنيَ أحب إلَيّ من أن أدلس قال ابن الصلاح: هذا من شعبة إفراط محمول علی المبالغة في الزجر عنه و التنفیر. و یثبت التدلیس بمرة واحدة صدرت من فاعله کما جزم به الشافعي إذ قال: من عرف بالتدلیس مرة لایقبل منه ما یقبل من أهل النصیحة في الصدق حتی یقول حدثني أو سمعت. شرح الزرقاني ص166
[177]ـ لأجل أن تصعب علی غیره الطریق إما لأجل أن الشیخ ضعیف أو أن التلمیذ یرید أن یظهر بأنه کثیر الشیوخ أو أن الشیخ أصغر منه في السن و غیر ذلک. القواعد الأساسیة ص36
[178]ـ مثاله ما روي لنا عن أبي بکر بن مجاهد الإمام المقرئ أنه روي عن أبی بکر عبدالله بن أبي داود السجستاني (صاحب السنن) فقال حدثنا عبدالله بن أبي عبدالله (فأبوداود اشتهر بکنیته هذه لا بابن أبي عبدالله) و روي عن أبي بکر محمد بن الحسن النقاش المفسر المقرئ فقال حدثنا محمد بن سند نسبه إلی جد له. و الله أعلم. ابن صلاح ص54 و أصول الحدیث ص226
[179]ـ و قد زاد العراقي لفظة «فصاعدا» و معناه اثنان أو أکثر في الموضع الواحد من أي موضع کان. کما في شرح البیقوني. قلت و لم یفرق البیقوني ص154 بین أن یسقط ذلک من موضعین أو من موضع واحد و المراد هو سقوطهما من موضع واحد کما صرح به أستاذي العلامة حفظه الله تعالی من البلایا و وقایع الدهر بقوله بشرط التوالي و أما إذا سقط راو من موضع ثم راو من موضع آخر فهو منقطع في موضعین.
[180]ـ و یعرف التدلیس بأحد أمرین 1ـ إخبار المدلس نفسه إذا سئل مثلا کما جری لابن عیینه 2ـ نص إمام من أئمة هذا الشأن بناء علی معرفته ذلک من البحث و التتبع. تیسیر مصطلح الحدیث ص118
[181]ـ للشیخ الذي حدثه من الثقات لصغره أو لکونه من الضعفاء و لو عند غیره فقط. شرح الزرقاني ص158
[182]ـ کشیخ شیخه أو مَن فوقه ممن عُرف له منه سماع بلفظ لایقتضي اتصالا لئلا یکون کذبا بل موهِم له کقوله بـ (عن فلان). شرح الزرقاني ص158
[183]ـ بتشدید النون المسکنة للوقف. أما لو أتی بحدثنا مما یقتضي بالاتصال فإنه یکون کذبا. شرح الزرقاني و حاشیة الأجهوري ص159
[184]ـ بحذف الیاء للضرورة.
[185]ـ لکن یصف أوصافه بشيء لایشتهر بذلک الشيء بأنه یصفه بغیر ما اشتهر به من اسم أو کنیة أو لقب أو نسبة إلی قبیلة أو بلدة أو صنعة أو نحوها کي یوعرَ معرفة الطریق علی السامع منه. شرح الزرقاني ص164
[186]ـ و حکمه: الشاذ مردود لایحتج به و إنما الحجة بمقابله و هو المحفوظ إذا لم یمکن الجمع بینهما فإذا أمکن فهما مقبولان و تفرد العدل الضابط بالحدیث مقبول أیضا. المنهل اللطیف ص120
[187]ـ مثال الشذوذ في السند ما رواه الترمذي و النسائي و ابن ماجه من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عوسجة عن ابن عباس أن رجلا توفي على عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم و لم يدع وارثا إلّا مولى هو أعتقه (الحديث) فإن حماد بن زيد رواه عن عمرو مرسلا بدون ابن عباس لكن قد تابع ابن عيينة على وصله ابن جريج و غيره و لذا قال أبو حاتم المحفوظ حديث ابن عيينة هذا مع كون حماد من أهل العدالة و الضبط و لكنه رجّح رواية من هم أكثر عددا منه و مثاله في المتن زيادة «يوم عرفة» في حديث «أيام التشريق أيام أكل و شرب» فإن الحديث من جميع طرقه بدونها و إنما جاء بها موسى بن علي بن رباح عن أبيه عن عقبة بن عامر كما أشار إليه ابن عبد البر قال الأثرم و الأحاديث إذا كثرت كانت أثبت من الواحد الشاذ. فتح المغیث بشرح ألفیة الحدیث ص245
[188]ـ و هو من أقسام الضعیف و حکمه إن کان القلب بقصد الإغراب فلا شک في أنه لایجوز، لأن فیه تغییرا للحدیث و هذا من عمل الوضّاعین. و إن کان بقصد الامتحان فهو جائز للتثبت من حفظ المحدث و أهلیته و هذا بشرط أن یبین قبل انفضاض المجلس و إن کان عن خطأ و سهو فلا شک أن فاعله معذور في خطئه لکن إذا کثر ذلک منه فإنه یخل بضبطه و یجعله ضعیفا. تیسیر مصطلح الحدیث ص151
[189]ـ مقلوب المتن و هو ما وقع الإبدال في متنه کحدیث أبي هریرة: «و رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتی لاتعلم یمینه ما تنفق شماله» فهذا مما انقلب علی بعض الرواة و إنما هو «حتی لا تعلم شماله ما تنفق یمینه». المنظومة البیقونیة و منثوراتها ص24
[190]ـ مقلوب السند و هو ما وقع الإبدال في سنده بأن یقدم الراوي و یؤخر في اسم أحد الرواة و اسم أبیه کحدیثٍ مرویٍ عن «کعب بن مرة» فیرویه الراوي عن «مرة بن کعب». المنظومة البیقونیة و منثوراتها ص24. و مثل حدیث رواه الحاکم عن طریق محمد بن عبدالعزیز الراسبي عن أبي بکر بن عبیدالله عن أنس قال: قال رسول الله صلی الله علیه و سلم «من عال جاریتین حتی تدرکا دخلت الجنة أنا و هو کهاتين ـ و أشار بأصبعه السبابة و الوسطی ـ و بابان معجلان عقوبتهما في الدنیا البغي و العقوق» روی هذا الحدیث الإمام مسلم عن طریق محمد بن عبدالعزیز عن عبیدالله بن أبي بکر عن انس بن مالک. کما یشاهد تغیر في سند الحاکم اسم الراوی و الصحیح أن اسمه کما رواه الإمام مسلم «عبیدالله بن أبي بکر» لا «ابوبکر بن عبیدالله» کما وقع في روایة الحاکم.
[191]ـ «ما» اسم شرط جازم عبارة عن الحدیث و «یخالف» بالجزم فعل الشرط و جوابه «فالشاذ» و فاعل «یخالف» «ثقة» و «به» متعلق بـ«یخالف» و مفعوله «الملا» أي الجماعة الثقات فیما رووه و تعذر الجمع بینهما و المراد بالجماعة ما فوق الواحد و الملأ هم الأشراف و لا شک أن الشرف في کل شيء بحسبه فالأشراف في هذا الفن حفاظه. شرح الزرقاني و حاشیة الأجهوري ص166
[192]ـ أي تبع الشاذ في النظم.
[193]ـ مثاله حديث رواه عمرو بن خالد الحراني عن حماد النصيبي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا «إذا لقيتم المشركين في طريق فلاتبدؤوهم بالسلام» الحديث فهذا حديث مقلوب قلبه حماد فجعله عن الأعمش فإنما هو معروف بسهيل بن أبي صالح عن أبيه هكذا أخرجه مسلم من رواية شعبة و الثوري و جرير بن عبدالحميد و عبدالعزيز الدراوردي كلهم عن سهيل قال و لهذا كره أهل الحديث تتبع الغرائب فإنه قلما يصح منها. تدریب الراوي ص149
[194]ـ اللام بمعنی «إلی» أي تحويل السند إلی متن آخر. شرح الزرقاني ص174
[195]ـ مثاله: روی رجل حدیثا من طریق زید عن عمرو عن خالد و حدیثا آخر من طریق بکر عن سعد عن حاتم، فجعل الإسناد الثاني للحدیث الأول، و جعل الإسناد الأول للحدیث الثاني فهذا یسمی قلب إسناد المتن و الغالب أنه یقع عمدا للاختبار، أي لأجل أن یختبر المحدِّث کما صنع أهل بغداد مع البخاري و ذلک لما علمو أنه قادم علیهم، اجتمعوا من العراق و ما حوله و قالوا: نرید أن نختبر هذا الرجل، فوضعوا له مائة حدیث و وضعوا لکل حدیث إسنادا غیر إسناده و قلبوا الأسانید لیختبروا البخاري رحمه الله و قالوا: کل واحد منکم عنده عشرة أحادیث یسأله عنها و وضعوا عشرة رجال حفاظ أقویاء، فلما جاء البخاري رحمه الله و اجتمع الناس، بدأوا یسوقون الأسانید کلها حتی انتهوا منها و کانوا کلما ساقوا إسنادا و معه المتن قال البخاري: لاأعرفه، حتی أتموا کلها، فالعامة من الناس قالوا: هذا الرجل لایعرف شیئا، یعرض علیه مائة حدیث و هو یقول: لاأعرفه، یعنی لاأعرف هذا السند لهذا الحدیث، ثم قام رحمه الله بعد ذلک و ساق کل حدیث بإسناده الصحیح حتی انتهی من المائة کلها، فعرفوا أن الرجل آیة من آیات الله في الحفظ، فأقرّوا و أذعنوا. شرح المنظومة البیقونیة صفحه 176
[196]ـ حکمه إما الصحة إن بلغ الضبط التام أو الحسن إن قارب الضبط التام أو الشذوذ إن بعد الضبط. مثالها علی الترتیب حدیث إنّ النبی صلی الله علیه و سلم «نهى عن بيعِ الوَلاءِ و هِبَتِهِ» فإنه لم يصح إلا من رواية عبدالله بن دینار (تابعي) عن ابن عمر أنه في الصحیحین و حدیث إسرائیل عن یوسف بن أبي بردة عن أبیه عن عائشة قالت «کان رسول الله صلی علیه و سلم إذا خرج من الخلاء قال غفرانک» فقد قال فیه الترمذي حسن غریب لانعرفه إلا من حدیث إسرائیل عن یوسف عن أبي بردة و حدیث «کلوا البلح بالتمر» الحدیث فقد قال الحاکم هو من أفراد البصریین عن المدنیین تفرد به أبوزکیر عن هشام بن عروة فجعله من أفراد البصریین و أراد واحدا منهم و حدیث أبي زکیر لم یبلغ درجة الصحة و لا الحسن فهو شاذ. حاشیة الأجهوري ص179
[197]ـ کقولک في حديث أنَّ النبيَّ صلى الله عليه و سلم كان يقرأُ في الأضحى و الفطرِ بِقَافْ و اقتربتِ الساعةُ. رواه مسلمُ و أصحابُ السنَنِ من روايةِ ضَمْرةَ بنِ سعيدٍ المازنيِّ عن عُبيدِ اللهِ بنِ عبدِ اللهِ عن أبي واقدٍ اللَّيثيِّ عن النبيِّ صلى الله عليه و سلم و هذا الحديثُ لم يروِهِ أحدٌ من الثقاتِ إلا ضَمْرَةَ. کما في شرح الزرقاني ص179
[198]ـ قال الحموي: أي جماعة أي أهل بلدة مخصوصة اه و البلد المخصوص کمکة و المدینة و البصرة و الکوفة و الشام فیقال مثلا تفرد به الشامیون. حاشیة الأجهوري ص180
[199]ـ مثل، تفرد الإمام مالک عن الزهري مثلا. و في الکواکب الدریة: أي لم یرو هذا الإسناد بتمامه إلی آخره إلا هذا الراوي و عنه انتشر، کما قلنا في روایة یحیی بن سعید في حدیث «إنما الأعمال بالنیات» تفرد به و عنه انتشر إذا هذا فرد فتقول: تفرد به یحیی بن سعید.
[200]ـ و هو من أنواع الضعیف.
[201]ـ کالتعلیل بکذب الراوي أو غفلته أو سوء حفظه أو نحو ذلک فیؤخذ من تعریفه أن العلة عند علماء الحدیث لابدّ أن یتحقق فیها شرطان و هما 1ـ الغموض و الخفا 2ـ و القدح في صحة الحدیث، فإن اختلّ واحد منهما کأن تکون العلة ظاهرة أو غیر قادحة فلاتسمی عندئذ علة اصطلاحا.
[202]ـ (الباع) مسافة ما بین الکفین إذا انبسطت الذراعان یمیناً و شمالاً و یقال فلان طویل الباع: طویل الجسم و طویل الباع في کذا: بلغ الغایة فیه. المعجم الوسیط ص76 ج1
[203]ـ خفا عطف تفسیر لغموض و «أو» بمعنی الواو لان العطف التفسیري لا یکون بـ«أو». حاشیة الأجهوري ص184
[204]ـ أي المحدثین کالترمذي و ابن عدي و الدار قطني و أبي یعلی و الخلیلي و الحاکم و غیرهم. حاشیة الأجهوري ص184
[205]ـ أي تختلف.
[206]ـ ينقسم المضطرب بحسب موقع الاضطراب فيه إلى قسمين مضطرب السند و مضطرب المتن، و وقوع الاضطراب في السند أكثر. مضطرب السند و مثاله حديث أبي بكر رضي الله عنه أنه قال «يا رسول الله أَرَاكَ شِبْتَ، قال: شَيَّبَتْني هٌوْدٌ وأخواتها». قال الدار قطني: هذا مضطرب فإنه لم يُرْوَ إلا من طريق أبي اسحق و قد اخْتُلِفَ عليه فيه على نحو عشرة أوجه، فمنهم من رواه مرسَلا و منهم من رواه موصولاً و منهم من جعله من مسند أبي بكر و منهم من جعله من مسند سعد و منهم من جعله من مسند عائشة و غير ذلك و رواته ثقات لايمكن ترجيح بعضهم على بعض و الجمع متعذر. مضطرب المتن و مثاله ما رواه الترمذي عن شَرِيك عن أبي حمزة عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت: سئل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الزكاة فقال «إن في المال لَحَقًّا سِوَى الزكاة» و رواه ابن ماجة من هذا الوجه بلفظ «ليس في المال حق سوى الزكاة» قال العراقي: فهذا اضطراب لا يحتمل التأويل. تیسیر مصطلح الحدیث ص156
[207]ـ بکون راویها أحفظ أو أکثر صحبة للمروي عنه أو غیر ذلک من وجوه الترجیح فلایکون الحدیث مضطربا و الحکم للوجه الراجح واجب إذ لا أثر للمرجوح کما إذا أمکن الجمع بحیث یمکن أن یعبر المتکلم بألفاظ عن معنی واحد و إن لم یترجح شيء فلا اضطراب و الاضطراب موجب لضعف الحدیث المضطرب بعدم ضبط راویه أو رواته.
[208]ـ «ذو» بمعنی صاحب أي و حدیث صاحب اختلافِ سندٍ اه و إضافة «اختلاف» إلی «سند» علی معنی «في» أي في سند. شرح الزرقاني ص192
[209]ـ حکمه قد یکون صحیحاً أو حسناً أو ضعیفاً. القواعد الأساسیة.
[210]ـ و لایجوز تعمد الإدراج في متن أو سند لتضمنه عزو القول لغیر قائله کما قال بن علوی في المنهل اللطیف ص137 یحرم الإدراج لغیر تفسیر لفظ غریب و تعمّدُه یسقط العدالة و أما الإدراج لتفسیر غریب فقال شیخ الإسلام یسامح فیه و لهذا فعله الزهري و غیره من الأئمة انتهی و نحوه للسیوطی في ألفیته: «وکل ذا، مُحَرَّمٌ و قادح * و عندي التفسیر قد یسامح». شرح الزرقاني ص202
[211]ـ دواعي المدرجات کثیرة منها تفسیر بعض الألفاظ الغریبة في الحدیث النبوي و منها تبیان حکم شرعي یمهد له الراوي بقول النبي صلی الله علیه و سلم و یکون ذلک من إدراج أول المتن و منها استنباط حکم من حدیث النبي و ذلک یکون من الإدراج في وسط المتن أو في آخره و هذا جمیعا من الدواعي التي لایعجزنا تبریرها للراوي و لو وقعت منه علی عمد و لذلک کان الزهري و غیره من الأئمة لایرون بأسا بالإدراج لتفسیر الغریب و نحوه مما ذکرنا أما تعمد الإدراج لغیر هذه الدواعي فهو حرام بإجماع أهل الحدیث و الفقه. علوم حدیث و اصطلاحات آن لصبحي صالح ص186
[212] ـ المدرج قسمان، مٌدْرَج الإسناد، و مٌدْرَج المتن. مدرج الإسناد، تعريفه: هو ما غُيِّر سياق إسناده. من صوره: أن يسوق الراوي الإسنادَ فيعرض له عارض فيقول كلاماً من قبل نفسه فيظن بعضُ من سمعه أن ذلك الكلام هو متن ذلك الإسناد فيرويه عنه كذلك فیتغیّر سیاق الاسناد. مثاله: قصة ثابت بن موسى الزاهد في روايته « من كثرت صلاته بالليل حَسُنَ وجهه بالنهار» و أصل القصة أن ثابت بن موسى دخل على شريك بن عبدالله القاضي و هو يُمْلِي و يقول: «حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم …. » و سكت ليكتب المُسْتَمْلِي فلما نظر إلى ثابت قال: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار، و قصد بذلك ثابتاً لزهده و ورعه، فظن ثابت أنه متن ذلك الإسناد، فكان يحدث به. مدرج المتن، تعريفه: ما اُدْخِلَ في متنه ما ليس منه بلا فَصْل. أقسامه ثلاثة و هي 1ـ أن يكون الإدراج في أول الحديث و هو قليل، لكنه أكثر من وقوعه في وسطه 2ـ أن يكون الإدراج في وسط الحديث و هو أقل من الأول 3ـ أن يكون الإدراج في آخر الحديث و هو الغالب. أمثلة له: مثال لوقوع الإدراج في أول الحديث: و سببه أن الراوي يقول كلاماً يريد أن يستدل عليه بالحديث فيأتي به بلا فصل، فيتوهم السامع أن الكل حديث مثل ما رواه الخطيب من رواية أبي قَطَن و شَبَابَةَ فَرَوَیَا عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: «أَسْبِغوا الوضوء، ويل للأعقاب من النار» فقوله: «أسبغوا الوضوء» مُدْرَج من كلام أبي هريرة كما بُيِّنَ في رواية البخاري عن آدم عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال: أسبغوا الوضوء، فإن أبا القاسم صلى الله عليه و سلم قال: «ويل للأعقاب من النار». قال الخطيب: وهم أبو قَطَنٍ و شَبَابَةٌ في روايتهما له عن شعبة على ما سقناه و قد رواه الجَمٌّ الغَفير عنه كرواية آدم. مثال لوقوع الإدراج في وسط الحديث: حديث عائشة في بدء الوحي «كان النبي صلى الله عليه و سلم يَتَحَنَّثُ في غار حراء ـ و هو التَعَبُّدُ ـ الليالي ذوات العدد» فقوله: «و هو التعبد» مدرج من كلام الزهري. مثال لوقوع الإدراج في آخر الحديث: حديث أبي هريرة مرفوعاً «للعبد المملوك أجران، و الذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله و الحج و بِرُّ أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوک» فقوله «و الذي نفسي بيده …. الخ» من كلام أبي هريرة، لأنه يستحيل أن يصدر ذلك منه صلى الله عليه و سلم لأنه لا يمكن أن يتمنى الرِّقَّ و لأن أمه لم تكن موجودة حتى يَبَرَّها. تیسیر مصطلح الحدیث ص147
[213]ـ اسم مفعول من التَدبِیج بمعنی التزیین و التدبیج مشتق من دیباجتي الوجه أي الخدّین و کان المدبج سمي بذلک لتساوي حال الراوي و المروي عنه کما یتساوی الخدان و حکمه قد یکون صحیحاً أو حسناً أو ضعیفاً. تیسیر مصطلح حدیث ص254 و القواعد الأساسیة ص41
[214]ـ القرین هو المساوي في السنّ و الأخذ عن الشیوخ. المنهل اللطیف ص143
[215]ـ أي افتخر أنت بمعرفته. حاشیة الأجهوري ص 204
[216]ـ هي أم المؤمنین عائشة بنت أبي بکر الصدیق عبدالله بن عثمان من قریش أفقه نساء المسلمین و أعلمهن بالدین و الأدب و أمها أم رومان بنت عامر بن عویمر الکنانیة ولدت رضي الله تعالی عنها بعد المبعث بأربع سنین أو خمس خطبها النبي صلی الله علیه و سلم و تزوجها بمکة في شوال سنة عشر من النبوة و قبل الهجرة بثلاث سنین و أعرس بها بالمدینة في شوال سنة اثنتین من الهجرة علی رأس ثماني عشر شهرا و لها تسع سنین و بقیت معه تسع سنین و مات عنها و لها ثماني عشر سنة. قالت عائشة فضّلت بعشر … فذکرت مجيء جبریل بصورتها، قالت و لم ینکح بکرا غیري و لا امرأة أبواها مهاجران غیري و أنزل الله برائتي من السماء و کان ینزل علیه الوحي و هو معي و کنت أغتسل أنا و هو من إناء واحد و کان یصلي و أنا معترضة بین یدیه و قبض بین شجري و نحري في بیتي و في لیلتي و دفن في بیتي. ماتت بالمدینة سنة سبع و خمسین لیلة الثلاثاء لسبع عشرة خلت من رمضان و أمرت أن تدفن لیلاً فدفنت بالبقیع و صلی علیها أبوهریرة رضي الله عنه و نزلت قبرها خمسة من أولاد أخیها محمد و أختها أسماء. روي لها ألف حدیث و عشرة اتفق البخاري و مسلم علی مأة و أربعة و سبعین و انفرد البخاري بأربعة و سبعین و مسلم بثمانیة و ستین. الإصابة ص190 ج7 ـ الأعلام ص240 ج3 ـ نخبة اللآلي ص85 ـ المنهل اللطیف ص214
[217]ـ هو عبدالرحمن بن صخر الدوسي (21 ق هـ ـ 59 هـ) الملقب بأبي هریرة الصحابي المحبوب أکثر الصحابة حفظا للحدیث و روایة له، نشأ یتیما ضعیفاً في الجاهلیة و قدم المدینة و رسول الله صلی الله علیه و سلم بخیبر فأسلم سنة 7 هـ و سکن صفة مسجد الرسول صلی الله علیه و سلم ثم لازمه الملازمة التامة و کان أحفظ الصحابة ببرکة دعاء النبي صلی الله علیه و سلم له بذلک و شهد له النبي صلی الله علیه و سلم أنه حریص علی العلم و الحدیث، ولّي إمرة المدینة مدة و لما صارت الخلافة إلی عمر استعمله علی البحرین ثم رآه لین العریکة مشغولا بالعبادة فعزله و أراده بعد زمن علی العمل فأبی و کان أکثر مقامه في المدینة و اختلف في سنة وفاته، قال هشام سنة 57 هـ و قال ابن عدي سنة 58 هـ و قال الواقدي سنة 59 هـ و روي له في کتب الحدیث 5374 حدیثا. الأعلام ص308 ج3 ـ الإصابة ص283 ج6 ـ المنهل اللطیف ص198
[218]ـ عمر بن عبدالعزیز بن مروان بن الحکم الأموي القرشي أبو حفص (61هـ ـ 101هـ) الخلیفة الصالح و الملک العادل و ربما قیل له خامس الخلفاء الراشدین تشبیها له بهم و هو من ملوک الدولة المروانیة الأمویة بالشام ولد و نشأ بالمدینة و کان أبیض جمیلا نحیف الجسم حسن اللحیة بجبهته أثر حافر فرس شجه و هو صغیر فلذا کان یقال أشج بني أمیة. یذکر في التورات أشج بني أمیة تقتله خشیة الله. حفظ القرآن في صغره و بعثه أبوه من مصر إلی المدینة فتفقه بها حتی بلغ رتبة الاجتهاد. جده لأمه عاصم بن عمر بن الخطاب و ذلک أن عمر خرج طائفا ذات لیلة فسمع امرأة تقول لبنیة لها: اخلطی الماء في اللبن فقالت البنیة: أما سمعت منادي عمر بالأمس ینهی عنه؟ فقالت إن عمر لایدري عنک فقالت البنیة و الله ما کنت لأطیعه علانیة و أعصیه سرا فأعجب عمر عقلها فزوجها ابنه عاصم فهي جدة عمر بن عبدالعزیز. ولّي الخلافة بعهد من سلیمان بن عبدالملک سنة تسع و تسعین فبویع في مسجد دمشق و سکن الناس في أیامه و مات سنة إحدی و مائة في رجب (بدیر سمعان) من أرض حمص و کانت مدة ولایته سنتین و خمسة أشهر و أیاما و له من العمر أربعون سنة. الأعلام ص50 ج5 ـ شذرات الذهب ص7 ج2
[219]ـ مثال المدبج في صحیح مسلم عن عقیل بن خالد عن ابن شهاب (الزهري)، عن عمر بن عبدالعزیز عن عبدالله بن إبراهیم ابن قارظ و عن المسیب، أنهما حدثاه أن أباهریرة، قال: سمعت رسول الله صلی الله علیه و سلم یقول «إذا قلت لصاحبک: “أنصت” یوم الجمعة و الإمام یخطب، فقد لغوت» و روی أبونعیم في الحلیة بسنده عن عباد بن کثیر عن عمر عن الزهري عن أنس ابن مالک، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و سلم «إن لکل دین خُلُقا و إن خلق الإسلام الحیاء».
[220]ـ فهو مالک بن أنس بن مالک الاصبحي الحمیري أبو عبدالله إمام دار الهجرة و أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة و إلیه تنسب المالکیة کان صلبا في دینه بعیدا عن الأمراء و الملوک. ذکر الیافعي في طبقات الفقهاء أنه ولد سنة أربع و تسعین و ذکر ابن خلکان و غیره أنه ولد سنة خمس و تسعین و ذکر المزي في تهذیب الکمال وفاته سنة تسع و سبعین و مائة، رابع عشرة من ربیع الأول و کان دفنه بالبقیع و قبره یزار و یتبرک به کان مالک إذا ذکر النبي صلی الله علیه و سلم یتغیر لونه و ینحني فقیل له في ذلک فقال: لو رأیتم ما رأیت لما أنکرتم و ذکر ابن خلکان کان مالک لایرکب في المدینة مع ضعفه و کبر سنه و یقول لاأرکب في مدینة فیها جثة رسول الله صلی الله علیه و سلم مدفونة. التعلیق الممجد ص14 ـ الأعلام ص257ج5
[221]ـ أحمد بن محمد بن حنبل أبو عبدالله الشیباني الوائلي، إمام المذهب الحنبلي و أحد الأئمة الأربعة اشتهر بعلمه الغزیر و حفظه القوي ولد سنة 164هـ في بغداد و نشأ یتیما و منکبّا علی طلب العلم و سافر في سبیله أسفارا کبیرة إلی الکوفة و البصرة و مکة و… و کان أسمر اللون حسن الوجه طویل القامة یلبس الأبیض و یخضب رأسه و لحیته بالحناء و في أیامه دعا المأمون إلی القول بخلق القرآن و مات قبل أن یناظر ابن حنبل و تولی المعتصم فسجن ابن حنبل ثمانیة و عشرین شهرا لامتناعه عن القول بخلق القرآن و أطلق سنة 220هـ و لم یصبه شرّ في زمن الواثق بالله (بعد المتعصم) و لما توفي الواثق و ولي أخوه المتوکل ابن المعتصم أکرم الإمام ابن حنبل و قدمه و مکث مدة لایولی أحدا إلا بمشورته و في شهر ربیع الأول سنة 241هـ مرض ثم مات و کان عمره سبعا و سبعین سنة و قد أثنی علیه کثیر من العلماء منهم الإمام الشافعي بقوله «خرجت من بغداد و ما خلفت بها أحدا أورع و لا أتقی و لا أفقه من أحمد ابن حنبل». الأعلام ص203 ج1
[222]ـ علي بن عبدالله بن جعفر السعدي بالولاء المدیني البصري أبوالحسن، محدث، مورخ کان حافظ عصره له نحوه مأتي مصنف و کان أعلم من الإمام أحمد باختلاف الحدیث ولد بالبصرة عام 161هـ و نشأ بها لذا یلقب بالبصري توفي سنة 234هـ بسامراء و هو من أکابر شیوخ البخاري و من المتخصصین في علم الحدیث النبوي. الأعلام ص303 ج4
[223]ـ نتيجة معرفة هذا النوع و ثمرته الأمن من اللُّبْس فربما يظن الأشخاص شخصاً واحداً كما وقع بجماعة من الأكابر هذا الوهم و ربما يكون أحد المشتركين ثقة و الآخر ضعيفاً، فيُضَعِّف ما هو صحيح أو يُصَحِّح ما هو ضعيف. شرح علي القاري علی نخبة الفکر ص695. قال ابن الصلاح في مقدمته ص218: و زَلَقَ بسببه غَيْرُ واحد من الأكابر و لم يَزَلْ الاشتراكُ من مَظَانِّ الغلط في كُلِّ علمٍ.
[224]ـ أخذ الأستاذ هذه العبارة من «توضیح الأفکار لمعاني تنقیح الأنظار» و لکن فیما اطلعته من الکتب، «أنس بن مالک» و نترجمه وفق ما اطلعنا.
[225]ـ منهم اثنان من صحابة رسول الله صلی الله علیه و سلم.
[226]ـ هو أنس بن مالک بن النضر أبوحمزة الخزرجي النجاري الأنصاري المدني (10 ق هـ ـ 93هـ) خادم النبي صلی الله علیه و سلم أمه أم سلیم بنت ملحان و کان أنس یقول: قدم رسول الله صلی الله علیه و سلم المدینة و أنا ابن عشر سنین و مات و أنا ابن عشرین و کن أمهاتي یحثثننی علی خدمة رسول الله صلی الله علیه و سلم فصحب أنس رسول الله صلی الله علیه و سلم أتمّ الصحبة و لازمه أکمل الملازمة منذ هاجر إلی أن مات و غزا معه غیر مرة و بایع تحت الشجرة لم یعدّه أصحاب المغازي في البدریین لکونه حضرها صبیا ما قاتل بل بقي في رحال الجیش فهذا وجه الجمع. قال أبوهریرة ما رأیت أحدا أشبه بصلاة رسول الله من ابن أم سلیم. قال أنس رضي الله عنه خدمت رسول الله صلی الله علیه و سلم عشر سنین فما ضربني و لا سبّني و لا عبس في وجهي و قال رسول الله صلی الله علیه و سلم: اللهم أکثر ماله و ولده و بارک له و أدخله الجنة. قال أنس و الله إن مالي لکثیر و إنّ ولدي و ولد ولدي یتعادّون علی نحو مأة الیوم. قال بعضهم: بلغ مأة و ثلاث سنین. روی عنه رجال الحدیث 2286 حدیثا خدم النبي صلی الله علیه و سلم إلی أن قبض ثم رحل إلی دمشق و منها إلی البصرة فمات فیها و هوآخر من مات بالبصرة من الصحابة سنة إحدی و تسعین و قال الخطیب سنة ثلاث و تسعین. الأعلام ص25 ج2 ـ حاشیة إمتاع الأسماع ص27 ج1 ـ أرشیف ملتقی أهل الحدیث ص153 ج136
[227]ـ هو أنس بن مالک الکعبي یکنی أبا أمیّة نزل البصرة لیس له عن النبي صلی الله علیه و سلم إلا حدیث «إنّ الله وضع عن المسافر الصیام و شطر الصلاة» سکن البصرة روی عنه أبو قلابة رضي الله تعالی عنه. تهذیب التهذیب ص379 ج1 ـ تدریب الراوي مع حاشیة محمد عوامة ص437 ج5
[228]ـ هو أنس بن مالک بن أبي عامر الأصبحي فقیه مدینة رسول الله صلی الله علیه و سلم و إمام أهل زمانه و هو أبو الإمام مالک رحمه الله. أبوه مالک من کبار التابعین و علمائهم و من جملة النفر الأربعة الذین حملوا عثمان بن عفان و دفنوه بالبقیع في تلک الفتنة العمیاء التي لم یتجاسر أحد علی ذلک و جدّه أبو عامر صحابي جلیل حضر مع النبي صلی الله علیه و سلم الغزوات کلها إلا غزوة بدر. تسهیل درایة الموطأ ص613
[229]ـ هو أنس بن مالک الحمصي ذکره أبوبکر أحمد بن محمد بن عیسی البغدادي رحمه الله في تاریخ الحمصیین فقال و أنس بن مالک حدث عنه الحارث بن عبیدة و إبراهیم بن العلاء الزبیدي.
[230]ـ لم أعثر علی ترجمة أنس بن مالک هذا. أورد الخطیب في کتابه «المتفق و المفترق» روایته الحدیث عن عبدالرحمن بن الأسود عن أبیه عن عایشه رضي الله عنها.
[231]ـ قال الشیخ الأجهوري «الجوني» نسبة لجُون بضم الجیم بطن من الأزد و في تاریخ مدینة دمشق ج60 ص413 عن ابن ماکولا: أما الجَونی بجیم مفتوحة و بعد الواو الساکنة نون و یاء. کذا قال علي القاري في شرحه علی شرح نخبة الفکر ص696
[232]ـ الإمام المحدث الثقة الرحال، أبو عمران، موسى بن سهل بن عبدالحميد الجوني البصري، نزيل بغداد روی عن هشام بن عمار و غیره روی عنه دعلج بن أحمد و غیره و عُمِّر دهرا و كان من الحفاظ، وثّقه الدار قطني، مات في رجب سنة سبع و ثلاث مائة. تهذیب التهذیب ص185 ج12 ـ مقدمة ابن صلاح ص220
[233]ـ الإمام الثقة عبدالملك بن حبيب البصري، التابعي المشهور رأى عمران بن حصين و روى عن جندب البجلي و أنس بن مالك و عبدالله بن الصامت و أبي بكر بن أبي موسى و طائفة. وثّقه يحيى بن معين و غيره و حديثه في الأصول الستة. توفي سنة 129 هـ و قيل توفي في سنة ثلاث و عشرين و مائة و قيل توفي سنة ثمان و عشرين و مائة عن سن عالية. شرح الأثیوبي ص341 ج2 ـ شرح التبصرة و التذکرة ص264 ج2
[234]ـ هو محمد بن عبدالله بن المثنی بن عبدالله بن أنس بن مالک الأنصاري أبو عبدالله البصري القاضي من الفقهاء العارفین بالحدیث روی عن أبیه و سلیمان التیمي و ابن جریج و غیرهم و عنه البخاري و غیره وثقه ابن معین و غیره قال النسائي لیس به بأس و ذکره ابن حبان في الثقات، ولي قضاء البصرة ثم قضاء بغداد و رجع إلی البصرة قاضیا فمات فیها سنة خمس عشرة و مائتین في رجب عن سبع و تسعین سنة. الأعلام ص221 ج6 ـ شرح الاثیوبي ص342 ج2
[235]ـ في شذا الفیاح ص 675 ج2: محمد بن عبدالله بن حفص بن هشام بن زید بن أنس بن مالک الأنصاري و هو بصري أیضاً روی عنه ابن ماجه و وثقه ابن حبّان.
[236]ـ ابن عبد ربّه الأنصاری ذکره ابن حبّان في ثقاة التابعین. شذا الفیاح ص676 ج2
[237]ـ أبوسلمة الأنصاري البصري ضعفه العقیلي و أبوأحمد الحاکم و ابن حبان و غیرهم قیل إنه جاوز المائة. شرح الأثیوبي ص342 ج2 ـ شذا الفیاح ص675 ج2
[238]ـ أبوبکر بن عیاش بن سالم الأسدي الکوفي المقرئ راوي قراءة عاصم، کان إماما کبیرا عاملا حجة من کبار أئمة السنة اختلف في اسمه علی أحد عشر قولا. صحح أبو زرعة أن اسمه شعبة مات في عشر المائة قیل سنة اثنتین و تسعین و مائة و قیل ثلاث و قیل أربع عن تسعة و تسعین عاماً بالکوفة في جمادي الأولی في الشهر الذي توفي فیه هارون الرشید بطوس. شرح التبصرة ص266 ج2
[239]ـ الذي روی عن عثمان بن شباک الشامي و روی عنه جعفر بن عبدالواحد الهاشمي، قال ابن الصلاح في مقدمته ص220 و هو مجهول و جعفر غیر ثقة. تدریب الراوي ص440 ج5
[240]ـ الباجدّائي صاحب کتاب «غریب الحدیث» و اسمه حسین توفي سنة 204 بباجدّاء (قریة بقرب بغداد) روی عن جعفر بن برقان روی عنه علي بن جمیل الرقّيّ و غیره قال الخطیب و کان فاضلا أدیبا. مقدمة ابن صلاح ص220 ـ الأعلام ص251 ج2 ـ تهذیب الکمال ص460 ج6
[241]ـ روی عن أبي هریرة و ابن عباس و أنس و غیرهم من الصحابه مختلف في الاحتجاج به، توفي بالمدینة سنة خمس و عشرین و مائة، و اسم أبي صالح نبهان. شرح التبصرة ص267 ج2
[242]ـ هي ابنة أمیة بن خلف الجمحي و ولدت مع أخت لها في بطن فسمیت تلک باسم و سمیت هذه توأمة و هي أعتقت أباصالح. لها صحبة. المعارف ص460 ج1 ـ الأنساب ص110 ج3
[243]ـ هو صالح بن ذکوان، أبي صالح، السمان الزیات المدني نزل الکوفة ثقة ثبت مأمون علی ما روی و حمل من أثر في الدین من خیار التابعین و هو مولی لجویریة امرأة من قطفان روی عن أنس و روی عنه من أهل المدینة سمي و زید بن أسلم و روی عنه من أهل الکوفة الأعمش و الحکم بن عتیبة و عاصم بن أبي النجود کان یجلب الزیت إلی الکوفة توفي بالمدینة سنة 101هـ روی له مسلم و الترمذي حدیثا واحدا، و اسم ابي صالح ذکوان أبو عبدالرحمن المدني. شرح التبصرة ص267 ج2 ـ التمهید لما في الموطأ من الأسانید ص202 ج4 ـ التقریب ص238 ج1
[244]ـ روی عن علي و عائشة، روی عنه خلاد بن عمرو ذکره البخاري في التاریخ و ابن حبان في الثقات. شرح التبصرة ص267 ج2
[245]ـ المخزومي الکوفي روی عن أبي هریرة و روی عنه أبوبکر عیاش، ذکره البخاري في التاریخ و له عند الترمذي حدیث ضعفه یحیی بن معین و جهّله النسائي و اسم أبي صالح مهران. شرح التبصرة ص268 ج2
[246]ـ حماد بن زید بن درهم الأزدي الجهضمي (98ـ179هـ)، مولاهم، البصري، أبوإسماعیل، شیخ العراق في عصره، من حفاظ الحدیث المجودین، یعرف بالأزرق أصله من سبي سجستان و مولده و وفاته في البصرة و کان ضریرا طرأ علیه العمی یحفظ أربعة آلاف حدیث خرج حدیثه الأئمة الستة. الأعلام ص271 ج2
[247]ـ حماد بن سلمة بن دینار البصري الربعي بالولاء (… ـ167)، مفتي البصرة و أحد رجال الحدیث و من النحاة کان حافظا ثقة مأمونا إلا أنه لما کبر ساء حفظه فترکه البخاري و أما مسلم فاجتهد و أخذ من حدیثه بعض ما سمع منه قبل تغیره و نقل الذهبي: کان حماد إماما في العربیة، فقیها، فصیحا مفوها، شدیدا علی المبتدعة، له تآلیف و قال ابن ناصرالدین: هو من صنف التصانیف المرضیة. الأعلام ص272 ج2
[248]ـ مثل ثابت بن دینار الثمالي الأزدي بالولاء، أبو حمزة (… ـ 150 هـ) من رجال الحدیث الثقات عند الإمامیة و روی عنه بعض أهل السنة و هو من أهل الکوفة، قتل ثلاثة من أولاده مع زید بن علي بن الحسین و کان الرضا (علي بن موسی) یقول هو لقمان زمانه. و کان أبوه مولی للمهلب بن أبي صفرة له کتاب في تفسیر القرآن و کتاب الزهد و کتاب النوادر. الأعلام ص97 ج2
[249]ـ منهم أبوبکر عبدالکبیر ابن عبدالمجید الحنفي و أخوه أبو علي عبیدالله بن عبدالمجید الحنفي أخرج لهما الشیخان. شذا الفیاح ص682 ج2 ـ شرح التبصرة ص272 ج2
[250]ـ النعمان بن ثابت الکوفي (80 ـ150)، أبوحنیفة الفقیه المجتهد المحقق أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة ولد و نشأ بالکوفة و کان قوي الحجة من أحسن الناس منطقا، قال الإمام مالک یصفه: رأیت رجلا لو کلمته في الساریة أن یجعلها ذهبا لقام بحجته وکان کریما في أخلاقه جوادا حسن المنطق و الصورة، جهوري الصوت إذا حدث انطلق في القول و کان لکلامه دوي و عن الإمام الشافعي: الناس عیال في الفقه علی أبي حنیفة. الأعلام ص36 ج8
[251]ـ أسماء بن حارثة بن سعید (…. ـ 66هـ) من الطبقة الثالثة من المهاجرین وکنیته أبو هند و کان هو و أخوه هند ملازمین لخدمة رسول الله من أهل الصفة قال ابن سعد: مات بالمدینة سنة ست و ستین و هو ابن ثمانین سنة. الوافي بالوفیات ص37 ج9
[252]ـ اختلف ضبطهم في رِحاب هذا فضبطه العسكري في التصحيف براء مكسورة وياء مخففة أي ككِتَاب، و هو الذي في الإصابة، وضبطه ابن الأثير رَبَّان براء، و باءموحدة، و آخره نون، أي ككَتَّان، و هو الذي في القاموس، و في الإكمال أسماء بن رئاب – بالهمز – و هوأسماء بن ربّان بن معاوية بن مالك بن الحارث بن رفاعة بن عذرة بن عدي ابن شمس بن طرود بن قدامة بن جرم الجرمي. قال ابن سعد في الطّبقات و ابن الكلبيّ: خاصم بني عقيل إلى النبي صلّى اللَّه عليه و سلم في العقيق، فقضى به لجرم، و هو ماء في أرض بني عامر،و ليس الّذي بالمدينة. و كذا أخرجه ابن شاهين عن محمد بن محمد، عن رجاله، و هو القائل:
وإنّي أخو جرم كما قد علمتم … إذا اجتمعت عند النّبيّ المجامع
فإن أنتم لم تقنعوا بقضائه … فإنّي بما قال النّبيّ لقانع . الإصابة في تمييز الصحابة ص 66 ج 1
[253]ـ أسماء بنت أبي بکر الصدیق (… ـ 73هـ) صحابیة من الفضلیات آخر المهاجرین و المهاجرات وفاة و هي أخت عائشه لأبیها و أم عبدالله بن الزبیر تزوجها الزبیر بن العوام فولدت له عدة أبناء بینهم عبدالله ثم طلقها الزبیر فعاشت بمکة مع ابنها عبدالله إلی أن قتل فعمیت بعد مقتله و توفیت بمکة و هي و ابنها و أبوها و جدها صحابیون شهدت الیرموک مع ابنها عبدالله و زوجها و کانت فصیحة حاضرة القلب و اللب تقول الشعر و خبرها مع الحجاج بعد مقتل ابنها عبدالله مشهور. عاشت مائة سنة و هي محتفظة بعقلها و سمیت ذات النطاقین لأنها صنعت للنبي صلی الله علیه و سلم طعاما حین هاجر إلی المدینه فلم تجد ما تشده به، فشقت نطاقها و شدت به الطعام، لها 56 حدیثا. الأعلام ص305 ج1
[254]ـ أم محمد بن أبي بکر الصدیق قال الزرکلي في الأعلام ص306 ج1: أسماء بنت عمیس بن معد بن تیم بن الحارث الخثعمي، صحابیة کان لها شأن أسلمت قبل دخول النبي صلی الله علیه و سلم دار الأرقم بمکة و هاجرت إلی أرض الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب فولدت له عبدالله و محمدا و عوفا ثم قتل عنها جعفر شهیدا في وقعة مؤتة سنة (8 هـ) فتزوجها أبوبکر الصدیق فولدت له محمد ابن أبي بکر و توفي عنها أبوبکر فتزوجها علي فولدت له یحیی و عونا و ماتت بعد علي، وصفها أبو نعیم بمهاجرة الهجرتین و مصلیة القبلتین.
[255]ـ الأزدي و هي امرأة الحجاج بن یوسف حدثت عن أبیها روی عنها زیاد بن عبدالله القرشي، وفدت علی عمر بن عبدالعزیز و کانت من عقلاء الناس. قالت: شیئان لاتؤمن المرأة علیهما: الرجال و الطیب. و قالت: إذا رأیتم النعم مستدرة فبادروا بتعجیل الشکر قبل حلول الزوال. مختصر تاریخ دمشق ص195 ج27 ـ تاریخ مدینة دمشق ص191 ج70 ـ اعتلال القلوب ص353 ج2
[256]ـ شیخ لیس بالمشهور. تلخیص المتشابه في الرسم ص856 ج2
[257]ـ بکسر الزاء و الراء بینهما باء موحدة و بالقاف هو أبو همام الأهوازي وثقه علي بن المدیني و الدارقطني و غیرهما و قال أبو حاتم الرازي صدوق و ذکر ابن حبان في الثقات و قال ربما أخطأ. توفي في عشر التسعین و المأة طوف الأقالیم و لقي الکبار و هو ثقة. فتح الباري ص299 ج11 ـ تاریخ الإسلام ص1194 ج4 ـ الوافي بالوفیات ص61 ج3
[258]ـ و عبارة الناظم توهم أنّهما قسمان و الحال أنهما قسم واحد فتنبّه لذلک، فقولهم «المتفق» أي في اللفظ و «المفترق» أي في المسمی. حاشیة الأجهوري ص208
[259]ـ و هو فنّ مهمٌ ینبغي لطالب الحدیث أن یعتني بمعرفته لیسلم من التصحیف. حاشیة الأجهوري ص210
[260]ـ قد ذکره ابن حبان في التابعین و روی ابن منده من طریق أبي عوانة عن أبي بشر عن سلام بن عمرو و کان من أصحاب النبي صلی الله علیه و سلم قال: الکلاب رجس إلا کلب صید. الإصابة في تمییز الصحابة ص364 ج2
[261]ـ عبدالله بن سلام بن الحارث الإسرائیلی أبویوسف، صحابي قیل إنه من نسل یوسف بن یعقوب على نبينا و عليهما الصلاة و السلام. أسلم عند قدوم النب صلی الله علیه و سلم المدینة و کان اسمه الحصین فسماه رسول الله صلی الله علیه و سلم عبدالله و شهد مع عمر فتح بیت المقدس و الجابیة و لما کانت الفتنة بین علي و معاویة، اتخذ سیفا من خشب و اعتزلها و أقام بالمدینة إلی أن مات سنة 43 هجري، له 25 حدیثا. الأعلام ص90 ج4
[262]ـ قال الحموي: أي ضد المؤتلف و هو المختلف في اللفظ «مختلف» أي یسمی بذلک للاختلاف في اللفظ و المراد أنّ الحدیث الذي یکون سنده بهذه الصفة یسمی بالمؤتلف و المختلف معاً و هو قسم واحد و عبارة الناظم توهم أنهما قسمان فتنبه لذلک فقولهم «مؤتلف» أي بحسب الخط و «مختلف» أي من حیث اللفظ. حاشیة الأجهوري ص211
[263]ـ قال الدمیاطي في شرحه أي احذر الوقوع في التصحیف، کأن تُشدّد مخففا أو عکسه و تعجم مهملا أو عکسه. حاشیة الأجهوري ص211
[264]ـ مثاله ما روی ابن أبي حاتم من طریق حبیب بن حبیب أخي حمزة الزیات المقرئ عن أبي إسحاق عن العیزار بن حریث عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلی الله علیه و سلم قال «من أقام الصلاة و آتی الزکاة و حجّ و صام و قری الضیف دخل الجنّة». قال أبو حاتم هو منکر لأنّ غیره من الثقات رواه عن أبي اسحاق موقوفاً و هو المعروف. و مما ینبغی التیقظ له أنّ بعض الأئمّة أطلقوا لفظ المنکر علی مجرد التفرّد و قد یذکر المحدثون في اصطلاحهم «هذا أنکر ما رواه فلان» و إن لم یکن ذلک الحدیث ضعیفاً. المنهل اللطیف ص122 و شرح الزرقاني ص216
[265]ـ أي صار.
[266]ـ أي لم یبلغ مبلغا في العدالة و الضبط یحتمل معه التفرّد بالروایة بل هو قاصر عن ذلک. حاشیة الأجهوري ص215
[267]ـ و حکمه ساقط الاعتبار لشدة ضعفه فلایُحتج به ولایُستشهد. مثاله: حديث عمرو بن شَمِر الجُعْفي الكوفي الشيعي عن جابر عن أبي الطفيل عن علي و عمار قالا: «كان النبي صلي الله عليه و سلم يقنت في الفجر و يكبر يوم عرفة من صلاة الغَداة و يقطع صلاة العصر آخر أيام التشريق». و قد قال النسائي و الدار قطني و غيرهما عن عمرو بن شَمِر «متروك الحديث». تیسیر مصطلح الحدیث ص132 ـ المنهل اللطیف ص148
[268]ـ او کذّاب فی کلامه.
[269]ـ (ما) ای حدیث (واحد به) ای بروایته (انفرد) بسکون الدال للضرورة. حاشیة الاجهوری ص217
[270]ـ ای کالمردود الموضوع، لکنه اخف منه کما صرّحوا به. شرح الزرقانی ص218. اقول: لعل الکاف زائدة ای فهو ردٌّ ای مردود لضعف راویه فهو من جملة ما دخل تحت الضعیف.
[271]ـ فی ایّ سنة ظهرت الاحادیث الموضوعة؟ فی سنة 41 هـ ق. و ما حکم روایته؟ اجمع العلماء علی انّه لا تحلّ روایته لاَحَدٍ علم حاله فی ایّ معنیً کان الا مع بیان وضعه من التحذیر من روایته او تعلیم ذلک لاهل العلم لمعرفته، لحدیث مسلم «مَن حدث عنّی بحدیث یری انّه کذب فهو احد الکاذبین». كيف يُعْرَفُ الحديث الموضوع؟ يعرف بأمور منها: إقرار الواضع بالوضع كإقرار أبي عِصْمَة نوحِ بن أبي مريم بأنه وضع حديث فضائل سور القرآن سورة سورة عن ابن عباس. أو ما يَتَنَزَّلُ منزلة إقراره: كأَنْ يُحَدِّثَ عن شيخ، فَيُسْألَ عن مولده فيذكرَ تاريخا تكون وفاةُ ذلك الشيخ قبلَ مولده هو، و لا يُعْرَف ذلك الحديث إلا عنده. أو قرينة في الراوي: مثل أن يكون الراوي رافضياً و الحديث في فضائل أهل البيت. أو قرينة في المَرْوِي: مثل كون الحديث ركيك اللفظ، أو مخالفاً للحس أو صريح القرآن.
[272]ـ دواعي الوضع و أصناف الوَضَّاعين: 1ـ التقرب إلى الله تعالى: بوضع أحاديث ترغب الناس في الخيرات و أحاديث تخوفهم من فعل المنكرات و هؤلاء الوضاعون قوم ينتسبون إلى الزهد و الصلاح و هم شر الوضاعين لأن الناس قَبِلَتْ موضوعاتهم ثقة بهم و من هؤلاء مَيْسَرَةٌ بن عبد ربه فقد روى ابن حبان في الضعفاء عن ابن مهدي قال: قلت لميسرة بن عبد ربه: من أين جئت بهذه الأحاديث، من قرأ كذا فله كذا؟ قال: وضعتُها أُرَغِّبَ الناسَ. 2ـ الانتصار للمذهب: لا سيما مذاهب الفرق السياسية بعد ظهور الفتنة و ظهور الفرق السياسية كالخوارج و الشيعة فقد وضعت كل فرقة من الأحاديث ما يؤيد مذهبها كحديث «علىٌّ خير البشر، من شكَّ فيه كفر». 3ـ الطعن في الإسلام: و هؤلاء قوم من الزنادقة لم يستطيعوا أن يَكيدوا للإسلام جهاراً فعمدوا إلى هذا الطريق الخبيث، فوضعوا جملة من الأحاديث بقصد تشويه الإسلام و الطعن فيه، و من هؤلاء محمد بن سعيد الشامي المصلوب في الزندقة، فقد رَوَى عن حُمَيْد عن أنس مرفوعاً «أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي إلا أن يشاء الله» و لقد بين جهابذة الحديث أمر هذه الأحاديث و لله الحمد و المنة. 4ـ التَّزَلٌّف إلى الحكام: أي تقرب بعض ضعفاء الإيمان إلى بعض الحكام بوضع أحاديث تناسب ما عليه الحكام من الانحراف مثل قصة غياث بن إبراهيم النَّخَعي الكوفي مع أمير المؤمنين المهدي، حين دخل عليه و هو يلعب بالحَمَام، فساق بسنده على التوالي إلی النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال «لا سَبَق إلا في نَصْل أو خُفٍ أو حافر أو جَنَاح» فزاد كلمة «أو جَنَاح» لأجل المهدي، فعرف المهدي ذلك، فأمر بذبح الحَمَام، و قال: أنا حملته على ذلك. 5ـ التكسب و طلب الرزق: كبعض القُصَّاص الذين يتكسبون بالتحدث إلى الناس فيوردون بعض القصص المسلية و العجيبة حتى يستمع إليهم الناس و يعطوهم، كأبي سعيد المدائني. 6ـ قصد الشهرة: و ذلك بإيراد الأحاديث الغريبة التي لاتوجد عند أحد من شيوخ الحديث، فيقلبون سند الحديث ليُستَغربَ، فيرغب في سماعه منهم، كابن أبي دحية و حماد النَّصِيبي. تیسیر المصطلح الحدیث ص129 ـ علوم حدیث و اصطلاحات آن ص202
[273]ـ هو الحديث أو الخبر الذي يرويه في كل طبقة من طبقات سنده رواة كثيرون يحكم العقل عادة باستحالة أن يكون أولئك الرواة قد اتفقوا على اختلاق هذا الخبر. شروطه: يتبين من شرح التعريف أن التواتر لايتحقق في الخبر إلا بشروط أربعة و هي: 1ـ أن يرويه عدد كثير و قد اختلف في أقل الكثرة على أقوال المختار أنه عشرة أشخاص. و في ظفر الأماني ص46 و هذه کلها و أمثالها أقوال فاسدة و التحقیق الذي ذهب إلیه جمع من المحدثین هو أنه لایشترط للتواتر عدد إنما العبرة بحصول العلم القطعيّ، فإن رواه جم غفیر و لم یحصل القطع لایکون متواترا البتة و إن رواه جمع قلیل و حصل العلم الضروريّ یکون متواترا البتة. 2ـ أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند. 3ـ أن تُحيل العادة تواطؤهم على الكذب. 4ـ أن يكون مُسْتَنَد خبرهم الحس كقولهم سمعنا أو رأينا أو لمسنا أو ….. أما إن كان مستند خبرهم العقل كالقول بحدوث العالم مثلا، فلايسمى الخبر حينئذ متواتراً. حُكمه: المتواتر يفيد العلم الضروري، أي العلم اليقيني الذي يضطر الإنسان إلى التصديق به تصديقاً جازماً كمن يشاهد الأمر بنفسه فانه لايتردد في تصديقه، فكذلك الخبر المتواتر، لذلك كان المتواتر كله مقبولا و لا حاجة إلى البحث عن أحوال رواته. تیسیر مصطلح الحدیث ص32 و المصطلح النافع ص62 و عبدالباري ص57
[274]ـ رواه بضعة و سبعون صحابیاً ثم استمرت هذه الکثرة بل زادت في باقي طبقات السند و قال ابن دحیة في کلامه علی الحدیث: روی عن نحو سبعین صحابیا و خرج من نحو أربعمائة طریقة و قال الحافظ العراقي: و حکی النووي في شرح مسلم عن بعضهم أنه رواه مائتان من صحابة. تیسیر مصطلح الحدیث ص34
[275]ـ و من أمثلته أحادیث حوض النبي صلی الله علیه و سلم ورد عن أکثر من خمسین صحابیا و من ذلک أحادیث الشفاعة، فذکر القاضي عیاض أنه بلغ مجموعها التواتر و من ذلک أحادیث المسح علی الخفین قال ابن عبد البَرّ رواه نحوٌ من سبعین صحابیا و استفاض و تواتر. تحقیق نورالدین عتر علی نزهة النظر في توضیح نخبة الفکر ص45
و منه حدیث وضع الید الیمنی علی الیسری في الصلاة 1ـ حدیث هلب الطائي رضي الله عنه، رواه ابن أبي شیبة ج1 ص390 و أحمد ج5 ص226 و الترمذي ج2 ص53 و ابن ماجه ج1 ص226 من طریق سماک بن حرب عن قبیصة بن هلب عن أبیه قال: «کان رسول الله صلی الله علیه و سلم یؤمنا فیأخذ شماله بیمینه» الحدیث 2ـ حدیث الحارث بن غطیف رضي الله عنه، ابن أبي شیبة ج1 ص390 و ابن أبي عاصم ج6 ص389 و الطبراني ج3 ص276 بسنده عن معاویة بن صالح عن یونس بن سیف العبسي عن الحارث بن غطیف أو غطیف بن الحارث قال: ما نسیت من الأشیاء لم أنس أني رأیت رسول الله صلی الله علیه و سلم «واضعا یمینه علی شماله في الصلاة» 3ـ حدیث عبدالله بن عباس رضي الله عنه، رواه ابن حبان (1767) و الضیاء ج2 ص63 بسنده عن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث أنه سمع عطاء بن أبي رباح یحدث عن أبي عباس أن رسول الله صلی الله علیه و سلم قال «إنا معشر الأنبیاء أمرنا أن نؤخر سحورنا و نعجل فطرنا و أن نمسک بأیماننا علی شمائلنا في صلاتنا 4ـ حدیث عائشه رضي الله عنها، رواه الدار قطني ج1 ص284 و البیهقي ج2 ص29 بسنده عن منصور بن زاذان، حدثنا عن محمد بن أبان الأنصاري عن عائشة رضي الله عنها قالت «ثلاث من النبوة: تعجیل الإفطار و تأخیر السحور و وضع الید الیمنی علی الیسری في الصلاة».
[276]ـ فقد ورد عنه صلى الله عليه و سلم نحو مائة حديث كل حديث منها فيه أنه رفع يديه في الدعاء لكنها في قضايا مختلفة فكل قضية منها لم تتواتر، و القَدر المشترك بينها و هو الرفع عند الدعاء، تواتر باعتبار مجموع الطرق. عبدالباري ص57
[277]ـ أهميته و دقته: هو فن جليل دقيق و تَكْمُنُ أهميته في كشف الأخطاء التي وقع فيها بعض الرواة و إنما ينهض بأعباء هذه المهمة الحُذَّاق من الحفاظ كالدار قطني. تیسیر مصطلح الحدیث ص158 و المصطلح النافع ص195
هل يقدحُ التصحيف بالراوي؟ إذا صدر من الراوي نادراً فإنه لايقدح في ضبطه، لأنه لايسلم من الخطأ و التصحيف القليل أحد و إذا كثر ذلك منه فإنه يقدحُ في ضبطه و يدلُّ على خفة ضبطه و أنه ليس من أهل هذا الشأن. السبب في وقوع الراوي في التصحيف الكثير، غالباً ما يكون السبب في وقوع الراوي في التصحيف هو أخذ الحديث من بطون الكتب و الصُّحُف و عدم تلقيه عن الشيوخ و المدرسين و لذلك حذر الأئمة من أخذ الحديث عمن هذا شأنهم و قالوا «لايؤخذ الحديث من صَحَفِي» أي لايؤخذ عمن أخذه من الصحف. تیسیر مصطلح الحدیث ص160
[278]ـ محمد بن یحیی بن عبدالله أبوبکر الصولي (… ـ 335 هـ) و قد یعرف بالشطرنجي، ندیم من أکابر علماء الأدب، نادم ثلاثة من خلفاء بني العباس، هم الراضي و المکتفي و المقتدر و له تصانیف. کان من أحسن الناس لعبا بالشطرنج نسبته إلی جده (صول تکین) توفي في البصرة مستترا. الأعلام ص136 ج7 و معجم الشعراء العرب ص343
[279]ـ أي الحرکات و السکنات.
[280]ـ جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الخزرجي الأنصاري السلمي (16ق هـ ـ 78 هـ) بالمدینة و صلی علیه أبان بن عثمان و هو أمیرها و قیل توفي و هو ابن أربع و تسعین سنة، صحابي من المکثرین في الروایة عن النبي صلی الله علیه و سلم و روی عنه جماعة من الصحابة، له و لأبیه صحبة، غزا تسع عشرة غزوة و کانت له في أواخر أیامه حلقة في المسجد النبوي یؤخذ عنه العلم روی له البخاري و مسلم و غیرهما 1540حدیثا. الأعلام ص104 ج2 و الاستیعاب ص137 ج1
[281]ـ محمد بن جعفر بن دران الهذلي بالولاء، أبو عبدالله المعروف بغندر عالم بالحدیث متعبد من أهل البصرة کان یرمی بالغفلة عاش نحو 70 عاما مات في ذي القعدة یوم الجمعة سنة 193 هـ في النصف منه، و کان أصح الناس کتابة للحدیث، أراد بعض الناس أن یخطئوه فأخرج لهم کتابا و تحداهم فلم یجدوا فیه خطأ. الأعلام ص69 ج6 و الثقات لابن حبان ص50 ج9
[282]ـ أبي بن کعب بن قیس بن عبید من بني النجار من الخزرج، أبو المنذر، کان قبل الإسلام حبرا من أحبار الیهود مطلعا علی الکتب القدیمة یکتب و یقرأ علی قلة العارفین بالکتابة في عصره و لما أسلم کان من کتاب الوحي و هو أول من کتب للنبي صلی الله علیه و سلم و شهد بدرا و أحدا و الخندق و المشاهد کلها مع رسول الله صلی الله علیه و سلم و کان یفتي علی عهده صلی الله علیه و سلم و شهد مع عمر بن خطاب وقعة الجابیة و کتب کتاب الصلح لأهل بیت المقدس و أمره عثمان بجمع القرآن فاشترک في جمعه و له في صحیحین و غیرهما 164حدیثا و کان نحیفا قصیرا أبیض الرأس و اللحیة، لایغیر شیبه و في تاریخ وفاته اختلاف قال الزرکلي مات 21 هـ بالمدینة. الأعلام ص82 ج1 و الإصابة ص35 ج1
[283]ـ بضم ففتح جمع نقطة کغرفة و غرف إلا أنه خففه بتسکین القاف للوزن. شرح الأثیوبي علی ألفیة السیوطي ص161 ج2
[284]ـ (أَوْ شَكْلُهُ) أي حرکاته (لاَ أَحْرُفٌ) أي لیست الأحرف منه مغیرة (مُحَرَّفُ) أي فهو محرف.
[285]ـ أهميته و صعوبته و أشهر المُبَرِّزين فيه: و هو فنُّ مُهمٌ صعبٌ، أما أهمیته فقد مرَّ على عليٍّ قاصٌّ فقال: تعرفُ النَّاسخ من المنسوخ؟ فقال: لا، فقال هلكتَ و أهلكتَ. و أسند عن حُذيفة أنَّه سُئل عن شيء فقال: إنَّما يُفتي من عرف النَّاسخ و المَنْسُوخ. قالوا: و من يعرف ذلك؟ قال: عُمر. و أما صعوبته فقد روينا عن الزُّهْري قال: أعيا الفُقهاء و أعْجَزهُم أن يعرفوا ناسخ الحديث و منسوخه. بم يُعْرَفُ الناسخ من المنسوخ ؟ يعرفُ ناسخ الحديث من منسوخه بأحد هذه الأمور:1ـ بتصريح رسول الله صلى الله عليه وسلم: كحديث بُرَيْدَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا وَ نَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الأَضَاحِىِّ فَوْقَ ثَلاَثٍ فَأَمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ وَ نَهَيْتُكُمْ عَنِ النَّبِيذِ إِلاَّ فِى سِقَاءٍ فَاشْرَبُوا فِى الأَسْقِيَةِ كُلِّهَا وَ لاَ تَشْرَبُوا مُسْكِرًا». 2ـ بقول الصحابيِّ: فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ آخِرَ الأَمْرَيْنِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْكُ الْوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ. أخرجه النسائي. 3ـ بمعرفةِ التاريخِ: فعَنْ ثَوْبَانَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه و سلم قَالَ :«أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَ الْمَحْجُومُ». ذكر الشَّافعي أنَّه مَنْسُوخ بحديث ابن عبَّاس قَالَ: «احْتَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُحْرِمٌ صَائِمٌ». فإنَّ ابن عبَّاس إنَّما صحبهُ مُحرمًا في حجَّة الوداع سَنَة عَشْر, وفي بعض طُرق حديث شدَّاد أنَّ ذلك كان زمن الفَتْح سَنَة ثمان. 4ـ بدلالةِ الإجماعِ: كحديث مُعَاوِيَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه و سلم «مَنْ شَرِبَ الْخَمْرَ فَاجْلِدُوهُ فَإِنْ عَادَ فِى الرَّابِعَةِ فَاقْتُلُوهُ». قال النووي: دل الإجماع علی نسخه و الإجماع لاینسخ و لاینسخ و لکن یدل علی ناسخ. تیسیر مصطلح الحدیث ص89 و المصطلح النافع ص155
[286]ـ من اختلط في عقله عطاء بن السائب اختلط في آخر عمره فاحتج أهل العلم بروایة الأکابر عنه مثل سفیان الثوري و شعبة لأن سماعهم منه کان في الصحة. و أبو إسحاق السبيعي، قال الحافظ أبو يعلى الخليلي: «و إنما سمع ابن عيينة منه بعد ذلك». الباعث الحثیث إلی اختصار علوم الحدیث ص244 و مقدمة ابن الصلاح ص235
[287]ـ من اختلط بسبب ذهاب البصر مثل عبد الرزاق بن هَمَّام الصنعاني المتوفی 211 هـ عمي علی رأس المأتین فاختلط فکان بعد أن عمي يُلقّن فيتلقن فمن روی عنه قبل ذلک فروایته عنه مقبولة و ممن روی عنه قبل ذلک الإمام أحمد و غیره و من روی بعد ذلک عنه فروایته مردودة. شرح ألفیة العراقي
[288]ـ مثل عبدالله بن لهیعة المصري القاضي المتوفی 174 هـ احترقت داره و کتبه فراح یحدث من حفظه فوقع في حدیثه التخلیط و لم یتمیز من حدیثه ما کان قبل الاختلاط إلا النادر. قال في التقریب صدوق اختلط بعد احتراق کتبه و روایة ابن المبارک و ابن وهب عنه أعدل من غیرهما. منهج النقد في علوم الحدیث ص 136 و الأعلام ص 115 ج4
[289]ـ کأبي بکر الصدیق المراد بقوله «إذ یقول لصاحبه لاتحزن إن الله معنا. الآیة» و کذا صحبة عمر و عثمان و علي و سائر العشرة المبشرة و من ثم قال أهل السنة من أنکر صحبة الصدیق فقد کفر. کذا في شرح علي القاري علی شرح نخبة الفکر ص591
[290]ـ کعکاشة بن محصن و ضمام بن ثعلبة. شرح التبصرة و التذکرة ص 128 ج2 و شرح شرح نخبة الفکر ص591
[291]ـ کحِمَمَة بن أبي حممة الدوسي الذي توفي بإصبهان مبطونا فشهد له أبو موسی الأشعري أنه سمع النبي صلی الله علیه و سلم حکم له بالشهادة. السنة قبل التدوین ص393 و تدریب الراوي ص 290
[292]ـ أبو الحسين، مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري (204ـ261 هـ = 820 ـ875 م) حافظ، من أئمة المحدثين ولد بنيسابور و رحل إلى الحجاز و مصر و الشام و العراق و توفي بظاهر نيسابور، و قد ذکر الخطیب سبب موته رحمه الله تعالی أنه عقد مجلسا للمذاکرة فسئل یوما عن حدیث فلم یعرفه فانصرف إلی منزله فأوقد السراج و قال لأهله لایدخل أحد اللیلة عليّ و قد أهدیت له سلة من تمر فهي عنده یأکل تمرة و یکشف عن حدیث ثم یأکل أخری و یکشف عن آخر فلم یزل ذلک دأبه حتی أصبح و قد أکل تلک السلة و هو لایشعر فحصل له بسبب ذلک ثقل و مرض من ذلک حتی کانت وفاته عشیة یوم الأحد و دفن یوم الاثنین لخمس بقین من رجب سنة إحدی و ستین و مأتین بنیسابور. أشهر كتبه صحيح مسلم جمع فيه اثني عشر ألف حديث، كتبها في خمسة عشر سنة و هو أحد الصحيحين المعول عليهما عند أهل السنة في الحديث و قد شرحه كثيرون. الأعلام ص221 ج7 و البدایة و النهایة ص556 ج14
[293]ـ أبو عيسى، محمد بن عيسى بن سورة بن موسى السلمي البوغي الترمذي (209ـ279 هـ = 824 ـ892 م) من أئمة علماء الحديث و حفاظه، من أهل ترمذ (على نهر جيحون) تلمذ للبخاري و شاركه في بعض شيوخه و قام برحلة إلى خراسان و العراق و الحجاز کان الترمذي من أئمة الحفاظ الذین اشتهروا بالضبط و الإتقان و قد شهد له معاصره بسرعة حفظه و کان علی جانب عظیم من الزهد و الورع، بکی حتی ابیضت عیناه و بقي ضریرا سنین آخر عمره و مما یدل علی سموّ منزلته قول البخاري له «ما انتفعت بک أکثر مما انتفعت بي» مات بترمذ لیلة الاثنین لثلاث عشرة خلت من رجب سنة تسع و سبعین و مأتین، من تصانيفه الجامع الكبير باسم صحيح الترمذي في الحديث. الأعلام ص322 ج6 و البدایة و النهایة ص648 ج14 و أصول الحدیث ص212
[294]ـ أبو داود، سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني (202ـ275 هـ = 817ـ889 م) إمام أهل الحديث في زمانه أصله من سجستان رحل رحلة كبيرة و توفي بالبصرة یوم الجمعة لأربع عشرة بقیت من شوال سنة خمس و سبعین و مأتین عن ثلاث و سبعین سنة و دفن إلی جانب قبر سفیان الثوري. له السنن جزآن و هو أحد الكتب الستة. و قال إبراهيم الحربي لما صنف أبو داود كتاب «السنن» اُلين لأبي داود الحديث كما اُلين لداود الحديد. و كان يقول: كتبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم خمسمائة ألف حديث انتخبت منها ما ضمنته هذا الكتاب يعني «السنن» جمعت فيه أربعة آلاف و ثمانمائة حديث ذكرت الصحيح و ما يشبهه و يقاربه و يكفي الإنسان لدينه من ذلك أربعة أحاديث: أحدها قوله صلى الله عليه و سلم «إنما الأعمال بالنيات» و الثاني قوله «من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه» و الثالث قوله «لايكون المؤمن مؤمناً حتى يرضى لأخيه ما يرضاه لنفسه» و الرابع قوله «الحلال بين و الحرام بين و بين ذلك أمور مشتبهات» الحديث بكماله. و جاءه سهل بن عبد الله التستري فقيل له: يا أبا داود، هذا سهل بن عبد الله قد جاءك زائراً قال: فرحب به و أجلسه، فقال: يا أبا داود لي إليک حاجة قال و ما هي؟ قال: حتى تقول قضيتها مع الإمكان قال: قد قضيتها مع الإمكان، قال: أخرج لي لسانک الذي حدثت به عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أقبله، قال: فأخرج له لسانه فقبله. و كان لأبي داود كم واسع و كم ضيق، فقيل له: يرحمک الله ما هذا فقال: الواسع للكتب و الآخر لانحتاج إليه وكان يقول: الشهوة الخفية حب الرياسة و كان في أيام حداثته و طلب الحديث جلس في مجلس بعض الرواة يكتب فدنا رجل إلى محبرته و قال له: أستمد من هذه المحبرة فالتفت إليه و قال: أما علمت أن من شرع في مال أخيه بالاستئذان فقد استوجب بالحشمة الحرمان فسمي ذلك اليوم حكيماً. الأعلام ص 122 ج3 و الحدیث و المحدثون ص360 و غایة المأمول ص15 ج1 و وفیات الأعیان ص404 ج2
[295]ـ أبو عبدالرحمن أحمد بن شعیب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني النسائي، طلب العلم صغیرا و رحل في طلب الحدیث و له خمس عشرة سنة کان ورعا تقیاً حافظاً و کتابه أکثر الکتب تکراراً ولد سنة 215 و مات بمکة سنة 303 و هو مدفون بها، قال العجاج: و الراجح في وفاته أنه خرج من مصر في شهر ذي القعدة سنة 302 و توفي بفلسطین بالرملة یوم الاثنین 13 صفر سنة 303 و دفن في بیت المقدس و بلده الأصلی نسا. غایة المأمول ص16 ج1 و الأعلام ص171 ج1 و أصول الحدیث ص213
[296]ـ أبو عبد الله، ابن ماجه، محمد بن يزيد الربعي القزويني (209ـ273 هـ = 824ـ887 م) أحد الأئمة في علم الحديث من أهل قزوين، طلب العلم في مطلع شبابه و رحل إلى البصرة و بغداد و الشام و مصر و الحجاز و الري في طلب الحديث و صنف كتابه سنن ابن ماجه و هو أحد الكتب الستة المعتمدة، کان ابن ماجه علی درجة رفیعة من العلم، فکان محدث قزوین في عصره و شیخها في التفسیر توفي في 22 رمضان سنة 273. الأعلام ص144 ج7 و أصول الحدیث ص214
[297]ـ و أما عند الفقهاء فالمدار علی استجماع شروط الصحة دون المخرجین. قواعد في علوم الحدیث ص36
[298]ـ أي بعض علماء الغرب و إنه ابن حزم و الحافظ أبوعلي الحسين بن علي النيسابوري شيخ الحاكم (أبا عبد الله صاحب المستدرک) إلى تفضيل صحيح مسلم على البخاري فقال أبوعلي: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم في علم الحديث بهذا اللفظ نقله عنه زين الدين و الحافظ ابن حجر. فذلك فيما يَرْجعُ إلى حُسْن السياقِ و جَوْدَةِ الوضع و الترتيب و لم يُفْصِحْ أحدٌ منهم بأن ذلك راجعٌ إلى الأصَحِّيَّة. و أنصف بعض العلماء في قوله:
تشاجر قوم في البخاري و مسلم | لديّ و قالوا: أيّ ذین تقدم | |
فقلت: لقد فاق البخاري صحة | کما فاق في حسن الصناعة مسلم |
أصول الحدیث ص209 و شرح نخبة الفکر ص273 و توضیح الأفکار لمعاني تنقیح الأنظار ص48 ج1
[299]ـ اعلم أنهما لم یستوعبا الصحیح و لا التزما استیعابه کذا قال الإمام النووي فعلی ما ذکره الإمام إذا لم یوجد حدیث في الصحیحین فلایجترأ علی کونه ضعیفا کما نری هذا الصنیع الشنیع في بعض من لا علم له.
[300]ـ قال المحقق ابن الهمام في الفتح: و کون معارضه في البخاري لایستلزم تقدیمه بعد اشتراکهما في الصحة بل یطلب الترجیح من خارج و قول من قال أصح الأحادیث ما في الصحیحین ثم ما انفرد به البخاري ثم ما انفرد به مسلم ثم ما اشتمل علی شرط أحدهما تحکم لایجوز التقلید فیه، إذ الأصحیة لیس إلا لاشتمال رواتهما علی الشروط التي اعتبراها، فإذا فرض وجود تلک الشروط في رواة حدیث في غیر الکتابین أفلایکون الحکم بأصحیة ما فی الکتابین عین التحکم؟ ثم حکمها أو حکم أحدهما بأن الراوي المعین مجتمع تلک الشروط لیس مما یقطع فیه بمطابقة الواقع فیجوز کون الواقع خلافه. قواعد في علوم الحدیث ص64
[301]ـ عبدالقاهر بن طاهر بن محمد بن عبد الله البغدادي التميمي الإسفراييني، الفقیه الشافعي عالم متفنن من أئمة الأصول كان صدر الإسلام في عصره، ولد و نشأ في بغداد و رحل إلى خراسان فاستقر في نيسابور و کان ذا مال و ثروة و أنفقه علی أهل العلم و الحدیث و لم یکتسب بعلمه مالا و فارقها على أثر فتنة التركمان. قال السبكي: و من حسرات نيسابور اضطرار مثله إلى مفارقتها و مات في إسفرائين سنة تسع و عشرین و أربعمائة و دفن إلی جانب شیخه الأستاذ أبي إسحاق كان يدرس في سبعة عشر فنّا. الأعلام ص48 ج4 و وفیات الأعیان ص203 ج3 و بغیة الوعاة ص106 ج2
[302]ـ المشهود لهم بالجنة سعد بن أبي وقاص و سعيد بن زيد بن عمرو ابن نفيل و طلحة بن عبيدالله و الزبير بن العوام و عبد الرحمن بن عوف و أبو عبيدة بن الجراح. تدریب الراوی ص 296
[303]ـ و هم أصحاب غزوة بدر الکبری، کانت یوم الجمعة في السابع عشر من شهر رمضان، علی رأس تسعة عشر شهرا من الهجرة و کان عدد الذین خرجوا معه صلی الله علیه و سلم (313) ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا و قیل: لمّا عدّ صلی الله علیه و سلم أصحابه فوجدهم 313 فرح و قال «عدة أصحاب طالوت الذین جاوزوا معه النهر». قال رسول الله صلی الله علیه و سلم فیهم: لعل الله اطلع علی أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لکم. التعلیقات المرضیة ص404 و المنهل اللطیف ص190
[304]ـ أي غزوة أحد کانت في شوال سنة ثلاث من الهجرة و کان عدد من معه من الصحابة سبعمائة. التعلیقات المرضیة ص 404.
[305]ـ کان صلح الحدیبیة في ذي القعدة من السنة السادسة من الهجرة و جملة من خرج معه صلی الله علیه و سلم من الصحابة من 1400 إلی 1600، قال صلى الله عليه و سلم «لايدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة» صححه الترمذي. التعلیقات المرضیة ص404 و شرح الفقه الأکبر ص206 و تدریب الراوي ص296